الوجهات السياحية الخارجية تتسابق لاستقطاب السياح من الإمارات
دبى "المسلة" …. كثفت الوجهات السياحية الخارجية من عروضها الترويجية في السوق المحلي؛ بهدف استقطاب السياح من دولة الإمارات لقضاء عطلة الصيف، التي تنطلق فعلياً بالتزامن مع عيد الفطر، وسط توقعات بأن تشهد سوق العطلات الخارجية ارتفاعاً قياسياً خلال الفترة من 17 يوليو الجاري وحتى نهاية شهر أغسطس المقبل، بحسب مديرين شركات سفر.
وشهدت الأسابيع الماضية سباقاً محموماً بين الوجهات السياحية في أوربا وآسيا وأستراليا وأميركا وبعض الوجهات السياحية العربية مثل مصر والمغرب ولبنان، على تقديم عروض وصفت بـ «الاستثنائية»، بما يعكس الأهمية الكبيرة التي يمثلها السائح الإماراتي بوجه خاصة والخليجي بوجه عام للقطاع السياحي في هذه الوجهات.وفي الوقت ذاته، أكدت شركات طيران ووكالات سياحة وسفر استعدادها لمناولة الأعداد القياسية المتوقعة في حركة السفر للعطلات هذا الموسم، خاصة أن فترة العطلة الصيفية هذا العام تنحصر في مدة تقل عن 45 يوماً فقط نتيجة تفضيل 95% من الأسر والعائلات السفر في أعقاب شهر رمضان.
التدفق السياحي
وفي المقابل، تتأهب الوجهات السياحية الخارجية لاستقبال التدفقات السياحة من دولة الإمارات خلال الأيام المقبلة، التي يتوقع أن تسجل نمواً في بعض الأسواق يتراوح بين 20 إلى 30%، لاسيما السوق الأوروبي بعد إعفاء مواطني الدولة من الحصول على تأشيرة الـ «شينجن»، فضلاً عن تراجع كلفة السفر إلى أوروبا في ظل الهبوط الحاد لسعر صرف اليورو.وأكد مسؤولون وخبراء في قطاع الضيافة والسفر في وجهات أوروبية، أن السياحة الإماراتية بوجه خاص والخليجية عامة، إلى أوروبا تحظى باهتمام بالغ من قبل القطاع السياحي في مختلف الأسواق الأوروبية، متوقعين أن يشهد الموسم المقبل رواجاً كبيراً في حركة السياحة بين الجانبين، في ظل التوسع الكبير في خطوط الربط الجوي بين جميع الوجهات السياحية الرئيسة في أوروبا ومطارات دولة الإمارات العربية المتحدة بحسب الاتحاد.
كما أكد عاملون في قطاع السياحة والسفر الأميركي اهتمام الوجهات السياحية في الولايات المتحدة باستقطاب السياح من دولة الإمارات، لافتين إلى أن الرحلات المباشرة لـ«طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران»، أحدثت رواجاً غير مسبوق في القطاع السياحي في العديد من المدن الأميركية خلال السنوات الأخيرة، خاصة من قبل السياح القادمين من منطقة الشرق الأوسط، وكذلك من مناطق أخرى في العالم لم تكن مرتبطة بخطوط طيران مباشرة مثل شبه القارة الهندية.من جهتها، تسعى الوجهات السياحية الآسيوية والأسترالية إلى المحافظة على جاذبيتها للسياح القادمين من الإمارات من خلال تقديم عروض وتخفيضات كبيرة تفرضها المنافسة القوية مع الوجهات الأوربية والأميركية.
التنشيط السياحي
وانعكست جهود وزارة السياحة المصرية والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي لإنعاش السياحة في الفترة الأخيرة على عدد السائحين منذ بداية العام بشكل إيجابي، حيث تشير إحصائيات شهر مايو إلى استمرار النمو في عدد السائحين القادمين إلى مصر بشكل ملحوظ مقارنة بمايو 2014، حيث ارتفع عدد السائحين الذين زاروا مختلف المقاصد السياحية في مصر بنسبة 16٫5% كما ارتفع عدد السائحين العرب الذين زاروا مصر خلال شهر مايو من العام الحالي بنسبة 23٫1% مقارنة بمايو 2014.
