Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

ريبورتاج: السياحة في تونس.. تفاؤل بالموسم الجديد رغم التحديات

تونس تعلن احباط مخططات إرهابية تستهدف قطاع السياحة

 

 

 

 

 

تونس ….. تعول تونس على الموسم السياحي الجديد لإعطاء دفع قوي لاقتصادها المتدني. ورغم الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الخميس الماضي، إلا أنها لن تؤثر على الموسم السياحي حسب وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي الذي زار العديد من العواصم الأوروبية لتسويق صورة إيجابية لتونس والحلم الذي ينتظر ملايين السياح.

 

 

 

 

 

غداة وقوع الاعتداء الإرهابي في شارع شارل ديغول بتونس العاصمة، هرع وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي إلى مكان الحادث ليطمئن التونسيين والسياح الأجانب بأن الاعتداء لم يستهدفهم، بل كان موجها ضد قوات الشرطة فقط.

 

 

 

 

وتزامنت زيارة الوزير التونسي مع افتتاح الموسم السياحي الجديد حيث ينتظر قدوم 9 ملايين سائح أجنبي إلى تونس في 2019 حسب المخطط الجديد لوزارة السياحة التونسية.

 

 

 

 

 

وبعدما أربك الاعتداء الإرهابي الذي وقع الخميس الماضي التجار التونسيين وملاك الفنادق والمطاعم والسياح وكل الذين يعملون في مجال السياحة عن بعد أو قرب، عادت الأمور إلى طبيعتها بسرعة وتمكن السياح من الخروج كالعادة للتجول في الشوارع وزيارة المتاحف والمدينة القديمة.

 

 

 

 

 

 

فرانس24 تنقلت في الأزقة الصغيرة والمتعرجة لهذه المدينة والتقت بتجار وسياح والجميع كان متفائلا بالموسم السياحي لعام 2019 الذي سيعود بالخير على الاقتصاد التونسي مشيرين إلى أن الإرهاب، رغم صعوبته، لم ولن يؤثر على نفوس التونسيين.

 

 

 

 

 

 

الاعتداءات في تونس لن تؤثر على الموسم السياحي

 

 

 

قال مختار عياري، وهو بائع في متجر للملابس التقليدية يقع على بعد بضعة أمتار من “باب بحر” في المدينة القديمة “التونسيون أصبحوا لا يخافون من الإرهاب. ما وقع الخميس الماضي (الاعتداء الإرهابي) هو حدث عادي بالنسبة لنا. يشبه الاعتداءات الإرهابية التي تستهدف بلدان عديدة أخرى، مثل أمريكا وباقي دول العالم”.

 

 

 

 

وأضاف: “إذا فكر السياح بالسفر إلى دول أخرى بحجة أنهم يخشون التعرض إلى اعتداءات في تونس، فحساباتهم ستكون خاطئة لأنهم لا يدركون ما قد سيتعرضون إليه في هذه البلدان”، موضحا أن “اعتداء الخميس الماضي كان بمثابة مفاجأة بالنسبة للتونسيين، لكن بعد مرور عشرين دقيقة فقط، كلهم نسيوا ما حدث وعادوا إلى معيشتهم الطبيعية كأن شيئا لم يحصل”.

 

 

 

 

ويعتقد هذا البائع أن عدد السياح سيرتفع هذه السنة “لأن تونس صديقة جميع الدول والشعوب وأن الحكومة تملك علاقات صداقة متينة مع الدول الأوروبية”. وأثنى على الدور الذي لعبوه السياح الجزائريون “الذين جاءوا بكثرة بعد الثورة التونسية لمساعدتنا ومؤازرتنا خلال تلك الفترة العصيبة”.

 

 

 

أما محمد (43 عاما)، مالك متجر للألبسة النسائية منذ 30 سنة فاستغل وجود فرانس24 في تونس ليطلق نداءات للسياح “لكي يأتون بكثافة إلى تونس هذه السنة”. فيما كرر “أن الاعتداء الذي وقع الخميس الماضي لم يستهدف السياح، بل كان عبارة عن تصفية حسابات بين جهات سياسية مجهولة تدخل في إطار اقتراب موعد الانتخابات”.

 

 

 

 

تونس جميلة لكنها مريضة وتحتاج إلى الدواء”

 

 

 

 

ورغم تفاؤله إلا أنه يعتقد بأن وجه السياحة تغير كثيرا في تونس في السنوات القليلة الأخيرة. “في الماضي، كنا نعمل جيدا مع السياح الإيطاليين والفرنسيين والإسبان ونتكلم لغاتهم ونفهمهم. أما اليوم غالبية السياح هم روس. يأتون لزيارة المدينة القديمة والتجول عبر أزقتها الضيقة بدون شراء أي شيء. حتى قارورات المياه يحملونها معهم.

