بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
حان الوقت لأن يتحرر القطاعان الرسمي والخاص العاملان في الشأن السياحي من ربط النشاط السياحي المصري بقدوم أو عدم قدوم الافواج السياحية من دولة بعينها.. ما أعنيه لا يستهدف الاشارة الي الحظر البريطاني والروسي المفروضين علي زيارة جنوب سيناء وانما يشمل هذا الفكر الاحترافي أي دولة بشكل عام.
علينا ان نستوعب الدرس الذي لم يعد يخفي علي أحد بوجود دوافع خفية وراء قرار الدولتين خاصة بعد أن اتخذت مصر كل الاجراءات الامنية المطلوبة واللازمة لتأمين مطاراتها المعنية.. إننا مطالبون بالتحرك الحرفي الذي يتطلب جهداً مضاعفاً لتوسيع دائرة الاسواق لتعويض اي محاولة من أي جانب لاستغلال الحظر السياحي لصالح أي اهداف.
يجب أن نعتمد إلي جانب استقبال الحركة السياحية التي يستند تدفقها علي عوامل الجذب المتعددة التي تتمتع بها مصر ومقاصدها السياحية سواء كانت اثرية أو شاطئية.. علي حملات التسويق المدروسة والعمل علي تنوع اسواق دول العالم المتشوق سياحها لزيارة مصر. هذا المخطط يساهم في تخفيف تداعيات اي حظر لجنسية معينة.
> > >
كم أرجو أن نكون جادين في الاستفادة من تجربة تأثيرات أحداث ما بعد ثورة 25 يناير 2011 وما صاحبها من أزمات حتي الآن.. باعتبارها سلاحاً للإضرار بمصالح مصر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. في اطار هذا القصور استسلمنا إلي ان يعوضنا السوق العربي ما خسرناه اعتماداً علي انجذابه وتعاطفه بحكم الروابط الاخوية التي لا تنفصم. هذا الذي يحدث يعود الي أننا تعودنا ولفترة طويلة علي تدفق حركة السياحة السهلة المتدنية الأسعار وما صاحبها من رواج متواضع غير مجد اقتصادياً مثل السياحة الروسية والبريطانية. كل ذلك أدي إلي بلادة الفكر التسويقي علي المستويين الرسمي والخاص.
> > >
أزمة الانحسار السياحي وتأثيراتها السلبية كان يمكن ألا تكون لها اي انعكاسات لو كان قد تم بذل الجهود المطلوبة لتوسيع دائرة الاسواق السياحية. كان يجب تعظيم حملات التسويق لهذه الاسواق ومنها علي سبيل المثال اسواق أوروباً الشرقية التي أهملناها لفترة طويلة. ان أحد أمثلة حيوية هذه الأسواق تلك الحركة النشطة للسياحة البولندية إلي مقاصد البحر الاحمر حالياً. كان يمكن ان تتصاعد اعداد هؤلاء السياح الوافدين من أوروبا الشرقية بتكثيف حملات التنشيط لتشمل هذه المنطقة. كان علينا في نفس الوقت اعطاء مزيد من الاهتمام لحملات التسويق الي الاسواق الاسيوية.. الصين واليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول.
أننا وعلي ضوء الازمة السياحية التي نعيشها منذ فترة نحتاج الي التركيز والتخلي عن آفة البحث عن السهل في عمليات التسويق والاهتمام بالسياحة ذات العائد المرتفع.. إن مسئولية هذا التحرك يتحملها القطاع الخاص الي جانب القطاع الرسمي حيث إنه المستفيد المباشر من العائد.