لماذا لا تكون شركاتنا السياحية .. بديلة للتركية بالسوق الروسي
< بعد إلغاء روسيا لتراخيص شركات السياحة التركية علينا أن نتذكر مبادرة «مصر للسياحة» عندما أسست شركة مصرية للتسويق السياحي في ألمانيا <
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
حان الوقت لأن يكون لقطاع الاعمال السياحي بقيادة اتحاد الغرف السياحية وروافده من الغرف التي تأتي في مقدمتها غرفتا السياحة والفنادق موقف ايجابي.. مهني.. وحرفي تجاه ما يواجهه من أزمات وعقبات تؤثر علي مسيرته واقتصادياته.
حان الوقت ان يكون هناك تحرك من جانب هذا القطاع يعتمد علي الفكر الاقتصادي الخلاق للارتفاع بمستوي ادائه وترسيخ دعائم ومكانة النشاط السياحي المصري اذا ما تم انهاء ازماته الحالية التي لا يد له فيها.
حان الوقت لان يكون للشركات السياحية المصرية وجود في الأسواق السياحية الواعدة وعدم الاعتماد علي الشركات الاجنبية التي تقوم بمهمة التسويق وكذلك في الأسواق المتعاملة مع مصر والتي يعد السوق الروسي مثالا لها؟
انه اصبح محتما – ولتجنب ان يكون مصير نشاط هذه الشركات المصرية تحت رحمة مثل هذه الشركات- ان يكون لها تواجد في هذه الأسواق. يمكن ان يتم ذلك من خلال انشاء الشركات المشتركة مع الشركات المحلية الموثوق بها في هذه الأسواق . النجاح في تحقيق هذا الهدف يضمن لها استمرار الحركة السياحية دون وسيط اجنبي وان يرتفع نصيبها من عائد الربح. كل الدلائل تقول ان الاجواء مهيأة حاليا للقيام بمثل هذا الخطوة.
ان ما يشجع علي هذه المبادرة ما تم اعلانه وتداوله عن قيام السلطات الروسية بوقف تراخيص العديد من الشركات التركية العاملة في هذا السوق والمسيطرة علي توجيه حركته السياحية.
< < <
كما هو معروف فان ٨٠٪ من الحركة السياحية التي نستقبلها من السوق الروسي كانت تتم عن طريق هذه الشركات التركية التي تم وقف نشاطها في اطار العقوبات الروسية ضد تركيا بعد حادثة اسقاط القاذفة الروسية فوق سوريا. هل يمكن ان يتبني القطاع السياحي المصري مثل هذا الفكر البناء بدلا من العويل والصراخ الذي لا يتوقف في مواجهة الازمات. من المؤكد ان مثل هذه الخطوة المنتظرة يمكن ان تكون تصويبا يؤدي الي اصلاح اوضاع خاطئة وما يترتب عليها من خسائر باهظة. هذا يعني التحول الي العوائد المجزية من خلال فرض نفسه علي عمليات تسويق البرامج السياحية من المنبع.
< < <
ان القطاع السياحي المصري الخاص المضار دوما من الازمات مطالب بأن تكون لديه خطة عمل تستهدف الخروج من عباءة الاعتماد علي الدولة في كل شيئ وما يمكن ان تجود به عليه دون أن يقوم بأي مساهمة فعالة من جانبه. عليه ان يثبت انه قادر علي تحمل المسئولية والاعتماد علي نفسه وامكاناته وخبرته للحصول علي المزيد من النجاحات.
لقد سبق وخاض القطاع السياحي من خلال الرائدة «مصر للسياحة» إبان رئاسة المرحوم محمد السقا وبقيادة السياحي المخضرم سمير حلاوة.. تجربة في هذا المجال. حدث هذا عندما اقدم علي انشاء شركة مصرية لتسويق البرامج السياحية لمصر في السوق الألماني. ورغم نجاح هذه التجربة من خلال التحالف مع إحدي الشركات الألمانية الا انها وللاسف لم تستمر طويلا بسبب المواقف السلبية التآمرية لبعض الشركات المصرية. ان الفرصة متاحة الآن لاعادة هذه التجربة من خلال تكتل للشركات السياحية المصرية التي عليها ان تعد نفسها وتجهيزها لانشاء شركات مصرية روسية للاضطلاع بمهمة تنظيم رحلات السياح الروس .