 

 

 

 

ووجه محمد “انتقادات” لحزب النهضة الذي “يكره السياحة” حسب تعبيره. “هذا الحزب لم ينفذ أي مشروع سياحي منذ توليه السلطة. ما قام به فقط، هو جلب سياح جدد من تركيا وإيران، لكنهم لا يشترون أي شيء من المدينة القديمة”.

 

 

 

 

فغالبية السياح يذهبون إلى “الحمامات وجربة وأماكن سياحية أخرى فيها شواطئ ومسابح وليس إلى المدينة القديمة بسبب كثرة الازدحام”.

 

 

 

 

فيما قال فيصل الذي يعمل كصيدلي في النهار وعازف ناي في الليل أن “تونس الجميلة مريضة ويجب أن تتناول الدواء لكي تنهض من جديد”. وعندما سألناه، ما هي نوعية جرعة الدواء التي يجب تقديمها لها، أجاب “يجب تغيير العقليات وانتخاب رجل فعال وقوي يحب تونس ويفكر في التونسيين”.

 

 

 

 

“قطاع السياحة كان أكثر ازدهارا قبل الثورة”

 

 

 

وأضاف صديقه عبد الكريم بن زمري، وهو مالك محل لبيع منتجات الصناعات التقليدية “ازدهار السياحة يشترط وجود عاملين أساسيين: الديمقراطية والحرية. بدونهما لا يمكن أن نرفع من قيمة السياحة التونسية. على السياسيين عدم البقاء في الحكم عشرات السنين مثلما كان الأمر في السابق. عليهم قضاء عهدتين رئاسيتين على الأكثر وتسليم مقاليد الحكم لأشخاص جدد يأتون بأفكار جديدة أخرى”.

 

 

 

 

ويعول عبد الكريم بن زمري كثيرا على وزير السياحة الجديد روني الطرابلسي للنهوض بقطاع السياحة كونه “كان يعمل سابقا في نفس المجال ويعرفه جيدا، على عكس الوزيرة السابقة التي لم تقم بأي شيء” حسب تصريحه لفرانس24.

 

 

 

 

فيما اعتبر أن قطاع السياحة كان مزدهرا أكثر في عصر زين العابدين بن علي لأن “السياح كانوا يأتون إلى البلد بأعداد هائلة مقارنة بالسنوات ما بعد الثورة”، موضحا أيضا “أن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم أثرت بشكل أو بآخر على السياحة في تونس وعلى جميع الدول التي ترتكز اقتصاداتها على السياحة”.

 

 

 

 

الاستثمار في السياحة الرياضية

 

 

 

هذا، ورفع وزير السياحة التونسي الجديد روني الطرابلسي عدة تحديات أبرزها رفع عدد السياح الذين زاروا تونس في 2018 من 8 مليون سائح إلى 9 ملايين.

 

 

 

 

وفي حوار مع جريدة “الوقت” التونسية الناطقة بالفرنسية، وعد بالاستثمار في السياحة الرياضية وجلب المنتخبات الرياضية، خاصة الأوروبية منها للقيام بتدريبات شتوية في تونس بحكم الجو اللطيف الذي تتمتع به.

 

 

 

 

من جهة أخرى، قام أيضا الوزير الطرابلسي بحملة إعلامية مكثفة في أوروبا لحث السياح الأجانب بالتوجه إلى بلاده. وخص فرنسا التي قال الوزير بأن عدد سياح هذا البلد تراجع من 1.4 مليون سائح في 2008 إلى 800 ألف سائح في 2018.

 

 

 

 

ويخطط أن يسافر إلى الولايات الامريكية المتحدة ثم الصين “لبيع” صورة تونس السياحية هناك وجذب سياح جدد.

 

 

 

 

لكن رغم الجهود التي يبذلها روني الطرابلسي، إلا أنه لا يحظى بتوافق من جميع التونسيين. حيث يتعرض لانتقادات لاذعة وبشكل منتظم. فهل ينجح الطرابلسي في إعادة الاعتبار للسياحة التونسية؟.

 

 

 

 

وتشكل السياحة في تونس 14 بالمائة من الدخل العام، فيما يوظف هذا القطاع حوالى 500 ألف شخص بشكل مباشر و1.2 مليون بشكل غير مباشر. وقدر عدد السياح الذين جاؤا إلى تونس في 2018 بـ8 مليون شخص من بينهم 2 مليون جزائري. أما قيمة الأرباح التي حققها الاقتصاد التونسي فلقد وصلت إلى حوالى 4 مليار دينار تونسي وفق احصائيات وزارة السياحة التونسية.

 

 

 

 

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله