واسطات
بقلم د.محسن الصفار
سعيد شاب مجتهد وطموح اخلاقه عاليه ومن اسرة طيبة تخرج بتفوق من الجامعة واستطاع الحصول على وظيفة حكومية بصعوبة بعد سنوات من الانتظار والمراجعة الحثيثة حيث تم تعيينه مساعدا اداريا في القسم المالي والاداري لاحدى الوزارات.
في احد الايام استدعاه المدير العام الى مكتبه وقال له:
– يا سعيد السيد الوزير يعتزم الذهاب في زيارة الى احد الدول الاوروبية وسترافقه سكرتيرته الخاصة ولذا عليك القيام بحجوزات الطيران والفنادق لهما
استغرب سعيد وقال:
– اذا كانت زيارة خاصة فلم يجب ان تدفع الوزارة مصاريفها اولا وماحاجته الى سكرتيرة ثانيا؟
قال له المدير
– وهل انت رئيس جهاز الرقابة المالية؟ ما دخلك؟ قم بحجز تذكرتي طيران درجة اولى وجناح فاخر في الفندق لشخصين مع سرير حجم ملكي
انتفض سعيد وقال:
– استغفر الله العظيم واتوب اليه ينزل مع السكرتيرة في غرفة واحدة؟ هكذا عيني عينك؟ لا حياء ولا خجل
ابتسم المدير ابتسامة صفراء وقال له:
– مخك راح بعيد يا سعيد السكرتيرة هي زوجة السيد الوزير على سنة الله ورسوله وام اولاده
اعتذر سعيد عن سوء الفهم لمديره
في اليوم التالي استدعاه المدير قائلا:
– مدير قسم الصيانة ومدير الموارد البشرية ومدير الحراسة لديهم حالة عزاء ويجب ان نقوم باللازم
سأل سعيد:
– انا لله وانا اليه راجعون، من توفي لهم؟
– الوالد
– سبحان الله ثلاث مدراء ابائهم ماتوا في نفس اليوم؟
– هو نفس الاب لثلاث مدراء يا سعيد هم الثلاثة اخوة من نفس الاب والام
كان التعجب يكاد يغيير ملامح وجه سعيد عندما قال:
– ثلاث مدراء اخوة من نفس الاب والام؟ هل لدينا ازمة مواليد في البلد كي يكون نصف مدراء الوزارة من نفس العائلة؟
غضب المدير وقال:
– لا تتدخل فيما لايعنيك يا سعيد وخليك في شغلك وبس. ولكن بيني وبينك اتفق معك فالواسطات في هذه الوزارة بلغت حدا لايعقل وكأن هذه الوزارة شركة عائلية وليست مؤسسة حكومية وبعدين يتسائلون لماذا لايتقدم البلد، المهم عندك اي شي اخر؟
قال سعيد بتردد
– نعم لو سمحت رئيس قسم التفتيش يتردد كثيرا على قسمنا وشكله مغرم باحدى الموظفات التي تعينت حديثا وهو ما يسبب لنا في القسم حرجا كبيرا وهذا شيئ عيب فياريت تكلمه كي يرتدع.
قال المدير:
– لا هذا شيئ لا يرضيني ابدا واكيد ساكلمه اليوم على الغداء حول الموضوع
قال سعيد:
– لا حاجة لان تدعوه للغداء استاذ وتكلف نفسك يكفي اتصال واحد لردعه
ضحك المدير وقال:
– ليس هناك كلفة فانا اراه على الغداء يوميا فالمدير الذي تتكلم عنه هو ابني البكر والموظفة التي تتكلم عنها هي خطيبته.
وكل نظام اداري عربي وانتم بخير
* هذه القصة خيالية ولا تمت الى الواقع بصلة ولاتعني اي بلد عربي على وجه الخصوص