القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الباحثة الأثرية البريطانية كاثلين كينون قامت بأعمال حفريات بالقدس خلال الفترة من 1961- 1967 ونشرت كتاب بعنوان ” القدس فى العصر الحديدى 1300- 700 ق.م ” ،أكدت فيه عدم اكتشاف أى بقايا لأسوار مدن أو بيوت أو مبان يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد لا فى التلة الجنوبية الشرقية بالقدس،ولا فى محيطها المباشر كما تذكر أنه فى الحفريات الكثيرة التى جرت فى القدس وحولها لم يعثر على أى أثر يهودى بفلسطين لمدينة يهودية محصّنة ولا بيوت ولا حتى أى قطع من أوانى فخارية، وهذا ماجاء أيضًا فى كتاب الدكتور فرج الله يوسف المتخصص فى الآثار الإسلامية عنوانه ” التنقيبات الصهيونية فى القدس 1967- 2007″ .
ويضيف الدكتور ريحان بأنه نتيجة هذا الفشل فى العثور على أى آثار يهودية بفلسطين لجأت دولة الاحتلال إلى اختلاق تاريخ يهودى وتزوير التاريخ وقامت بأعمال تنقيب بمنطقة عين سلوان بالقدس منذ عام 2007 وحتى الآن والتى أدت لهدم 55 منزل فلسطينى والعمل على تهويد مواقع الآثار الإسلامية ومنها تهويد باب الخليل أحد أبواب القدس من الجهة الغربية وقد شجع على هذا إقرار محكمة إسرائيلية إقامة جسر كبير يربط بين ساحة البراق وباب المغاربة يتيح لقوات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى وكذلك يمهد الطريق أمام الأعداد الكبيرة من المستوطنين لاقتحامه كما يخططوا لإقامة مركزًا للزوار بمساحة600 متر مربع أسفل ساحة البراق.
ويشير الدكتور ريحان أن هذه التنقيبات تهدف إلى تدمير الآثار الإسلامية المكتشفة بالقدس التى تعود للعهود الأموية والأيوبية والمملوكية وسرقة أحجارها لطمس معالمها وتهويدها وهدم الجسر الأثرى (جسر باب المغاربة) وبناء جسر حديث يهدف إلى السماح بتدفق أعداد كبيرة إلى ساحات المسجد الأقصى وتقوم الشاحنات الإسرائيلية بنقل كميات ضخمة من الأتربة من أسفل جسر باب المغاربة بساحة البراق تمهيداُ لهدمه وتخطط من خلال التنقيبات لضمان الوصول إلى مسجد البراق وتحويله إلى كنيس وتوسيع ساحة البراق لتصل إلى آخر الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى وتقويض أساساته من الجهة الغربية وتركه لعوامل الطبيعية ليتهاوى تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن سلطة الاحتلال تقوم بإجراءات للتعجيل بهدم المسجد الأقصى باستخدام مواد كيميائية فى أساسات الأقصى لتحقيق سرعة تآكل الصخور والأعمدة لسرعة إنجاز مخطط الهدم كما يقوم جيش الاحتلال بتعميم صورة للمسجد الأقصى المبارك وقد أزيلت منه قبة الصخرة بادعاء أن هذه الصورة تمثّل “جبل المعبد” خلال فترة الهيكل الثانى حسب زعمهم.
ويتابع الدكتور ريحان أن إحدى المنظمات الصهيونية تقدمت بطلب لرئيس الحكومة الإسرائيلية لضم المسجد الأقصى ضمن قائمة التراث اليهودى وتخطط لضم قائمة بـ 150 موقعًا أثريًا فلسطينيًا للتراث اليهودى المزعوم كما تخطط لتطويق المسجد الأقصى بالحدائق التوراتية تحت مسمى الحدائق العامة وتمتد من شرق المسجد الأقصى فى منحدرات وادى الجوز ووادى قدرون على امتداد مفرق الصوانة ووادى سلوان وتقوم سلطة الاحتلال بتنقيبات فى بركة السلطان الواقعة غرب المسجد الأقصى وهى بركة بنيت منذ العهد المملوكى على يد السلطان برقوق وتجدد بناؤها وتعميرها بشكل كبير فى عهد السلطان العثمانى سليمان القانونى ضمن مشروع بناء سور القدس الكبير فى عهده وتعتبر بركة السلطان أحد مصادر المياه القديمة ضمن اهتمامات الدولة الإسلامية فى العهود المتعاقبة بإمداد المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس بالمياه .
ويطالب الدكتور ريحان المنظمات الدولية والعربية والإسلامية يونسكو – إليكسو – إيسيسسكو أن تقوم بمسئوليتها الحقيقية فى الدفاع عن الأقصى بالوقف الفورى لأعمال الهدم المتعمد لأساسات الأقصى وإيفاد لجنة عربية إسلامية للمعاينة على الطبيعة وترميم وإصلاح ما تم هدمه وتقوية اساسات الأقصى وتفويض السلطة الفلسطينية بصلاحيات كاملة فى الإشراف على المسجد الأقصى وتمويلها ماديًا وإبعاد اليد الصهيونية عن محيط الأقصى الشريف ووقف قرار الرئيس الأمريكى ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية بالحقائق الأثرية والتاريخية باعتبار القرار علاوة على مخالفته لكل القوانين والمواثيق الدولية فهو يمثل تزوير للتاريخ وتعدى على حقوق دينية وأثرية وتاريخية للمسلمين والمسيحيين ليس فى فلسطين وحدها بل فى شتى أنحاء العلم.