القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى يرصد معالم الآثار الإسلامية فى قبرص من خلال رسالة الدكتوراه الخاصة بالدكتور بدر عبد العزيز بدر أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة بور سعيد والذى قام بدراسة شاملة لكل الآثار الإسلامية المتنوعة بقبرص وقام بتوثيقها توثيقًا علميًا دقيقًا وقد أشرف على رسالته الدكتورة آمال العمرى والدكتور رأفت النبراوى أساتذة الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة .
ويشير الدكتور ريحان إلى أن جزيرة قبرص ثالث أكبر جزائر البحر الأبيض المتوسط بعد صقلية وسيردينا وتبلغ مساحتها 9.251كم2 وتبعد عن مصر بمسافة 380كم وعن اليونان 800كم وتبعد عن أقرب الجزر اليونانية وهى رودس وكرباتوس بمسافة 380كم غربًا عاصمتها نيقوسيا التى أنشئت على يد تجار البندقية فى القرن السادس عشر الميلادى ويبلغ عدد سكانها 197.800 نسمة طبقًا لتعداد 1999 وتتميز نيقوسيا القديمة بموقعها الجغرافى حيث تتوسط الجزيرة كما تتميز بتخطيطها الدائرى و يحيط بها أسوار دائرية وتحصينات قوية .
ويوضح الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن مدينة ليماسول تعد أكبر مدن قبرص بعد نيقوسيا يبلغ عدد سكانها 157.600 ألف نسمة وتعتبر ميناء قبرص التجارى الأول ومنتجعًا سياحيًا ويصل إلى ميناء ليماسول سنويًا 1500 باخرة وفى خلال العصور الوسطى شهدت قلعة ليماسول الزواج التاريخى لملك إنجلترا الشهير ريتشارد قلب الأسد والملكة برنجاريا والتى توجت بعد ذلك ملكة على إنجلترا ويتميز القسم الإسلامى من مدينة ليماسول القديمة بالشوارع الضيقة مثل شارع غاذى باشا وشارع عصمت باشا وتضم مسجد الأرناؤط والمسجد الكبير وتتميز مدينة لارناكا التى تقع فى جنوب شرق جزيرة قبرص بآثارها التى تعود إلى مختلف العصور ومن أهم الآثار الإسلامية بها قلعة لارناكا التى شيدت فى القرن السابع عشر الميلادى والمجموعة المعمارية الخاصة بالسيدة أم حرام زوجة سيدنا عبادة بن الصامت رضى الله عنهما والتى تضم الجامع والقبة الضريحية والتكية كما تضم لارناكا قناطر المياه التى ترجع إلى القرن الثامن عشر الميلادى.
وينوه الدكتور ريحان إلى مدينة بافوس التى تقع فى الجزء الجنوبى الغربى من قبرص وتشتهر بتحصيناتها الحربية التى تعود إلى عهد أسرة لوزنيان وقلعة بافوس التى شيدها أحمد باشا حافظ سنة 1592م ومدينة فاماجوستا التى تقع بالساحل الشرقى من الجزيرة وموقعها قد تغير عدة مرات ما بين إنكومى وألاسيا وسلاميس المدينة اليونانية القديمة وكانت ميناءً هامًا للجزيرة قديمًا ويوجد بها العديد من المنازل العثمانية التى ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلادى ومن أهم مساجد المدينة جامع “لالا مصطفى باشا” .
ويتابع بأن مدينة كيرينيا هى مدينة ساحلية صغيرة تقع على بعد 26 كيلو متر إلى الغرب من نيقوسيا العاصمة تعد أحد الموانئ التى تقع على الساحل الغربى للجزيرة وبها “قلعة كيرينيا” التى أقامها الرومان ثم أعاد بنائها فيما بعد البيزنطيين ثم أسرة لوزنيان الفرنسية والبنادقة الإيطاليون ودخلها صادق باشا قائد الأسطول العثمانى عام 1570م وله قبر بالمدينة وبها جامع جعفر باشا .
