أكاذيب في عالم مكشوف
بقلم : فاطمة المزروعي
لا تكمن خطورة الشائعات التي يتم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في أن يقرأها الكثير، بل تكمن في حيوية بقائها متداولة ولفترة طويلة، حتى تتحول من الكذب وعدم التصديق إلى محاولة تفهمها وإسقاطها على الواقع ثم التسليم بصحتها، ثم تبدأ في دورة جديدة وقد تلبست لبوس الحقيقة ، وإذا لم تجد من يقاومها ويفندها، فإنه ودون شك ستكون لدى الملتقي في نهاية المطاف صادقة ولا تقبل الشك أو حتى التبرير.
موضوع الشائعات نشرت فيه كتب ومؤلفات والكثير الكثير من الدراسات العلمية الدقيقة التي حددت أنواعه وأهدافه وكيفية التصدي له في عالم اليوم، حيث التقنيات الحديثة تمكنك وبضغطة زر من الحصول على أية معلومة والتأكد من صحة أي خبر، لذا لم يعد مقبولا التبرير بالجهل وعدم المعرفة.
عندما نسهم في نشر وتوزيع كلمات حاقدة محملة بالافتراءات والأكاذيب على مجتمعاتنا ووطننا، نحن نكون جزءا من حملة معادية من أدوات الإرهاب ومنظماتها الظلامية تستهدفنا، ولنتذكر جميعنا الكلمات المتداولة للمفكر في علم النفس مونتغمري بلجيون، حيث قال «يتوقف سريان الشائعة على الشك والغموض في الخبر أو الحدث، فحينما تعرف الحقيقة لا يبقى مجال للشائعة ».
هذه ببساطة الطريقة، تذكر أن الشائعة تأتي براقة جذابة وتحمل معلومة غريبة وفريدة، لكنك وبمجرد تنحيتها جانبا والتوجه نحو المصدر والتأكد، فأنت تكون قضيت عليها في مهدها، بل يمكنك المساهمة بعد التأكد من زيفها في توضيح الحقيقة .. أعتقد أن المهمة سهلة جدا، وهي الانحياز للحقيقة لا أكثر وأخذ المعلومات من مصدرها.