وتؤكد هذه الإحصائيات دور الحملات التي تم إطلاقها في الآونة الأخيرة؛ بهدف مواصلة تنشيط القطاع السياحي، حيث ساهمت هذه الحملات بإنعاش أعداد السائحين القادمين من جميع أنحاء العالم، خاصة العرب والخليجيين منهم.
وتأتي هذه الإحصائيات الإيجابية الأخيرة بالتزامن مع إطلاق وزارة السياحة لحملة «مصر قريبة»، التي تستهدف السائح العربي وقرب إطلاق الحملة الإعلانية الدولية، التي ستعيد تسليط الضوء على السياحة الثقافية.
وتهدف الحملة الجديدة إلى إبراز أهمية ومكانة المقاصد السياحية الثقافية، لا سيما بين فئتي العائلات والشباب، حيث تسعى الحملة إلى الدمج بين المقاصد السياحية الشاطئية والمقاصد السياحية الثقافية عن طريق برامج سياحية متخصصة تعود بالنفع المباشر على السائحين، ما يوفر لهم فرصة الاستمتاع بإجازات مميزة سواءً مع العائلة أو الأصدقاء.
وكشفت النتائج الإحصائية عن ارتفاع عدد السائحين الإماراتيين خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، حيث سجلت زيادة بنسبة قدرها 48٫3% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. كما حققت الإمارات زيادة في شهر مايو 2015 أيضاً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بنسبة نمو قدرها 43٫5%.
المعالم الطبيعية
ودفع النمو الملحوظ في حركة السياحة من الإمارات إلى الوجهات الأوروبية خلال السنوات الأخيرة قطاع السياحة الأوروبي إلى تقديم خيارات جديدة للمسافرين من الإمارات والمنطقة تأتي في طليعتها السياحة الريفية والعلاجية والترفيهية خاصة في بريطانيا التي تقدم خيارات متعددة لاستكشاف المعالم الطبيعية والقرى النائية والمتنزهات الريفية، فيما تنشط أيضاً السياحة العلاجية، خاصة في ألمانيا بما تضمه من منتجعات صحية وخدمات علاجية ومراكز طبية منتشرة في العديد من المدن الألمانية.ويؤكد فرانك هيلير، مدير عام فندق «ذا تشارلز» في ميونيخ أن حركة السياحة من الإمارات تشهد نمواً متزايداً عاماً بعد عام إلى الوجهات الأوروبية بنسبة تقدر بحوالي 10% بالاتجاهين خاصة إلى مدينة ميونيخ الألمانية التي تشهد زيارات متواصلة من الإمارات والخليج لا تقتصر على أوقات محددة خلال العام، بل تتواصل على امتداد ايام السنة.
مكانة بارزة
ويضيف أن دبي تتمتع بمكانة بارزة في أوساط السياح الألمان والأوروبيين عموماً، حيث تعتبر من أبرز الوجهات التي يقصدونها للسياحة من جانب وكمحطة توقف للذهاب إلى وجهات أخرى من جانب آخر. وبالمقابل تعتبر ألمانيا من أكثر الوجهات أماناً للمسافرين الإماراتيين والخليجيين، حيث يتميز الشعب الألماني بتقبله للثقافات المتعددة وترحيبه بالزوار، إضافة إلى توافر أعلى معايير الرعاية الصحية والفندقية وتسيير رحلات يومية بين الجهتين.
