Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

كيف تعمل لجنة التحقيق فى حادث الطائرة الروسية ؟!!

كيف تعمل لجنة التحقيق فى حادث الطائرة الروسية ؟!!
 

 

التقرير المبدئى لم يقدم سببا لسقوط الطائرة .. وعلينا الصبر ربما لسنوات قبل ان نصل الى التقرير النهائى

 


بعد ماقاله الرئيس بوتين عن كارثة الطائرة هل يتوقف المزايدون عن جلد مصر

 


الهدف من التحقيق الوصول للحقيقة للخروج بتوصيات تساعد على تقليل حوادث الطيران

 


لجنة التحقيق تضم كافة الاطراف ذات العلاقة بالطائرة

 


تحقيق يكتبه : خالد صلاح عطية


القاهرة "المسلة" …. كثرت الاجتهادات خلال الايام الماضية حول التقرير المبدئي حول حادث سقوط الطائرة الروسية التي اصدرته لجنة تحقيق حوادث الطيران برئاسة الطيار ايمن المقدم ، ووصلت الاجتهادات الي اعتراض من قبل عدد من الاعلاميين علي التقرير والذى لم يؤكد تعرض الطائرة لحادث ارهابي ولم يتستبعد اى احتمال،ولكن اعتمدت اللجنة فى تقريرها على الاسانيد والدلائل التى تمكنت من الوصول اليها حتى الان ..


والان بعد ان اعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ان الحادث يعتبر مصيبة وكارثة مشتركة لروسيا ومصر ، وان السلطات المصرية ليست مذنبة .. فماذا يفعل هؤلاء الذين جلدوا مصر دون انتظار لنتيجة التحقيقات ، الذين خالفوا كل الاعراف واستبقوا كل التحقيقات واصدروا الاحكام دون مراعاة او فهم لطبيعة التحقيق فى حوادث الطيران المدنى ..

 

 

 

 

 

وهو ماآكد عليه تونى تايلور مدير عام الاتحاد الدولي للنقل الجوي " الاياتا" خلال منتدى الاعلام الدولى الذى اقامته " الاياتا " فى جينيف من ان ما اعلن من اسباب عن سقوط الطائرة الروسية سابق لاوانه واستباق لنتائج التحقيقات التى تجرى من قبل لجنة فنية متخصصة ممثل بها كافة الاطراف ذات الصلة بالطائرة ، مطالبا كل من يدعى ان لديه معلومات عن اسباب سقوط الطائرة ان يزود بها لجنة التحقيق ..

 

 

 

 

 


و يتناسى المنتقدون للتقرير الاتفاقيات والقواعد الدولية التى تعمل من خلالها اللجنة .. ونهدف من  هذه الكلمات  ان نوضح الصورة للجميع ، خاصة وان اللجنة تعمل وفقا للقوانين والاتفاقيات الدولية التى تنظم اجراءات التحقيق فى حوادث الطيران .. حيث تعمل اللجنة وفقا للملحق رقم ١٣ لاتفاقية شيكاغو للطيران المدنى التى وقعت عليها مصر عام ١٩٤٤ ، والتى حددت القواعد المتبعة فى تحقيق حوادث الطيران ..

 

 

فى البداية نؤكد ان لجنة تجقيق حوادث الطيران لجنة فنية عملها فنى بحت هدفها اظهار الحقيقة والوصول اليها ، وليس من بين اهدافها تحميل مسؤلية الحادث لاحد الاطراف ولكن للخروج بتوصيات تفيد صناعة النقل الجوى مستقبلا وتساعد على تقليل حوادث الطيران من خلال تلافى اسبابها ..

 

تشكيل اللجنة


تتشكل لجنة تحقيق الحوادث من الدولة التى وقعت على  ارضها الحادث "مصر " وهى التى ترآس اللجنة ، وتضم فى عضويتها سلطة الطيران المدنى بذات الدولة "مصر " والدولة المشغلة للطائرة " روسيا "
و الدولة المسجل بها الطائرة " ايرلندا " و دولة صانع الطائرة " فرنسا " ودولة صانع المحرك " امريكا" .. وكل اعضاء اللجنة لهم حقوق وعليهم واجبات طبقا للمحلق ١٣ من اتفاقية شيكاغو لتحقيق حوادث الطيران .. واللجنة مسؤلة عن كافة اعمال التحقيق والاجراءات الخاصة به واصدار كافة التقارير حول نتائج التحقيق..

 


ولاعضاء اللجنة الحق فى معاينة موقع الحادث وجمع الادلة المختلفة التى تساعد فى الوصول للحقيقة ..
وفور وقوع الحادث تم تشكيل اللجنة ومخاطبة الاطراف المختلفة للمشاركة فى التحقيقات " دول وليست شركات " وتم معاينة موقع الحادث الذى يمتد لاكثر من ١٦ كيلو متر ، اكثر من ١٦ مرة ، تحت اشراف المحقق المسؤل "رئيس اللجنة ..


وعقب المعاينة تقوم اللجنة بتشكيل مجموعات عمل تصل حتى ٢٦ مجموعة فى مختلف التخصصات مثل " العمليات الجوية وسجل الطائرة وتفريغ المحادثات بين طاقم الطائرة والمراقبة الجوية والتفتيش على اجازات الطيارين ، وبنود اخري تصل الي ١٩ بندآتحت عنوان "المعلومات الوقائعية " .. وتستعين هذه المجموعات بالوثيقة الخاصة بتحقيق حوادث الطيران الصادرة عن المنظمة الدولية للطيران المدنى "الايكاو" رقم ٩٧٥٦ والمكونة من ٤ اجزاء والتى تنظم كل مراحل التحقيق ..


وعقب انتهاء مجموعات العمل من جمع المعلومات تبدآ مرحلة الاستتنتاج والتحليل للوصول الى النتائج دون الاعتبار  لعنصر الزمن .. لان الهدف من التحقيق فى حوادث الطيران الى جانب اظهار الحقيقة هو الخروج بتوصيات لرفع مستوى الامان فى الطيران المدنى ، وتجنب تكرار الحوادث ..

 


نقل حطام الطائرة
ومع صدور التقرير المبدئي تبدآ المرحلة الثانية من التحقيق بجمع حطام الطائرة لاجراء اختبار للمعادن ومحاولة اللجنة الوصول الى القوة المؤثرة التى تعرضت لها الطائرة وهو مايستغرق الكثير من الوقت خاصة وقد يتطلب الامر اعادة بناء الطائرة ..ويواكب ذلك التدقيق فى تقارير الطب الشرعى حول جثامين ضحايا الحادث ومطابقتها بتحاليل ال "دى ان اية" ومراجعة مقاعد الركاب لتحديد تعرض كل مجموعة للحريق او التفحم لوضع سيناريو للحادث ..


وتشمل هذه المرحلة ايضا فحص التسجيل الخاص بالحركة الجوية من خلال الرادار الخاص بالمراقبة الجوية ومطابقتها مع تسجيلات الصندوق الاسود حيث يجب ان يتطابق المسارين لتكون منطقية ..الى جانب تدقيق كل المعلومات الخاصة بالطائرة " الاوراق الخاصة بالطائرة وصيانتها منذ بداية تشغيلها منذ خرجت من المصنع وحتى وقوع الحادث ،  بالاضافة الى المعلومات الخاصة بالطيارين ومعلومات عن المطار التى اقلعت منه الطائرة والمساعدات الملاحية المتوفرة به .. وكذلك جمع المعلومات عن الشركة التى تدير الطائرة ..

