الدعم الأردني لقطاع السياحة الفلسطيني يكمل سياسات المملكة المساندة للأشقاء
بيت لحم "المسلة" …. حضرت فلسطين بشكل ثابت ومؤكد وعملي في القول والفعل الأردني بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك، فكان الأردن داعما ومساندا للجوانب السياسية والاقتصادية والتعليمية والقانونية والسياحية وغيرها من القطاعات المختلفة، ليسطّر جنبا الى جنب مع الفلسطينيين حكايا نضال وصمود وبقاء في وجه عدو إسرائيلي مستمر ومتجدد بأدوات حربه مع هذا الشعب الأعزل إلا من كرامته واصراره على البقاء في أرضه والاحتفاظ برغيف خبزه مهما حاول المعتدون مقاسمته اياه أو سلبه منه!!!!!
فلسطين التي بدت مع الأردن وجهان لعملة واحدة بذات السياسات والمنهجيات يكمّل ويتشارك كل منهما الآخر حتى تبقى مساحات الحرية مضاءة، والوجود الفلسطيني مهما سلبت أدوات بقائه ثابت قوي بدعم مباشر من الأردن، الذي لم يغب عن تقديم أي دعم لنهوض وتطوير وتنمية كافة القطاعات في فلسطين عامة وفي القدس بشكل خاص.
ولعلها مهمة صعبة استعراض أوجه وقوف ومساندة الأردن لفلسطين فهي متعددة متنوعة قوية، متشعبة شملت كافة القطاعات سواء كان بالدعم المعنوي او المالي او بالتدريب أو برسم السياسات او حتى بالنضال والدفاع عن الحق الفلسطيني في أرضه والذي تجلى في حماية القدس والمقدسات، فكان الأردن خط الدفاع الاول بل الوحيد لحماية القدس الشريف وصونه من التهويد والدافع الأساسي لصموده وصمود أهله.
وفي هذا السياق تعددت أشكال دعم القدس بكل الأوجه، وبرزت بشكل كبير في قطاع السياحة حيث بات الأردن وفلسطين وجهة سياحية واحدة تحديدا في السياحة الدينية، وتم توقيع اتفاقيات ثنائية بهذا الخصوص بين وزارتي السياحة في البلدين، اضافة الى جعل فلسطين مع الأردن في برامج تسويقية سياحية واحدة فأصبح البلدان يعرفان عالميا كوجهة واحدة ومنطقة مقدسة واحدة يقصدها السياح في زيارة واحدة مشتركة تجمعهما.
ويتضح في متابعة خاصة لـ»الدستور» حول الدعم الأردني السياحي لفلسطين عظمة ما قدمه للقدس عندما تم الاعلان رسميا من عمّان عن فتوى مجمع الفقه الاسلامي بضرورة زيارة المسجد الأقصى وانها واجب على الجميع، كاسرا بذلك حاجز الخوف والقلق من هذه الزيارة.
كما ظهر في متابعة لـ»الدستور» حول الشراكة واقع العلاقة السياحية الأردنية الفلسطينية، بوضوح الاعتراف العربي بأهمية الدور الأردني في فلسطين سياحيا عندما اختار مجلس وزراء السياحة العرب بالإجماع الاردن رئيسا للجنة دعم السياحة بدولة فلسطين المنبثقة عن المجلس، فيما ضمت اللجنة مصر وفلسطين وجامعة الدول العربية ومنظمة السياحة العربية، وهي شهادة عربية بأهمية هذا الدور وتعزيزه بهذا الاجراء الذي سيكون له أثر ايجابي على واقع السياحة الفلسطينية التي تحتاج بشكل كبير الى طوق نجاة يخرجها من ازمتها!!!
وزير السياحة والآثار نايف الفايز رأى ان القرار يحمل بعدين هامين، أولهما انه قرار عربي يأتي تقديرا للدور الأردني على مستوى تعزير السياحة المشتركة مع فلسطين وتقديم كل التسهيلات لتنميته، وثانيهما يؤكد الالتزام الاردني بدعم السياحة الفلسطينية، الذي ينطلق من التنسيق العالي والتعاون الوثيق بين وزارتي السياحة في الاردن وفلسطين ويستند الى الدور التاريخي الذي يسعى من خلاله الاردن الى حماية المقدسات الإسلامية في القدس.
فيما أكد مدير هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات أن الأردن اعد خطة تسويق سياحي كاملة لبرامج سياحية تضم زيارة الاماكن الدينية في الاردن وفلسطين ضمن برامج سياحية واحدة، وتحديدا للدول البعيدة التي تستغرق رحلات سفرها للمنطقة ساعات طويلة، إذ تم تنظيم رحلات تضمن طول اقامة السائح في المنطقة من خلال توفير رحلات للأردن وفلسطين، مشيرا الى ان مثل هذه البرامج ترتكز على السياحة الدينية بالغالب.
وأشار عربيات الى وجود اتفاقيات تم توقيعها مع الجانب الفلسطيني بهذا الشأن، فضلا عن تنظيم لقاءات متعددة جمعت وكلاء السياحة والسفر في البلدين سعيا للوصول الى منهجية واضحة ومؤطرة لجعل البلدين واحدا في جانب محدد من السياحة.
وزير السياحة أكد ان الدول العربية تعي جيدا أهمية الدور الأردني الذي يقوم به في فلسطين، مشيرا الى أن مصر اشادت بهذا الدور مؤخرا خلال اجتماع مجلس وزراء السياحة العرب، وشددت على اهمية الدور الاردني في دعم السياحة الفلسطينية، وهذا التعاون يعتبر نموذجا لتعزيز السياحة العربية البينية.
وفي موضوع القدس أكد رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر شاهر حمدان ان الفعاليات السياحية والدينية عملت على بحث ودراسة مسألة زيارة الأقصى واهميتها في دعم الفلسطينيين والمقدسيين في صمودهم لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى ومدينة القدس، اضافة الى وضع خطط مدروسة لغايات وقف قطعان المستوطنين من اعتداءاتهم فكان ان حصلنا على فتوى بوجوب زيارة الاقصى على الجميع من مجمع الفقه الاسلامي، وتم الاعلان رسميا عن هذه الفتوى خلال ملتقى السياحة الاسلامية الاردني الفلسطيني الاول.
ويبدو واضحا أن الدعم الأردني لقطاع السياحة الفلسطيني حالة دعم تكمّل السياسات الاردنية الأخرى التي تدعم فلسطين في المجالات كافة، لتشكل نقطة منيرة في مسيرة الصمود والنضال الفلسطينية وتدعم بقاءها ونهوضها، بشكل يجعل من الأردن وفلسطين وجهة سياحية واحدة على أرض الواقع بعيدا عن كلمات مزخرفة أو وعود جوفاء، انما من خلال برامج وسياسات بدأت عمليا تدخل حيز التنفيذ وتحديدا في السياحة الدينية الاسلامية والمسيحية.