الجزائر “المسلة”….. أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين، محمد مباركي، امس بالجزائر العاصمة، على أهمية الشراكة لتحديد الاحتياجات من حيث الموارد البشرية المؤهلة في مجالات السياحة والاطعام والفندقة، وذلك في اطار المساهمة في ترقية السياحة كقطاع استراتيجي في التنمية الاقتصادية.
ولدى اشرافه رفقة وزير السياحة والصناعة التقليدية، عبد القادر بن مسعود، بحضور والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، على أشغال يوم دراسي حول تطوير مهن الفندقة والاطعام والسياحة، أكد السيد مباركي أن الشراكة في هذا المجال تهدف الى “تحديد احتياجات المؤسسة السياحية من حيث الموارد البشرية الضرورية وتحيين وتحديث برامج ومحتويات التكوين وتطوير التربصات التطبيقية لتمكين المتمهنين من اكتساب المهنية والفعالية”.
وفي نفس السياق، تطرق الوزير الى الامكانيات “الكبيرة” التي يجندها قطاع التكوين المهني في سبيل تطوير الكفاءات المهنية اللازمة للنشاطات الاقتصادية الوطنية، خاصة في شعبة السياحة والفندقة، مشيرا الى وجود ما يقارب 1.300 مؤسسة تكوينية تغطي كامل التراب الوطني وتستقبل سنويا أزيد من 650.000 متربص ومتمهن بعروض تكوين في 478 تخصص.
وأكد السيد مباركي أن شعبة الفندقة والاطعام والسياحة لوحدها تشمل 26 تخصصا منها 15 تخصصا في التكوين الإقامي والتمهين والتكوين عن بعد وكذا 11 تخصصا وفق نمط التكوين عن طريق التمهين، سيما في مجالات الفندقة والاستقبال وخدمات الفندق والمرشد السياحي المحلي و وكالات السياحة والطبخ.
وفي سياق متصل، أبرز الوزير أن القطاع يستقبل سنويا ما يعادل 40.000 شاب في هذه التخصصات ويسجل سنويا تخرج أزيد من 11.500 متربص من حاملي شهادات التكوين المهني في مختلف تخصصات شعبة السياحة والفندقة والاطعام.
و اعتبر أن ترقية التكوين عن طريق التمهين، سيما في مجال السياحة، يمثل “هدفا جوهريا” في منظومة التكوين المهني، موضحا أن التمهين يعد “الأكثر فاعلية” و”الأقرب من المحيط الاقتصادي” لأن التكوين التطبيقي لنمط التكوين عن طريق التمهين يتم في الوسط المهني.
من جهته، أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية أن الاستثمار في العنصر البشري يمثل “العمود الفقري” للسياسة التنموية لقطاع السياحة، مؤكدا على “ضرورة الاستجابة للاحتياجات الحقيقية للقطاع من موارد بشرية مؤهلة” وذلك في اطار “الحرص الدائم على رفع تحدي النوعية”.
وفي هذا الاطار، ركز الوزير على أهمية الشراكة مع قطاع التكوين المهني في مجال “تطوير التمهين من أجل الاستغلال الأمثل للقدرات والكفاءات الشبانية في القطاع السياحي والفندقي”.
ومن هذا المنظور، قال السيد بن مسعود أن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية يولي “أهمية قصوى الى استراتيجية التكوين ويضعها من بين أهدافه الأساسية”، مبرزا أن هذه الأهمية “تكمن في ضرورة تزويد المؤسسات الفندقية والسياحية بيد عاملة مختصة تستجيب لمقتضيات السياحة العصرية، لأن تكثيف فرص التكوين وتنمية الموارد البشرية بشكل عام “يعد من الأولويات الأساسية لقطاع السياحة”.
وفي ذات السياق، تطرق والي ولاية الجزائر في كلمة له الى وجود “90 فندقا قيد الانجاز على مستوى الولاية، من شأنه توفير 8 آلاف منصب شغل دائم في الآفاق المستقبلية”، اضافة الى 100 مشروع فندقي “قيد الدراسة”، مركزا على أهمية التكوين في ادماج اليد العاملة المؤهلة في عالم الشغل.
وتميز اللقاء بالتوقيع على اتفاقية بين مديرية التكوين والتعليم المهنيين ومديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجزائر وكذا اتفاقية أخرى بين مديرية التكوين والتعليم المهنيين لولاية الجزائر والفدرالية الوطنية لمستعملي الفندقة وكذا النقابة الوطنية لوكالات السفر الجزائر، سيما بهدف تحديد
احتياجات المؤسسات السياحية والفندقية في من حيث الموارد البشرية المؤهلة وتحيين برامج التكوين في شعبة السياحة والفندقة تماشيا مع متطلبات الاقتصاد الوطني في المجال السياحي والفندقي.
للإشارة، تم خلال هذا اللقاء تكريم رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، “عرفانا للجهود التي يبذلها في سبيل ترقية السياحة وتطوير التكوين المهني”.