خطيب جمعة بغداد: الحل لا يكمن بترك العراق للسراق والفاسدين والفاشلين وانما بالمرابطة والمثابرة وتغييرهم في الانتخابات القادمة
تقرير: فراس الكرباسي – تصوير: سيف كريم
العراق / بغداد / طالب خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، العراقيين بعدم الشعور باليأس والاحباط والهجرة وترك العراق للسراق والفاسدين والفاشلين، وحثهم على اتباع توجيهات المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الاشرف والمرابطة والمثابرة وتغيير السياسيين الفاسدين في الانتخابات القادمة.
وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في بغداد، أن "الهجرة حظيت بأهمية خاصة في القران والروايات والمراد من الهجرة هو الانتقال والحركة من نقطة إلى نقطة أخرى لينجو الانسان بدينه ويحفظ عقائده ويتمكن من القيام بوظائفه وتكاليفه الالهية وطقوسه الاسلامية بحرية واطمئنان لا الهجرة من أجل المال وكسب المقام والجاه والشهرة ".
واضاف الياسري "الهجرة تكون لأجل الأمور التالية كإنقاذ حرية وشرف الفرد على طريق الأيمان والحصول على امكانيات جديدة وظروف مساعدة خارج محيطه الاجتماعي والسياسي الظالم للنضال ضد هذا المحيط وكذلك اشاعة وترويج الفكر والعقيدة في بقاع ومجتمعات أخرى لاداء رسالة انسانية عالمية يلتزم بها كل مسلم ويتحمل مسؤوليتها امام البشرية لتوعيتها وتحريرها وإسعادها ".
وتابع الياسري إن "بعض الجهات السياسية في العراق علقت على حالة ترك الوطن بطريقة ملفتة للنظر ومثيرة للعجب فمنهم من قال بان ما يجري هو مؤامرة من قبل جهات اقليمية ودولية وكأنه أبلغنا عن شيء لم نكن نعلمه ولعب دور المحلل السياسي ونسي إن من واجبه العمل السياسي من خلال وضع المعالجات لأي ظاهرة غير صحيحة ومحاسبة المسببين لهاء وأظهر نفسه مظهر الراعي الحريص وكأنه ليس ممن ينفذ هذه المخططات من خلال أتعاب المجتمع ومن خلال قتل الروح الوطنية لدى أبناء البلد بأيجاد المشاكل والمعوقات وتغييب الوعي ".
واردف الياسري "خرج طرف سياسي آخر يقول إن الشعب معذور وان اختيارهم ترك البلاد هو الحل الصحيح فان هذا الحل خير من البقاء في بلد يسوده التخلف والصراعات كي يتمكن من التطور ويصل إلى حالة التحضر والثقافة ونحن في معرض الرد عليه، قائلين له يا صاحب العقل الكبير انت جزء من العملية السياسية وهذا الكلام ادانة لك ".
وتساءل الياسري "ماذا قدمتم للنخب التي تعيش في خارج البلاد وقد دعتكم المرجعية بعد زوال الطاغية بتوفير المناخ المناسب كتحسين الوضع الأمني المقلق لتلك الشريحة او توفير مساحات في العمل الحكومي لما يتمتعون به من خبرات كي يساهموا بتقدم البلد ويساهموا بجعل البلد يواكب العالم".
واشار الياسري "أذا كان ترك البلاد يمنح أولئك الوعي والتحضر والتقدم فلماذا لم يحظى هؤلاء الذين في السلطة على هذه الامور علمنا أن الكثير منهم كانوا خارج البلد ثم من قال إن الحل يكمن بترك البلاد للسراق والفاسدين والفاشلين بل الحل يكون بالمرابطة والمثابرة بتغيير هؤلاء من خلال الانتخابات باختيار من يريد خدمة هذا الشعب ولديه اهلية ذلك وعدم السكوت عن أي تقصير يحصل ومن اي جهة كانت ".
وطالب الياسري ان "من منطلق المسؤولية ندعو الجهات المختصة لدراسة ظاهرة ترك البلاد ومعالجة أسبابها بشكل عاجل ومعاقبة المتسببين والمشجعين عليها كما نوجه شكرنا لكل من يحاول بث روح الأمل في نفوس العراقيين وبالخصوص المرجعية الدينية".