لماذا اقيل زعزوع ولماذا عاد ..؟! وهل يستوعب الدرس ..؟! بقلم عبدالناصر احمد
زعزوع جاء لكى لايستمر الامر الذى يعتبر شللا مؤكدا لمنظومة العمل السياحى فى مصر حتى تشكيل البرلمان
بقلم – عبدالناصر احمد
اصيب القطاع السياحى والسياسى فى مصر بصدمة كبيرة بعد اختيار هشام زعزوع وزير السياحة السابق وزيرا جديدا وقديما للسياحة خلفا للمهندس خالد رامى الذى جاء وذهب دون ان نعلم لماذا وكيف؟
ولعل الصدمة هنا ليست اعتراضا على شخص زعزوع كشخصية سياحية ولكن الصدمة كل الصدمة تركزت فى الطريقة التى اقيل بها زعزوع والتى كانت تحمل اسباب سياسية فى المقام الاول ، واعتقد اننى لا اعلن جديدا او اذيع سرا فى ان هشام زعزوع اقيل بطريقة لم تكن مقبولة لدى جميع السياحيين والسياسيين بسبب رده على احد الاسئلة فى المؤتمر الصحفى الذى كان يعقده على هامش مشاركة مصر فى بورصة برلين الدولية للسياحة مارس الماضى.
والسوال كان حول العمليات الارهابية التى تشهدها مصر والتى توثر سلبا على السياحة الدولية الوافدة الى مصر فرد الوزير بسلامة نية (يجب الا تكون من صفات اى شخص يتصدى للعمل العام او رجل دولة ) قائلا ان تلك العمليات لاتستهدف السائحين وانما تستهدف النظام فى مصر الامر الذى يحمل فى طياته سوء تقدير وتعبير عن ما يريد زعزوع اثباته من ان السياحة فى مصر غير مستهدفة ، ويعكس عدم رضا من البعض عن النظام فى مصر وهذا ما لايجب ان يصدر من وزير فى نفس النظام الذى يقول انه مستهدف.
هذا هو السبب المباشر لاقالة هشام زعزوع لان هناك اسباب اخرى اكدت عدم رضا القيادة السياسية عن زعزوع تمثل اخرها فى الزيارة التى قام بها الرئيس السيسى للصين ، وكان مقررا ان يتم خلالها توقيع اتفاقيات تتعلق بالسياحة وقد قام زعزوع وقتها باعداد الملف الخاص بالسياحة ،ولكنه فؤجى فى اللحظة الاخيرة بابلاغه بعدم مرافقته للرئيس ، وتلك كانت واقعة اكدت لزعزوع انه مغضوب عليه لاسباب لم يتم الاعلان عنها ولكن الطريقة التى تم استدعاء زعزوع بها من برلين قبل ان يستكمل اجتماعاته ولقاءاته التى كانت محددة مسبقا مع منظمى الرحلات وصناع القرار السياحى فى اكبر تجمع سياحى فى العالم تركت انطباع لدى الجميع من ان الوزير هشام زعزوع ارتكب جريمة لن تغتفر والاما هو الداعى للطريقة المهينة التى اقيل بها؟
واستطيع ان اؤكد ان هذا ما سبب الصدمة للمتابعين للمواقف المختلفة والذى يرى بعضهم انه حتى وان عرضوا على هشام زعزوع حقيبة السياحة كان يجب ان يرفض اذن لماذا اقيل ولماذا اعيد ..؟! هل هناك اسباب لانعلمها تمت خلال الفترة الماضية ؟ البعض يرجح ان يكون اوتى بزعزوع بعد ان تبين للقيادة السياسية انه لم يكن يقصد ما قاله فى الموتمر الصحفى ، والبعض الاخر يرى ان الاتيان بزعزوع لتعويضه عن الطريقة المهينة التى اقيل بها كما تضمنت بورصة الاستنتاجات ان زعزوع هو الشخص المناسب تلك الفترة القصيرة العصيبة ،ومعنى ذلك ان زعزوع جاء لكى لايستمر الامر الذى يعتبر شللا مؤكدا لمنظومة العمل السياحى فى مصر حتى تشكيل البرلمان.
وللحقيقة وبعيدا عن المواقف السياسية فان هشام زعزوع يمتلك من الادوات التى تمكنه من تحقيق ما لايستطيع غيره من المرشحين للوزارة ان يفعله لان دولاب العمل السياحى والقضايا السياحية لازالت كما تركها زعزوع وهو الادرى بتفاصيلها المختلفة، لان من جاء بعده لم يفعل جديدا يجهله زعزوع او يحتاج الى وقت لدراسته فالحال كما هو عليه وقت تركه للوزارة ، ولعل التوقيت الحالى قد يساعد زعزوع على ان يفعل شئيا ملموسا للسياحة حيث يعد بداية لانعقاد البورصات السياحية العالمية التى تبدا بلندن اكتوبر المقبل ،تليها ميلانو بايطاليا ،ثم الميت فى روسيا ،التى تعد السوق الاهم بالنسبة للسياحة المصرية ثم الفيتور باسبانيا ،ثم برلين التى تعد قمة العالم السياحية، وتلك البورصات التى يتم خلالها اجراء لتعاقدات السياحة مع منظمى الرحلات للعام القادم .
ولابد هنا من الاشارة الى ان هشام زعزوع الذى كان اخر شخص يمكن ان ياتى وزيرا للسياحة فى ضوء ما تقدم يجب ان يستوعب الدرس، ويبعد عن العمل بنظام( الشللية )الذى اضره كثيرا واعتقد ان العاملين بالسياحة يدركون تماما ان الشللية تتضمن الارتكان الى بعض العاملين فى السياحة من القطاع الخاص، وهم الذين اغرقوه ولم يحاول اي منهم ان يدافع عنه اوحتى يستنكر ما تعرض له الرجل، وكما ذكرت فى مرات عديدة انه على زعزوع ترتيب البيت من الداخل اولا وتشكيل قاعدة انطلاق من الوزارة وهئيتى التنمية والتنشيط وتحديد محاور التحرك ،واسناد المسئوليات لقيادات الوزارة وعدم تدخل اصحاب المصالح الخاصة فى عمل مسئولى الوزارة او تخطيهم والتعامل مع الوزير مباشرة الا اذا تطلب الامر ذلك .
فاذا كان زعزوع يعتزم اصابة القطاع بصدمة اخرى ويستمر مستقرا فى وزارة السياحة بعد تشكيل البرلمان فيجب ان يعيد للفطاع الرسمى هيبته واحترامه حتى يستطيع ان يؤدى دوره كما يجب وتعود الامور لوضعها الطبيعى والبعد كل البعد عن" نغمة اصل زعزوع " جاء من القطاع الخاص، فالجميع يعلم ان هشام زعزوع لا يمتلك اية منشآت سياحية خاصة ،ولذلك يجب البعد كل البعد عن دهاليز القطاع الخاص مع التعاون الوثيق معه لانه شريك اساسى وهو الذى تقوم عليه العملية السياحية ،ولكن لايجب ان يتخطى التعامل الادوار التى يحددها القانون ويحكم االقطاع الخاص ويتحكم فى عمل الوزارة من خلال الوزير حتى تتمكن عصا الرقابة من ان تعيد للمنتج السياحى المصرى جودته وللوزير هيبته.