سأحتفل بالمولد النبوي الشريف على طريقتي الخاصة
بقلم: عامر محمد الضبياني
يحتفل المسلمون مرة كل عام في كل بقاع الارض بذكرى المولد النبوي الشريف، ونحن في جزيرة العرب حيث مهبط وحي القرءان ونبع الحكمة والايمان لازلنا في جدال وخلاف حول جواز ذلك من عدمه، وانا هنا في مقالي هذا لا اجوز او احرم ذلك، لاني لست بعالما ولا فقيها حتى افتى عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وانما فضلت الاحتفال بمولده ‘صلى الله عليه وسلم’ على طريقتي الخاصة واتمنى ان لا تكون من البدع والمنكرات وهي اقتباس من صفات النبي واخلاقه وآدابه، علِ انال بها ثوابا من الله وشفاعة منه ‘صلى الله عليه وسلم’ يوم القيامة.
كان رسول الله ‘صلى الله عليه وسلم’: "أحسن الناس وجها، وأحسنهم خلقا، ليس بالطويل البائن ولا القصير، أبيض مليح الوجه، مربوعا، عريض مابين المنكبين، كث اللحية، ضخم الرأس واليدين والقدمين، أكحل العينيين وليس بأكحل، يعرف بريح الطيب اذا اقبل، لا يضحك إلا تبسما، طويل الصمت، حلو المنطق، يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه، ويعيد الكلمة ثلاثا حتى تفهم عنه، وكان ينام أول الليل ويقوم من منتصفه ليتعبد ويصلي حتى تتفطر قدماه، فاذا كان من السحر أوتر ثم أتى فراشه يضع كفه اليمنى تحت خده الايمن، وتنام عيناه ولا ينام قلبه".
ولم يكن رسول الله ‘صلى الله عليه وسلم’ فاحشا ولا لعانا ولا سبابا، وكان يتفائل ولا يتشاءم ويعجبه الاسم الحسن، وأبغض الخلق إليه الكذاب، وماضرب شيئا قط بيده لا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله. وكان من اكرم الناس وارحمهم، يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم، ويكره ان يقوم له اصحابه اذا رأوه ويقول؛ "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله، ورسوله". والإطراء زيادة المدح.
ومن آدابه كان اذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الايمن أو الأيسر ويقول: " السلام عليكم، السلام عليكم"، وإذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال: "بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا"، وكان احب الثياب إليه القميص واللون الابيض منها، ولا يصافح النساء حتى للبيعة، ولا يلبس الحرير والذهب، وكان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه وشماله لما دون ذلك، واذا مشى مشى أصحابه أمامه وتركوا ضهره للملائكة، واذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة.
وليس ذلك فحسب بل كان رسول الله ‘صلى الله عليه وسلم’ يرقع نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل احدنا في بيته، ويجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير، ولا يأكل الا مايسد رمقه من الجوع، وكان يبيت الليالي المتتابعة يلتوي مايجد مايملأ من الدقل بطنه، طاويا وأهله لا يجدون عشاء، وما شبع هو وآل بيته منذ قدم المدينة ثلاثة أيام تباعا من خبز برٌ، وما امسى عندهم صاع تمر ولا صاع حب، وعند وفاته ‘صلى الله عليه وسلم’ لم يورث دينارا ولا درهما.