سياحة الجزائر تبحث سبل تنشيط السياحة المعدنية لاستقطاب السياح
الجزائر "المسلة" … تعوّل وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية على سياحة الحمامات المعدنية، في هيكلة وبناء قاعدة متينة لسياحة الحمامات المعدنية، لاستقطاب السواح المحليين والأجانب، فالمنابع الحموية المتوفرة بالبلاد من شأنها ترقية السياحة الحموية، على غرار حمام بوحجر بولاية عين تيموشنت الذي من شأنه بعث السياحة الداخلية وذر مداخيل هامّة.
تركّز الجهات الوصية استثماراتها نحو السياحة الحموية، حيث أعارت ـ في مخطط إنعاش القطاع ـ الكثير من الاهتمام للمحطات المعدنية الهامة التي تزخر بها البلاد، والتي تشكل قيمة مضافة للمنطقة الموجودة فيها، ساعية إلى إعادة الاعتبار لها من خلال تهيئتها وفق معايير المعمول بها عالميا، خاصّة أنّها تعد وجهة للسياح المحليين والأجانب على حد سواء، للاستجمام أو العلاج بالمياه المعدنية. ومن هنا، تسعى وزارة السياحة لإخضاع حمام بوحجر الذي يحتل موقعا استراتيجيا بين ثلاثة ولايات ويقع على بعد 20 كلم من البحر إلى تهيئة واسعة، كونه لم يستفد من عملية تهيئة منذ تدشينه عام 1974، وجعله قبلة للسوّاح الباحثين عن الراحة والعلاج من مختلف الأمراض.
وأكد مدير المحطة نور الدين بلكبير لـ المحور اليومي أنّ المرفق استفاد من مبلغ 87 مليار سنتيم، في إطار مخطط تهيئة حسب المعايير والمقاييس الدولية، من طرف شركة إسبانية، كما سيستفيد من مرافق وخدمات جديدة في مستوى تطلعات السوّاح. ومن أجل ذلك، تم تسطير برنامج خاص للتّكفل بهم في أحسن الظروف؛ فحمام بوحجر يعدّ من أهم المحطات المعدنيّة في القطر الجزائري الذي يتربع على مساحة 65 هكتارا، ويقصده الزوّار من داخل وخارج الوطن، ويعدُّ أكثر المقبلين عليه ـ حسب مسؤول المحطّة ـ سكان الجنوب من ولايات ورقلة وتيندوف وتيميمون. ويضم هذا المرفق 30 غرفة و54 بنقالو وحمام تقليدي للرجال والنساء ومركز علاج صحي، ومرافق خدماتية منها مسجد ومركز تجاري ومطعم ومساحات خضراء خصَّت للأطفال.
وقال مدير المحطة المعدنية إنّ ولاية عين تيموشنت معروفة بقطاعها السياحي، ومستحيل أن يأتي الزائر ولا يتوجّه لاستكشاف الحمام الذي يعد نواة السياحة بالمنطقة، ويستقطب 70 في المائة من السوّاح، حيث يستقبل شهريا أكثر من 2400 زائر بين مختلف الشرائح من سواح ومرضى، لتوفّر منبعين لعلاج الأمراض الجلدية والمفاصل، كما يعالج أمراضا مستعصية عجز الأطباء الأوروبيين عن التكفل بها.
وعن برنامج الأسعار الذي يتحكم في إقبال وعزوف الزوّار، كشف المدير عن التحضير لبرنامج لدراستها، مشيرا إلى أنّها ستكون معقولة وفي المتناول، وسيراعى فيها الدخل. وأكد أنّ كل الأطراف من إطارات في المرفق السياحي، والوزارة الوصية ستكثف جهودها لتوفير فضاء للزوّار بأسعار في متناول الجميع، لاستقطاب السواح الجزائريين حتى لا يفروا إلى الخارج لقضاء عطلتهم في إطار تشجيع وبعث السياحة الداخليّة.