للعام الثانى..اختفاء طقوس أعياد الميلاد في الموصل
الموصل "المسلة" …. للعام الثاني على التوالي, تختفي طقوس اعياد "الميلاد المجيد" من مدينة الموصل, التي اعتادت في صباح الخامس والعشرين من كانون الاول وحتى الاول من بداية العام, "تزيين" شوارعها وطرقاتها وبيوتها احتفالا بمولد المسيح «ع».
وارجع اهالي الموصل, السبب في غياب مظاهر البهجة من المحافظة الى "جرائم" داعش بحق المسيحيين, حيث قاموا بقتلهم وتهجيرهم وتدمير دور العبادة الخاصة بهم, فلم يبق منها الا تراب الذكرى المؤلمة للايام الجميلة التي كان الجميع فيها يتشارك المناسبات والاعياد، بعد ان فرض عناصر داعش على ابناء الطائفة المسيحية دفع جزية مقابل البقاء بالمدينة والتخلي عن دينهم المسيحي والانضمام الى الدين الاسلامي بالقوة, او الخروج من المدينة وترك اموالهم وعقاراتهم للتنظيم باعتبارها غنائم حرب بحسب صوت العراق.
القساوسة والراهبات, اشاروا الى انهم سيكتفون بدق الاجراس في كنائس بغداد والاقليم, احتراما "للشهداء المسيحيين" الذين لقوا حتفهم على ايدي داعش التي قامت باحراق الكنائس ودور العبادة. وما زال يستذكر المسيحيون المهجرون اعيادهم وطقوس احتفالاتهم باعياد رأس السنة الميلادية في منازلهم ومناطق سكنهم التي ما زالوا يمنون النفس بالعودة اليها حال "تحرير" الموصل.
ويقول القس بهنام وعد: ان «طقوس اعيادنا على ارض (اشور), لها نكهة خاصة وطعم اقامتها في اكبر كنائس الموصل (كوركيس ومار بهنام والساعة وام المعاونة والطاهرة وكنائس مجموعة الكاثوليك) واكبر كنائس المسيحيين من الكلدان والارمن والكاثوليك, له مذاق خاص, فما زالت ارواحنا معلقة بجدران هذه الكنائس التي تعايشنا فيها منذ الطفولة, وحتى قدوم داعش التي حولت اغلبها الى تراب والجزء الاكبر منها بات مخازن للاعتدة والمتفجرات.
اما القس وائل جوزيف من كنيسة الكاثوليك, فيقول: «لقد غادرتنا الاعياد مذ غادرنا ارضنا, وفجرت اجمل كنائسنا, و"دنست" اكبر دور عبادتنا اذ اصبحت قاعاتها التي كانت تقام فيها الصلاة معسكرات, وساحاتها منابر قتل للابرياء».