<img src="https://arabtourismnews.com/wp-content/uploads/2024/09/13.jpg" alt="Trulli" width="768" height="90">

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

مستقبل السياحة الرياضية في الوطن العربي بقلم د.مأمون حسين علان

مستقبل السياحة الرياضية في الوطن العربي

 

بقلم د.مأمون حسين علان

 


كلية الاثار والسياحة – الجامعة الاردنية – عمان


تعرف السياحة الرياضية بأنها تجربة السفر لاجل الاتخراط في انشطة رياضية او مشاهدتها، وغالبا ما يتم تصنيف هذا النمط السياحي الصاعد الى ثلاثة اقسام رئيسية: سياحة الاحداث الرياضية كالاولمبياد وكؤوس العالم والبطولات القارية وغيرها، وسياحة النشاطات الرياضية والتي تتضمن القيام بالسفر بممارسة بعض النشاطات الرياضية من قبل الهواة والزوار كالعاب الجولف والتزحلق على الجليد والكاياك و تسلق الجبال، والنوستالجيا الرياضية الخاصة بزيارة عوامل الجذب الرياضية المشهورة عالميا ومن الامثلة على دلك زيارة المتاحق الرياضية كمتحف ناسكار وزيارة بعض الملاعب والقاعان الرياضية المشهورة.


وقد نمت السياحة الرياضية والنشاطات المتعلقة بها نموا هائلا في السنوات الاخيرة وبلغ دخلها سنويا باخر التقديرات الى ما يزيد عن 600 مليار دولار. وقد اشارت معظم الدراسات السياحية الى الاهمية الاقتصادية والثقافية  للسياحة الرياضية، فهي وسيلة تنمية اقتصادية مهمة من خلال حقن جذب الدخل السياحي وزيادة فرص العمل وتشجيع الاستثمار السياحي وتحسين البنى التحتية والفوقية وتقوية سبل التعاوت بين مختلف القطاعات المنخرطة في التنمية السياحية. كما انها تساهم في نقل صور مشرقة وايجابية عن البلد المضيف للنشاطات الرياضية وتسهل الاتصال والتفاعل الثقافي بين الزوار والمجتمعات المحلية. وتلعب دورا حيويا في خلق منتجات او وجهات سياحية جديدة. كما انها تسهم في دعم الاتجاهات الايجابية لدى السكان والزوار نحو ممارسة الرياضة. 


على المستوى العربي شهدت السنوات الاخيرة تطورات مهمة على مستوى الاعتراف باهمية السياحة الرياضية وتطويرها على مستوى مختلف الدول العربية. ويبدو ان الصورة النمطية عن الدول العربية بانها فقط وجهات سياحة ثقافية تقدم منتجات اثرية وتاريخية فقط سوف تتغير في السنوات القليلة القادمة. فمعظم دول الخليج العربي دخلت على خاركة السياحة الرياضية العالمية، فدبي استطاعت ان تكون محطة مهمة للعديد من الفعاليات

 

الرياضية في العقد الماضي كبطولات الغولف والتنس العالمية وماراثون دبي العالمي. اما قطر فقد دخلت السياحة الرياضية من بابها الواسع من خلال حصولها على شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022. وتتضمن الخطط القطرية انفاق 100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة لتحسين البنى التحتية والفوقية وانشاء 12 ملعبا صديقا للبيئة بعتمد بشكل واضح على الطاقة الشمسية. وما زالت البحرين محطة مهمة لبطولات الفورمولا للسيارات واستقبال بعض البطولات العالمية المختلفة.  وفي تطور لافت استطاعت الاردن الحصول على حق استضافة كأس العالم للناشئات في عام 2016 مما يساهم في ادماج العنصر النسائي في تنمية السياحة الرياضية في المنطقة. ولا يمكن اغفال تطورات السياحة الرياضية المختلفة في الدول العربية الاخرى كمصر والمغرب والجزائر وغيرها.


يبدو ان السياحية الرياضية سوف تزداد تطورا وطلبا في المستقبل القريب من خلال تغيير اتجاهات وقيم الزوار بشكل ايجابي تحو مشاهدة او ممارسة النشاطات الرياضية والتطور التكنوالكتروني وتنوع القوى الاقتصادية العالمية. ويبقى مستقبل هذا النمط السياحي في الدول العربية  مرهون بقدرتها على خلق منتجات ووجهات سياحة رياضية جذابة للسياح المحليين والدوليين، واستغلال عامل المناخ المعتدل على مدار السنة في بعض الدول العربية لاستضافة مختلف انواع البطولات و تهيئة المرافق الرياضية بشكل ملائم لاستضافة البطولات الاقليمية والقارية والعالمية. ان تطوير السياحة الرياضية في الدول العربية لكفيل بتحسين الصورة النمطية عن المنطقة ونقل صورة حضارية ومشرقها عن انجازاتها التنموية في العصر الحديث و دعم الاقتصادات الوطنية وزيادة نسب الاشغال وتعظيم الدخل السياحي. فهل تشهد السنوات المقبلة انجازات السياحية الرياضية في المنطقة؟

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله