تحالف شركات أمريكية لمساند قضية الناقلات القطرية والإماراتية
واشنطن "المسلة" …. اتخذ تحدي شركات الطيران الأمريكية التي تتهم الناقلات الخليجية بتشويه المنافسة بما تحصل عليه من دعم حكومي منعطفا آخر، من خلال الإعلان عن إنشاء تجمع لشركات طيران أمريكية يساند قضية الناقلات الخليجية.
وتحالفت أربع شركات تساند منذ وقت طويل اتفاق السماوات المفتوحة الأمريكي مع قطر والإمارات العربية المتحدة لتكوين ما يسمى ائتلاف شركات الخطوط الجوية الأمريكية من أجل السماوات المفتوحة.. والشركات الأربع هي: وحدة الشحن الجوي لإيديكس كورب وجيت بلو كورب وأطلس إير وورلدوايد وهاوايان هولدنجز.
ويقضي اتفاق السماوات المفتوحة بإلغاء القيود على الطيران من هاتين الدولتين وإليهما.
وقال جيمس نات المستشار القانوني لشركة جيت بلو للصحفيين وهو يعلن رسالة من الائتلاف إلى حكومة الرئيس باراك أوباما: "رأينا أنه من الضروري أن تتفهم الحكومة أنه توجد أصوات مختلفة كثيرة في هذا المجال".
وتأتي الرسالة قبل ساعات من إغلاق الحكومة الأمريكية فترة يتاح فيها للجمهور الإدلاء بتعليقاتهم في الثالث من أغسطس بشأن ما إذا كانت شركة طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية تسببت بممارساتها في إخراج منافسيها من أسواق رئيسية بفضل إعانات دعم حكومية قيمتها 42 مليار دولار خلال العشرة أعوام الماضية.. وتنفي الشركات الخليجية مزاعم الدعم.وفي مؤتمر صحفي مع مسؤولين في شركات طيران أمريكية عقد في وقت سابق كرر قادة نقابيون تحذير تلك الشركات من فقدان عمال أمريكيين لوظائفهم إذا خرجت الناقلات الأمريكية من أسواق رئيسية ، بسبب المنافسة مع ثلاث ناقلات خليجية.
وكرروا أيضاً ادعاءات شركات الطيران الأمريكية بأن طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية تلقت دعماً بمليارات الدولارات من حكومات دولها وهو ما نفته بقوة شركات الطيران الخليجية.
وقالت الناقلات الخليجية إن شركات الطيران الأمريكية تفقد حصة في السوق بسبب تدني خدماتها.وأطلقت الادعاءات جدلاً سياسياً مع مطالبة شركات مثل فيديكس كورب حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعدم تغيير اتفاقيات السماوات المفتوحة التي تستفيد منها قائلة إن شركات الطيران الأمريكية لديها مصالح تجعلها تدافع عن سياسات الحماية.
وتعتزم شركات الطيران الأمريكية دلتا إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز وأميركان إيرلاينز نشر ملف من 55 صفحة يتضمن ادعاءات ضد الناقلات الخليجية في أعقاب مطالبات من المعارضين بالكشف عن ذلك.
في المقابل قدمت الخطوط الجوية القطرية "الورقة البيضاء" للحكومة الأميركية التي تفند المزاعم الموجهة للناقلة الوطنية من قبل أكبر ثلاث ناقلات أميركية، وتضم الرد المفصل والإجابة على جميع المسائل التي تمت إثارتها بشأن اتفاقية الأجواء المفتوحة، والتي تطرح السؤال بخصوص السياسات الأميركية المتعلقة بالسماح لشركات الطيران بالسفر من وإلى الولايات المتحدة الأميركية بأدنى تدخل حكومي. وكانت الناقلات الأمريكية الثلاث : "دلتا ويونايتد وأميركان إيرلاينز"، قامت بالتعاون مع (النقابات) بالضغط على الحكومة الأميركية للعدول عن موقفها بشأن اتفاقية الأجواء المفتوحة وفرض اتفاقيات أحادية الجانب على الخدمات المقدمة من قبل شركات الطيران الخليجية، مع العلم أن اتفاقية الأجواء المفتوحة الأمريكية صممت خصيصاً من قبل الحكومة الأمريكية لضمان حرية التشغيل للناقلات الأمريكية على نطاق أوسع في شبكة خطوطها دون تقييد الحكومات الأجنبية على المسارات والخدمات التي تقدمها.
وتوضح الخطوط الجوية القطرية في التقرير الذي قدمته للحكومة الأمريكية، العديد من المتغيرات في سوق الطيران والتي قامت الناقلات الأمريكية بالشكوى منها وهي ليست نتيجة "المنافسة غير العادلة" (أو أي شكل من أشكال الدعم)، ولكنها نتيجة التقدم المهم في تكنولوجيا الطيران والتغيرات الديموغرافية.
وأوضح التقرير أنه مع وجود الطائرات طويلة المدى B777 و B787 تمكن المسافرون إلى الشرق الأوسط والهند من الطيران بعيداً عن المطارات الأوروبية المكتظة، مع التمتع بخدمة مريحة عبر محطة واحدة إلى وجهاتهم المقصودة عوضاً عن جعل الرحلة أطول عبر التوقف في محطتين أو ثلاث، وهو تطور تكنولوجي ساهم في تقصير المسافات و تقريب العائلة والأعمال.
كما أوضحت الخطوط الجوية القطرية أن الحصة السوقية للناقلات الأمريكية إلى شبه القارة الهندية قد تتحول مع الوقت، حال تسجيل نمو في السوق.
ونفت الناقلة الوطنية الادعاءات بأن خدماتها تعود بالضرر على الناقلات الأمريكية علماً "بأنها لا تتنافس مع أية ناقلة أميركية على أي من خطوط الرحلات المباشرة وتخدم المدن التي لا تقوم الناقلات الأمريكية بخدمتها مثل كوشين، كراتشي، امريستار"، خاصة أن الخدمات المقدمة من قبل الخطوط الجوية القطرية تخدم الناقلات الأمريكية حيث تقوم القطرية بالتعاون وتزويد الناقلات الأمريكية بحركة النقل.
بما في ذلك الخطوط الأمريكية (رحلات الرمز المشترك وشريك تحالف ون وورلد) وجت بلو وغيره. وأكد التقرير أن عمليات الناقلة القطرية إلى سوق الولايات المتحدة الأميركية قد ساهمت بشكل ملحوظ في تنمية الاقتصاد من حيث الوظائف، والشحن الجوي وحركة المسافرين وذلك عبر خلق فرص عمل جديدة، وإنعاش في عمليات الشحن وحركة المسافرين ونمو (في حركة السياحة والأعمال) وتقديم الفائدة للناقلات الأمريكية الغير مشمولة ضمن أي تحالف طيران، وشركات الشحن والمطارات.
وإلى جانب استفادة المسافرين الأميركيين من خدماتها، قالت القطرية إنها ساهمت في دعم صناعة الطيران الأمريكية، حيث تسيّر الناقلة في اليوم 162 طائرة إلى 150 وجهة، 40 بالمائة منها طائرات من طراز بوينج تفوق قيمتها 19 مليار دولار أمريكي.
وبحسب تقارير دولية متخصصة في قطاع الطيران، تعد الناقلات الخليجية أفضل عميل لدى شركة بوينج الأمريكية، حيث تشير البيانات إلى أنه لغاية شهر فبراير الماضي، فإن لدى الشركة طلبيات لنحو 199 طائرة بوينج، منها 49 طائرة من طراز (بونيج 777 أي أر 300) و150 طائرة من الجيل الجديد لطراز بونيج (777 إكس).
بالإضافة إلى ذلك، فإن لدى الشركة كذلك طلبيات من الاتحاد للطيران ذات الجسم العريض، منها 69 طائرة دريملاينرز و25 طائرة من طراز 777 إكس وطائرة من طراز 777 للشحن.