 

التقرير الختامي


وبعد انتهاء اللجنة من التحقيقات المختلفة تعمل على اصدار مسودة التقرير الفنى الختامى وترسله الى الدول الاعضاء فى لجنة التحقيق لدراسته ووضع الملحوظات المختلفة خلال ٦٠ يوما ، وان لم تكن المدن كافية  يمكنها ان تخاطب اللجنة لمد الاجل للانتهاء من دراسة مسودة التقرير ، وبعد ذلك للجنة ان تقبل هذه الملحوظات او ترفضها على ان تضمنها فى ملحق منفصل بالتقرير النهائى ..

 


التحقيق فى حوادث الطيران قد يستغرق سنوات


ولابد ان نؤكد على ان التحقيق فى حوادث الطيران حتى وان لم ينتج عنها ضحايا قد يستغرق سنوات وهنا يمكن ان نسرد مثلين للتحقيق فى واقعتين مختلفتين الاولى لطائرة تابعة لمصر للطيران كانت فى طريقها من مطار شرم الشيخ الى الاقصر ، وعقب اقلاع الطائرة ابلغ ضابط المراقبة الجوية قائد الطائرة انه لاحظ سقوط جسم غريب من الطائرة عقب الاقلاع ، فطلب منه الكابتن بالسماح له بالدوران حول المطار لحين الوصول الى حقيقة ماحدث وبالفعل تبين سقوط احدى عجلات الطائرة .. وبآبلاغ قائد الطائرة طلب من برج المراقبة السماح له بالدوران حول المطار على ارتفاع منخفض ليتمكن مهندسو الصيانه من معرفة ان كانت عجلة من المجموعة الخلفية ام الامامية واتضح انها من المجموعة الامامية > ،طلب معرفة ان كانت فى الجانب الايمن او الايسر ولكن مهندس الصيانه لم يتمكن من تحديدها ، وعلى الفور طلب الكابتن تغير مسار الرحلة الى القاهرة وتمكن من الهبوط بسلام وتم انزال الركاب .. ولكن المهندس عبد العزيز فاضل وزير الطيران المدني السابق والذى كان رئيسا لشركة مصر للطيران للصيانة والاعمال الفنية اصر على حضور وزير الطيران المدنى الفريق احمد شفيق ليتآكد ان العجلة تم تركيبها بطريقة سليمة قبل اقلاع الطائرة ، وبعد ان خضعت الواقعة للتحقيق تبين ان هناك " تيلة " صغيرة قد انصهرت من الداخل ، وهى التى تسببت فى الحادث ، ولم يكن مدونآ فى كتاب الصانع تغييرها وبعد هذا الحادث  اجرى الصانع تعديلا فى الكتاب الدورى للصيانة يشير الى تغير هذه القطعة كل ٣٠٠ طلعة ، وقد استغرق هذا التحقيق عامين ونصف ..


والواقعة الثانية التى اردت ان اسردها هنا هو حادث الطائرة الالمانية " لوفتهانزا " التى سقطت فى فرنسا منذ عدة شهور وتبين انتحار مساعد الكابتن بآن استغل خروج الكابتن من قمرة القيادة والتوجه لدورة المياه واغلق قمرة القيادة من الداخل واسقط الطائرة عامدا متعمدا ، ورغم ظهور ذلك جليا فى التحقيقات الا ان التحقيق فى الحادث استمر لوقت طويل لفحص كافة اوراق الطائرة وطاقمها للخروج بتوصيات تمنع وقوع مثل هئا الحادث مستقبلا ، تم اتخاذ قرارات بآن لاينفرد شخص واحد بالتواجد فى قمرة القيادة ..
 


وفى النهاية فآن الهدف من هذا الكلمات  هو ايضاح الصورة امام الرآي العام حول التحقيق فى حادث الطائرة الروسية وللتآكيد على ان لجنة التحقيق هى لجنة فنية متخصصة هدفها الوصول للحقيقة لرفع مستوى الامان فى قطاع الطيران المدنى ، خاصة وانه على الرغم من وقوع بعض حوادث الطيران ، الا ان الطيران هو اكثر وسائل الانتقال امانآ  على مستوى العالم .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله