حزم للسياحة البيئية في منطقة البحر الأبيض المتوسط
عمان …. مع انتهاء مشروع التجربة المتوسطية للسياحة البيئية في عدد من دول حوض البحر الابيض المتوسط, يدخل المشروع مرحلة أخرى لا تقل أهمية عن المراحل السابقة تتمثل في تنفيذه على ارض الواقع واستدامته وتطويره.
المشروع الذي يموله الاتحاد الاوروبي، الاضافة إلى الشركاء المنفذين من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة-مكتب غرب اسيا في عمان والجمعية الملكية لحماية الطبيعة يبدأ مرحلة جديدة بعد اختتامه تتمثل بتفعيل الرزم السياحية التي ستجلب السياح من مختلف دول العالم لزيارة مجموعة من المحميات في دول مختلفة في جولة واحدة.
وينفذ المشروع في عدد من الدول هي فرنسا واليونان وإيطاليا والأردن ولبنان ومالطا وإسبانيا وتونس, كما يعمل المشروع على 25 محمية موزّعة على 8 بلدان لخلق رزمة للسياحة البيئية في كل محمية أو مجموعة محميات في عدد من الدول.
فكرة الرزم السياحية في عدد من دول هي اهم ما يميز المشروع في منطقة البحر الابيض المتوسط والتي تهدف الى ايجاد تعاون فريد بين محميات من دول مختلفة لاستقبال السياح وتنفيذ برنامج سياحي بيئي مشوق لهم لتعريفهم بثقافة الدول والمنتجات الطبيعية التي تنتج في المحميات ومحيطها من المجتمعات المحلية.
مسؤولة المشروع من الجهة الممولة-الاتحاد الاوروبي- اينجي كيميولن, قالت للرأي أن ما يميز المشروع اشراكه 8 دول والتشبيك فيما بينها من أجل تطوير برنامج سياحي موحد ( رزم سياحية) تحت مظلة واحدة وجمعها بطريقة مبتكرة وهو ما شكل قيمة مضافة للمشروع.
وبينت كيميولن أن هذه الرزم تتيح للسياح القادمين من الدول البعيدة مثل الامريكان واستراليا وغيرها من الدول استكشاف مجموعة من المحميات والثقافات المختلفة في جولة واحدة.
وأضافت أن التحدي الان في إتمام المشروع والبدء بخطوات عملية وتنفيذ الرزم السياحية (الجولات) وتطويرها وجعلها قابلة للتطبيق والمضي قدما في هذه الفكرة الفريدة لتعميمها وضمان استدامتها.
بدوره قال مدير برنامج المحميات والتنوع البيولوجي بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة بمكتب غرب اسيا بعمان الدكتور هاني الشاعر للرأي , أن الاتحاد عمل على بناء قدرات المحميات والعاملين فيها استعداد لهذه التجربة بالاضافة الى التشبيك بين المحميات على المستوى المحلي والاقليمي, مبينا أن الاتحاد عمل في محمية وادي رم في الاردن ومحميتي اهدن وتنورين في لبنان.
وبين أن الهدف الرئيسي من عمل الاتحاد الدولي في المشروع بالاضافة الى بناء قدرات هذه المحميات, هو تعزيز البنية التحتية فيها لمواجهة التحديات التي تواجه الاقليم والتي تتمثل في الاوضاع غير المستقرة التي تحد من عملية استقدام السياح وهو ما ستعمل عليه هذه الرزم لتشجيع السياح وتقيدم الخدمات المميزة لهم وتأمين زيارتهم لمجموعة من الدول في جولة واحدة.
وبين الشاعر أن المهم الان هو عملية الاستدامة في المشروع من خلال العمل بمنهج واضح وتمكين المحميات من وضع البرامج القوية لضمان استمرار الانشطة القادمة.
وأضاف أن الاتحاد سيستمر في العمل مع المحميات لتطوير الرزم والعمل على تسويقها من خلال الشركاء في المكاتب السياحية لدعم هذه السياحة البيئية
لضمان تدفق سياحي ملائم لهذه المحميات بما يتوافق مع قدراتها الاستيعابية.
وقال أن المشروع نجح في ايجاد شبكة من المحميات في مجموعة من الدول تعمل جنبا الى جنب لتسويق المنتج الخاص بالتنوع الحيوي ووضع السياحة البيئية على الخارطة السياحية في تلك الدول بعد أن كانت تعمل هذه المحميات بشكل منفرد حتى في الدولة الواحدة في بعض الاحيان.
واعتبر أن ما يميز المشروع جمعه بين مفهومي السياحة والبيئية حيث استطاع بنجاح جمع وكلاء السياحة مع القائمين على المحميات الطبيعية وتسهيل عملهم جنبا الى جنب, وتوعية هذه المكاتب بأهمية السياحة البيئية وهو ما يعود بالفائدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في ان واحد.
واعرب الشاعر عن تفاؤله بتطوير مشروع اقليمي استمرارا لـ»التجربة المتوسطية « بما يخدم السياحة البيئية في المنطقة العربية وحوض البحر الابيض.
بدورها قالت مسؤولة دائرة الشباب في وزارة السياحة اللبنانية بترا عبيد أن المشروع يساعد على تسويق لبنان سياحيا على المستوى الاقليمي والدولي ويساعد على اضافة منتج جديد للسياحة في لبنان وهو السياحة البيئية.
وأضافت أن المشروع يعمل على تحسين عدد من الجوانب في ان واحد منها الجانب الاقتصادي والسياحي والبيئي والاجتماعي ويعرف الزوار بالمحميات البيئية والثقافة اللبنانية, بالاضافة الى مأسسة السياحة البيئية في لبنان ودمجها مع بقية اشكال السياحة المختلفة بطريقة لا تشكل أي ضرر على البيئة.
وبينت أن الرزم السياحية التي عمل المشروع على استحداثها ستكون شاملة لكل النشاطات والجولات السياحية في البلدان من ضمنها أن تشمل هذه الجولات زيارة المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات.
أما مدير محمية ارز الشوف شريك المشروع في لبنان نزار هاني قال «حتى يحقق المشروع النتائج المأمولة يجب التغلب على جملة من التحديات أهمها تطوير البنية التحتية للمحميات».
واعتبر هاني أن البنية التحتية تشمل تطوير الممرات للسياح واماكن المبيت بالاضافة الى تطوير التسهيلات الرفيقة للبيئة وتحقيق مزيد من التعاون مع المرافق السياحية العاملة في محيط هذه المحميات.
وأضاف هاني في السابق لم يكن هناك أي رابط بين مقدمي الخدمات حول المحمية من جهة والمحمية ذاتها مبينا أن المشروع استطاع الجمع بين كل هذه الاطراف في الرزم السياحية من كل مقدمي الخدمات وجعلها حلقة كاملة ورفع الوعي بين مقدمي الخدمات السياحية في محيط المحميات بأهمية السياحة البيئية وحماية الطبيعة.
وأكد أن العلاقة تحولت بين هذه الاطراف من علاقة تنافسية بحته الى علاقة تكاملية وهو ما يخدم اهداف المشروع ويحقق استدامة السياحة مؤكدا أن المحميات في لبنان ستسعى الى جذب مزيد من الشركاء من العاملين في محيط المحميات لادماجهم في مفهوم السياحة البيئية وتوسيع الشبكة.
وتتمثل أهداف المشروع المأمولة فى ايجاد رزم سياحية يتم أعدادها بتشاركية بين مدراء المحميات المعنين ووكلات السياحة فى هذه الدول تظهر التنوع البيولوجي ومميزات هذة المحميات ويتم تسويقها على اسس علمية وسياحية تتخطى الحدود الجغرافية للدول المشاركة واستقدام سياح يجوبون عددا من المحميات في دول مختلفة.
نقلا عن الرأى