دبى "المسلة" …. أسهم تراجع متوسط سعر الغرف الفندقية في دبي خلال العام الماضي بنسب تراوحت بين 7 إلى 10% في تعزيز تنافسية القطاع السياحي والفندقي في الإمارة وقدرته على الحفاظ على مستويات إشغال مرتفعة فاقت مستوى الـ 80%، وفقاً لتقارير مؤسسات عالمية.
وقدرت تقارير عالمية إجمالي عدد الغرف الفندقية قيد التخطيط والإنشاء في دبي بنهاية ديسمبر الماضي بنحو 20,260 غرفة فندقية، تشكل الطاقة الاستيعابية لنحو 63 فندقاً جديداً يجري إنجازها في مناطق مختلفة من الإمارة، التي يستعد فيها قطاع الضيافة لمواكبة خطط القطاع السياحي الطموحة لاستقبال 20 مليون سائح بحلول 2020، فضلاً عن استضافة أكثر من 25 مليون زائر للإمارة خلال انعقاد «إكسبو 2020»، الذي سيمتد لنحو ستة أشهر متواصلة بحسب الاتحاد.
ويستحوذ القطاع الفندقي في دبي على 12% من الغرف الفندقية و13,7% من إجمالي الفنادق قيد الإنشاء والتخطيط في منطقة الشرق الأوسط والبالغة 514 فندقاً بطاقة إجمالية تصل إلى 147,746 غرفة، بحسب بيانات مؤسسة «إس تي آر جلوبال».
وتتضمن بيانات المؤسسة المشاريع الفندقية التي يجري تنفيذها حالياً، وكذلك المشاريع التي دخلت مرحلة التخطيط النهائي، التي مازالت في مرحلة التخطيط، ولا تتضمن المشاريع غير المؤكدة بعد.
ووفقاً لبيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، بلغ إجمالي عدد الغرف والشقق الفندقية في الإمارة خلال عام 2015 نحو 96,340 غرفة وشقة فندقية، مقارنة مع 92,333 غرفة وشقة فندقية في عام 2014.
ووفقاً للبيانات الأولية التقديرية، فقد انضمت أكثر من 15 منشأة فندقية جديدة للقطاع الفندقي في دبي خلال العام الماضي، أضافت ما يزيد على 4007 غرف وشقة فندقية جديدة، بينها 3056 غرفة فندقية، الأمر الذي يعكس استمرار ازدهار القطاع الفندقي رغم التحديات التي تفرضها التقلبات في الأسواق الرئيسة المصدرة للسياحة كالسوق الروسي وعدد من الأسواق الأوربية المتأثرة بتراجع سعر صرف اليورو مقابل الدرهم الإماراتي.
وكشفت إحصائيات الدائرة أنه على الرغم من أن النمو شمل مختلف الفئات، إلا أن فئة الفنادق الفاخرة واصلت هيمنتها على القطاع، حيث استأثرت الفنادق من فئة الخمس نجوم بنسبة 32% من إجمالي الغرف الفندقية في الإمارة، بينما بلغت حصة فنادق الأربع نجوم نحو 21% من الإجمالي وحصة الفنادق الاقتصادية «فنادق الثلاث نجوم والنجمتان والنجمة الواحدة» 20%.
وتوقع تقرير صادر عن مؤسسة بزنس مونيتور إنترناشونال للأبحاث أن تواصل دبي الاستحواذ على أعلى حصة من السياحة القادمة إلى الدولة خلال الفترة المقبلة، مستفيدة من استضافتها لمعرض «إكسبو 2020» والاستثمارات الضخمة التي ضختها لتطوير العديد من المشاريع الفندقية والترفيهية الكبرى مثل مشروع دبي باركس ومتحف دبي للفنون وغيرها من المشروعات الأخرى التي ترسخ مكانة دبي في قطاع سياحة الترفيه الذي ينمو بوتيرة متسارعة.
