القاهرة “المسلة السياحية” المحرر الاثرى ….. تقدم خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بمذكرة علمية تفصيلية إلى المجلس الأعلى للآثار عام 2012 مطالبًا بعودة مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس) الموجود حاليًا فى المتحف البريطانى وجزء منه بمكتبة جامعة ليبزج بألمانيا.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن مخطوط التوراة اليونانية هى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين ثم أهداها الإمبراطور جستنيان إلى دير طور سيناء عام 560م وقد تغير اسم الدير إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على بقايا القديسة كاترين على أحد جبال سيناء .
ويضيف الدكتور ريحان أن صاحب اكتشاف هذا المخطوط بالدير هو قنسطنطين تشيندروف عند زيارته للدير اعوام 1844، 1853، 1859 وبعد الزيارة الأولى عام 1944 اخذ أوراق عديدة من المخطوط إلى جامعة ليبزج والجزء الأكبر من الوثيقة حصل عليه تشيندروف فى رحلته الأخيرة عام 1859 وهى التى قدمها إلى الإسكندر الثانى قيصر روسيا وحفظت بمدينة سان بطرسبورج بأمر القيصر الروسى وأعيد نسخها وأرسلت نسخة إلى دير سانت كاترين، وفى عام 1933 باعتها الحكومة الروسية إلى المتحف البريطانى بمبلغ مائة ألف جنيه استرلينى.
ويؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أحقية مصر بعودة هذا المخطوط حيث اكتشف يوم الثلاثاء 3 سبتمبر الجارى خطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة هذا المخطوط السينائى إلى دير طور سيناء بتاريخ 16، 28 سبتمبر 1859م معروض بقاعة العرض المتحفى داخل الدير وكذلك قرار مجمع آباء دير طور سيناء المقدس بتاريخ 16، 28 سبتمبر 1859م بشأن الإعارة المؤقتة للمخطوط السينائى بعد تقديم خطاب ضمان من أ. لوبانوف وخطاب تعهد من قنسطنطين تشيندروف بإعادة المخطوط وقد جاء قنسطنطين تشيندروف إلى دير سانت كاترين وطلب أن يستعير هذا المخطوط السينائى من الدير لحساب إمبراطور روسيا على أن يعيدها وبالفعل استعارها بصك كتابى إلا إنه لم يعد منها شيئًا إلى الدير وفى عام 1933 اشتراها المتحف البريطانى ولا تزال معروضة به حتى يومنا هذا.
وبناءً عليه يشير الدكتور ريحان إلى أن المخطوط خرج من الدير بناءً على خطاب تعهد بعودته وهذا ما لم يحدث وقامت الحكومة الروسية ببيعه إلى المتحف البريطانى بدون وجه حق مما يؤكد خروجه وبيعه بطريقة غير شرعية ومن حق مصر المطالبة بعودته باعتباره مخطوطًا خاضعًا للقانون رقم 8 لسنة 2009 الخاص بحماية المخطوطات ونص المادة الأولى من هذا القانون (يعد مخطوطًا فى تطبيق أحكام هذا القانون كل ما دّون بخط اليد قبل عصر الطباعة أياً كانت هيئته متى كان يشكل إبداعًا فكريًا أو فنيًا أيًا كان نوعه وكذلك كل أصل لكتاب لم يتم نشره أو نسخة نادرة من كتاب نفدت طباعته إذا كان له من القيمة الفكرية أو الفنية ما ترى الهيئة “الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية” أن فى حمايته مصلحة قومية وأعلنت ذوى الشأن به) ويتضمن القانون 14 مادة لحماية المخطوطات.