القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. أكدت دراسة أثرية للدكتورة شيرين القبانى الباحثة فى التاريخ والحضارة الإسلامية أن الرسول صلى الله عليه وسلم كسا الكعبة يوم الفتح بالثياب اليمانية وقيل القباطى المصرية وأنه أول من فعل ذلك وسار على نهجه أبو بكر الصديق عام11هـ/632م والقبـاطى جمع قبطية وهو ثوب من ثيـاب مصر رقيـق أبيض يُنسب للقبط .
ويعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء لمعالم هذه الدراسة موضحًا أنه من الثابت أيضّا كسوة الخليفة عمر بن الخطاب للكعبة بالقبـاطى المصرية حيث كان يكتب لعامله بمصر لعمل كسوة الكعبة وكانت الكسوة من بيت المال وكان أول من فعل ذلك وكانت المنسوجات المصرية قد امتدت شهرتها على مدى سنوات عديدة سبقت الفتح الاسلامى لمصر.
ويوضح د. ريحان من خلال الدراسة أن الروايات التاريخية تذكر أنه من ضمن هدايـا المقوقـس لرسـول الله صلى الله عليـه وسلم قطـع مـن المنسوجـات المصـرية وربما تكون تلك الشـهرة التى حازتها المنسوجات المصرية مع جودة صنعها هو ما دفع الفاروق عمر إلى اختيارها لكسوة الكعبة المشرفة ومما استحدثه عمر بن الخطاب أنه كان ينزع كسوة الكعبة القديمة كل سنة ويستبدل بها الكسوة الجديدة وحينما تولى الخليفة عثمان بن عفان سار على نهج سلفه فى كسوة الكعبة بالقباطى المصرية وكذلك فى عهد الدولة الأموية.
ويشير د. ريحان إلى أن الخليفة المهدى هو أول خليفة عباسى يقوم بكسوة الكعبة حيث حج عام160هـ/776م وقام بإهداء الكعبة المعظمة كسوة فاخرة من طراز تنيس من القباطي المصرية مكتوب عليها “بسم الله، بركة من الله، مما أمر به عبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين، أصلحه الله، محمد بن سليمان أن يصنع في طراز تنيس كسوة الكعبة على يد الخطاب بن مسلمة عامله سنة تسع وخمسين ومائة” وعلى كسوة أخرى مكتوب “بسم الله، بركة من الله لعبد الله المهدى محمد أمير المؤمنين، أطال الله بقاءه، مما أمر به إسماعيل بن إبراهيم أن يصنع فى طراز تنيس على يد الحكم ابن عبيدة سنة اثنتين وستين ومائة“.
ويتابع د. ريحان بأن هارون الرشيد الذى تولى الخلافة عام170هـ/786م سارعلى نهج من سبقوه فى كسوتها بكسوة تصنع فى أهم وأشهر مدن النسيج بمصر فقد كساها عام190هـ/805م بكسوة من قباطى مصر من دار الطراز فى تونة مكتوب عليها “بسم الله، بركة من الله، للخليفة الرشيد عبد الله هرون أمير المؤمنين، أكرمه الله، مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل في طراز تونة سنة تسعين ومائة“.
ويوضح أن نسيج القباطى استمر فى العصر الإسلامى خلال القرون الأربعة الأولى للهجرة (7- 10م) مما يعنى استمرار التقاليد القبطية فى النسيج الإسلامى حتى العصر الفاطمى واستخدم فى نسجه نفس الأنوال المستعملة قبل الفتح الإسلامى لمصر واشتهرت بصناعته مدن تنيس والأسكندرية وشطا ودمياط والفرما بشمال سيناء.