وأشار التقرير إلى أن قطاع المشروعات الفندقية يشهد بدوره نمواً موازياً، حيث يجري بناء 150 مشروعاً فندقياً حتى عام 2017 ما يضيف 39 ألفاً و80 غرفة فندقية جديدة، وهو ما يعكس العدد الكبير للمنشآت الفندقية قيد الإنشاء في الوقت الجاري، لافتة إلى أن العديد من العلامات الفندقية قامت بتوسعة حضورها في دولة الإمارات، وفي إمارة دبي على وجه الخصوص.
وسجل متوسط سعر الغرف الفندقية في دبي خلال العام الماضي تراجعاً بنسبة 6%، بحسب تقديرات مؤسسة ايرنست اند يونج، التي أوضحت في احدث تقرير لها أن ذلك التراجع أسهم في ترسيخ دبي لتنافسيتها في القطاع السياحي، وعزز من قدرة القطاع الفندقي على الحفاظ على مستويات إشغال مرتفعة على مدار العام فاقت نسبة 80%، لتتصدر بها معدلات الإشغال الأعلى على مستوى الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط.
من جهتها، توقعت مؤسسة ديلويت أن يتراوح معدل إشغال القطاع الفندقي في دبي خلال عام 2016 نسبة بين 70% إلى 75%، لتصبح القاعدة الجديدة في قطاع الفنادق في دبي لعام 2016، لافتة في أحدث تقرير لها إلى أنه في حين تتنافس الفنادق على تحقيق مستويات إشغال أفضل، يتوقع أن ينخفض معدل المتوسط اليومي، مما سيؤدي إلى تحقيق نمو في عدد الزائرين المطلوب لدعم الاستثمار في البنية التحتية للسياحة.
وتوقع التقرير أن تكون الشقق الفندقية محط التركيز خلال عام 2016 بدفع من اتجاهات السوق الرئيسة، وتزايد طلب الزائرين على متوسط إقامة أطول وقيمة أفضل للسكن، مشيرة إلى أن خطط زيادة الطاقة الاستيعابية لمطارات دبي إلى ما يقارب 97 مليون مسافر في عام 2016 ستوفر المزيد من الفرص للاستفادة من زيادة الطلب على قطاع الفنادق سواء من حيث الزائرين العابرين أو الزائرين المتوجهين إلى دبي.
إلى ذلك، قالت مجموعة «جيه آل آل»، إن القطاع الفندقي في تراجع متوسط سعر الغرفة الفندقية في دبي بنسبة 9% خلال العام الماضي أسهم في تعزيز تنافسية أجور الإقامة الآن مقارنة بما كانت عليه عام 2014، فيما يعود سببه جزئياً إلى تراجع أعداد السياح القادمين إلى دبي من روسيا ودول شرق آسيا والشرق الأقصى وأفريقيا بسبب تباطؤ نمو اقتصادات تلك الدول، وارتفاع أسعار صرف الدولار الأميركي، فضلاً عن طرح المزيد من غرف الفنادق الجديدة في الأسواق.
وتوقعت المجموعة، في تقريرها السنوي حول أسواق الإمارات العقارية خلال عام 2015، والذي يستعرض أحدث توجهات الشرائح المكتبية والسكنية والتجارية والفندقية في هذه الأسواق، أن تشهد أسواق دبي الفندقية مرحلة من التباطؤ عام 2016، تعقبها مرحلة من النشاط اعتباراً من عام 2017 وما بعده، بالتزامن مع تدشين مشروع دبي للحدائق والمنتجعات «دبي باركس» وقبيل افتتاح معرض «إكسبو 2020» العالمي، الذي تتوقع دبي أن يستقطب 25 مليون زائر.
ووفقاً لتقرير المجموعة، شهد سوق الفنادق إضافة 2700 غرفة جديدة في عام 2015، ليرتفع إجمالي المعروض إلى 67٫100 غرفة فندقية، لافتة إلى أنه ومع ضغوط تراجع أعداد السياح القادمين إلى دبي من بعض الأسواق، فضلاً عن ارتفاع أسعار صرف الدولار، أدت زيادة المعروض من الغرف إلى تراجع أداء الفنادق بنسبة 10% في عام 2015، متوقعة أن تواصل أسعار الغرف تراجعها في عام 2016.