ويشير ستيورات جونسون، مدير عام فندق «براونز» اللندني والتابع لمجموعة «روكو فورتيه» العالمية، إلى أن السياحة الريفية تعتبر من أبرز روافد قطاع السياحة البريطانية، لافتاً إلى أن العام الحالي يشهد إقبالا متزايدا من السياح القادمين من الإمارات إلى المملكة المتحدة وخاصة لزيارة المناطق الريفية الخلابة التي شهدت أحداث أشهر القصص والروايات العالمية.
من جهته أشار، ناروز سركيس المدير العام لشركة بالحصا للسياحة والسفر، إلى أن الطلب على السفر إلى الوجهات الأوروبية شهد ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام بنسبة تصل إلى 20% على الأقل، بعد الهبوط الكبير في سعر اليورو الذي يشكل أحد العوامل الرئيسية المحفزة للسفر لأوروبا هذا العام، الذي تزامن مع تفعيل اتفاقية إعفاء المواطنين الإماراتيين من تأشيرة «شينجن».
تقلبات أسعار الصرف
بدوره، لفت محمد جاسم الريس نائب الرئيس التنفيذي للريس للعطلات، إلى أن تقلبات أسعار الصرف في الأشهر الأخيرة خاصة على صعيد الهبوط الحاد في سعر اليورو مقابل الدولار وبطبيعة الحال أمام الدرهم الإماراتي، حفز شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين على زيارة الوجهات الأوروبية، متوقعاً أن تسجل حركة السياحة من الإمارات باتجاه الوجهات الأوروبية نمواً يتراوح بين 25 إلى 30%.
ولفت إلى أن الأسواق التقليدية في الشرق الأقصى تأثرت إلى حد ما نتيجة التقلبات الواسعة في أسواق صرف العملات، لكنها ستظل محور اهتمام شريحة كبيرة من المسافرين.
الرحلات اليومية المباشرة تعزز الجذب لأستراليا
توقع أندرو أولدفيلد مدير التسويق بالشرق الأوسط لمقاطعة كوينز لاند الاسترالية، أن تستفيد بلاده من الهبوط القوي للدولار الاسترالي وتراجعه لأدنى مستوى له خلال 5 سنوات أمام الدولار الأميركي، بجذب أعداد أكبر من السياح من دولة الإمارات العربية المتحدة خلال موسم العطلات المقبل.
وأوضح هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تدفع باتجاه نمو حركة السياحة إلى استراليا هذا العام، أبرزها سهولة الحصول على التأشيرات لأستراليا بالنسبة لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلا عن توافر الرحلات اليومية المباشرة بين الإمارات وغالبية المطارات الأسترالية من خلال الرحلات التي تشغلها طيران الإمارات والاتحاد للطيران وكوانتاس وفرجين استراليا، والرحلات الأخرى غير المباشرة التي تربط دبي بأستراليا عبر سنغافورة وماليزيا وتايلاند وبروناي بالإضافة إلى طيران كاثي باسيفيك.
عروض أميركية خاصة للسائح الإماراتي
أكد رئيس جمعية السياحة في مقاطعة أورانج الأميركية، إد فولر، أن شركات الطيران الإماراتية والخليجية جحت خلال السنوات الماضية في فتح أسواق جديدة أمام قطاع السياحة في الولايات الأميركية بعد أن سيرت رحلات مباشرة ربطت الشرق الأوسط بالعديد من المدن والمطارات الأميركية، منوها بتزايد حركة السفر إلى من المنطقة إلى ولاية كاليفورنيا بشكل ملحوظ.
وأكد الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية زوار مقاطعة أورانج إد فولر، أن النمو الذي سجلته معدلات السفر من المنطقة إلى كاليفورنيا خلال الفترة الماضية حفزنا على الاستفادة من هذا الزخم من خلال إطلاق حملة خاصة بالمنطقة، منوهاً بترحيب الجمعية بالسياح من دول مجلس التعاون الخليجي عبر هذه الحملة التي تتضمن أنشطة وبرامج استثنائية وحصرية لتسليط الضوء على متعة التسوق، ونمط الحياة الترفيهية والوجهات السياحية.