بقلم: عبد الناصر احمد
يبدو ان عدوى التخبط فى معالجة المشكلات قد تسربت من الحكومة الى البرلمان فما تلك الضجة التى اثيرت حول الاعلامى توفيق عكاشة ولقائه مع السفير الاسرائيلى وما نتج عن هذا اللقاء … ولماذا الاصرار على منح المتربصين بمصر الذرائع والحجج لمحاولة تشويه مصر والعمل من (الحبة قبة ) كما يقول المثل الشعبى ..؟!
فمقابلة توفيق عكاشة للسفير الاسرائيلى وان كانت لاتستدعى تلك البلبلة التى اعقبتها وتحولت الى عداء شخصى ووطنى الاان هناك من الضوابط ولوائح قانونية داخل البرلمان المصرى ما يضبط به عمل واداء النواب، وجزاءات توقع على العضو فى حالة الاتصال بدولة او مقابلة سفيرها دون ابلاغ البرلمان والتنسيق فيما سيتم خلال اللقاء .. وخاصة ان اللقاء يتعلق بنائب برلمان بصفته وليس بشخصه كالاعلامى توفيق عكاشة.
وعلى هذا النحو كان يجب محاسبة "عكاشة" داخل مجلس النواب المصرى، ووارد ان تكون الضوابط التى يتحرك فى اطارها العضو تتضمن فصله واسقاط عضويته من المجلس كما حدث ..! الاان الامرتحول الى موقف سياسى مصرى وتقييد للحريات فى اشهر وسائل الاعلام والصحافة العالمية واكثرها تاثيرا، وهذا هو مكمن الضرر الذى وقع على مصر من سوء معالجة المشكلة وينعكس على السياحة سلبا كما اكد الخبراء ..!
فالجميع يعلم ان صناعة السياحة رغم قوتها الاقتصادية واثرها المضاعف على المجالات الاقتصادية الاخرى الاانها شديدة الحساسية تجاه الاحداث السياسية، وهذا هو السبب الرئيسى والحقيقى وراء استمرار الازمة السياحية التى تواجهها مصرمنذ "25 يناير" 2011 وحتى اليوم وذلك لان المتربصين بمصر والمتأمرين عليها يستغلون تلك الاحداث للتشهير والتهويل بسمعة مصر ومؤسساتها ..!
فما ان انتهينا من الحملة التى اثيرت ضد مصر والسياحة المصرية بسبب مقتل الطالب الايطالى روجينى، وبدأت الاجواء تتهيأ لعودة السياحة الدولية بعد وصول اول رحلة ايطالية الى شرم الشيخ فى خطوة هامة وتاريخية لفك الحصار السياحى عن مدينة السلام التى صورتها بعض وسائل الاعلام المغرضة العالمية على انها منطقة خطرة على حياة السائحين .. حتى فوجئنا بوسائل الاعلام المصرية "فضائيات وصحف ومواقع اخبارية" تتناول موضوع "عكاشة" طريد البرلمان، وتصوير موقف مجلس النواب المصرى على انه معادى للسلام ومقيد للحريات وان المؤسسات المصرية حتى التشريعية تناصب دولة اسرائيل العداء المباشر.
وراحت وسائل الاعلام الغربية التى نعرف انها مملوكة لليهود تصوير المشكلة على انها مؤامرة على دولة اسرائيل وتعكس النوايا السيئة ضد "السامية" وان الفترة القادمة سوف تشهد توترا فى العلاقات بين مصر واسرائيل طالما ان البرلمان يتخذ هذا الموقف من اسرائيل .. !! ومن هنا بدأ الزج بالسياحة المصرية فطالما ان هناك توترات متوقعة فأن المقصد السياحى المصرى غير مستقر وهذا مايتم تصويره للعالم من خلال الابواق الاعلامية الاكثر ذكاءا وانتشارا فى العالم شرقا وغربا.
والاهم من ذلك وهذا ما قد لايعلمه كثيرا من الناس ان كبرى الشركات السياحية العالمية التى تنظم رحلاتها الى مصر ومعظم المقاصد السياحية الاخرى فى العالم حولنا "مثل تيوى وطمسون، وتوماس كوك وغيرها مملوكة لليهود ..! وأيضا لمن لايعلم ان الشركات المملوكة لليهود على مستوى العالم تتحكم فى حوالى "40٪" من حركة السياحة الى جميع مقاصد العالم السياحية، ولعلى بذلك ازيل بعض الغموض او اوضح اهم الاسباب فى الحصار السياحى المفروض على مصر منذ حادثة سقوط الطائرة الروسية اكتوبر الماضى.
وختاما الا يجب ان نتعلم من الاعداء التعامل بذكاء مع الاحداث والنظر الى نتائج التصرفات قبل القيام بها، وقياس النتائج على كافة المجالات والاصعدة بدلا من ان ننساق وراء حمية اوموقف شخصى اوفى تظاهرة برلمانية على رفض التطبيع وهوامر يضر بالوطن ..
لابد ان نعرف مع من نلعب ونجيد قواعد اللعبة قبل المنافسة، او نظل فى دكة الاحتياطى اوفى مدرجات الجماهير .. !!