دراسة: الأردن بالمرتبة الثامنة في وجهات "السياحة الحلال"
عمان …. احتل الأردن المرتبة الثامنة في وجهات السياحة الحلال من بين الدول العشر الأولى الأعضاء في "منظمة التعاون الإسلامي" لعام 2015 مسجلا 66.4 نقطة، فيما تصدّرت ماليزيا القائمة بحصولها على 83.8 نقطة، وفق الدراسة التي أجراها موقع بوابة المسافرين المسلمين "كريسنت ريتنيغ" والماستركارد.
وفي قائمة التصنيف والإحصاء للعام 2015 حلّت الأردن في المرتبة الثامنة، تعويلاً على 8 معايير بالترتيب بدءاً من مناطق الجذب السياحي الخاصة بالعائلات انتهاء باحتياجات المسافر وسلامته.
فاكتسب الأردن 41.8 نقطة في مجموعة مناطق الجذب السياحي الخاصة بالعائلات وحصل على 89.5 نقطة ضمن معيار أمان بيئة السفر، ليكون هذا دليلا قويا على وجود بيئة سليمة وآمنة يتمتع بها السائح خلال توجهه إلى الأردن وتعدّ البيئة الآمنة السبب الرئيسي في نسبة عدد السياح إلى أي بلد وحافزا كبيرا لهم في التوجه إلى الأردن لما فيه من أمن وأمان خاصة في هذه الفترة التي تتعرض فيها منطقة الشرق الأوسط ولا سيما الدول المحيطة به من نزاعات وحروب ليكون الأردن المهرب الوحيد للسياح خلال هذه السنوات.
ويتمتع الأردن، بحسب المؤشر، إلى وضع أمني سليم خاصة أن الوضع العام في البلد يشير إلى حالة الاستقرار التي يتميز بها في هذه الأوضاع الراهنة لخلوه من النزاعات والأوبئة الصحية والكوارث الطبيعية. وباعتباره بلدا مسلما ومتسامحا دينياً لا يجد السيّاح فيه أي عوائق أو مشاكل دينية من الممكن التعرض لها خلال اقامتهم في الأردن.
وكانت نسبة الأردن من السيّاح المسلمين 30.9 سائح مسلم في العام 2015 بحسب المؤشر العام لعدد الزوار الوافدين من السياح غير المقيمين في البلد، وكان هذا المعيار أضيف مؤخراً إلى دراسة كريسنت ريتينغ ومن خلال تطبيق الملكية الذي تملكه المؤسسة تم احصاء أرقام المسلمين القادمين كما ذكرت منظمة السياحة العالمية.
وفي العام الماضي جاء الأردن في الترتيب الثامن عشر بين الوجهات السياحية الثلاثين لما يقارب 80 % من الوافدين المسلمين وكانت نسبة الأردن حينها 20 % من الوافدين المسلمين، بينما احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى.
أما بالنسبة إلى الطعام الحلال وخيارات الأطعمة المقدمة فقد حصد الأردن 80 نقطة وهي نسبة جيدة جداً لأنها واحدة من أهم الجوانب التي يهتم لها المسافر المسلم، معتبرين أنّ هذا المعيار متاح بسهولة جداً في دول منظمة التعاون الاسلامي والتي الأردن واحدة منها.
وتتمركز سنغافورة في المرتبة الأولى بين دول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي وتعد الأفضل بينهم في تقديم الطعام الحلال باعتبارها تمتلك هيئة معتمدة للأطعمة الحلال ولديها ما يقارب 10 آلاف من مصانع الأغذية الحلال المسجلة والمعتمدة.
وجاء حظ الأردن وافراً وكبيراً في عدد النقاط التي اكتسبها في توافر أماكن الصلاة والمساجد ليحصد (100 ) نقطة كاملة لوجود عدد كبير من المساجد في الأردن حيث بلغ عدد المساجد في الأردن ما يزيد على 7000 مسجد ليسجل الأردن رقماً قياسياً في عدد المساجد الموجودة. وحصلت كل من المملكة المتحدة وسنغافورة على أكبر عدد نقاط من الدول غير الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي.
80 نقطة أخرى جاءت لصالح الأردن في خدمات المطار والمرافق وهذا المعيار الذي يحدد بناء على جاهزية المطارات في توفر مختلف المرافق والخدمات التي تلبي الاحتياجات المتنوعة للمسافرين من جميع أنحاء العالم ومن المهم أيضاً تلبية كافة الاحتياجات للمسافرين المسلمين القادمين والمارين بحيث تكون المطارات قادرة على تقديم الخدمات لهم من توفير مرافق الصلاة والطعام الحلال خصيصاً في المطارات الرئيسية.
لكنّ خيارات الإقامة للسياح المسلمين قللت من مرتبة الأردن ليحصد 30 نقطة فقط، وبهذا ينخفض رصيد الأردن من النقاط.
إن معيار الإقامة للسياح المسملين هو الأهم لديهم والذي يبنى على توفر ما يلي من الطعام الحلال وعلامات القبلة للصلاة وأن لا يكون هناك كحول في الغرف وتوافر المراحيض والماء للوضوء وهذه ما يبحث عنها أي مسافر مسلم ليجعل من اقامته مريحة في الفنادق أو غيرها من أماكن الإقامة لأن نسبة كبيرة من السياح المسلمين يسافرون مع أطفالهم أو آبائهم وأمهاتهم فهذا الأمر يزيد من جاذبية الشقق الفندقية بالنسبة لهم لوجود أسرة كبيرة وعدد كبير. ونتيجة لهذا القطاع كونه الأبطأ في التكيف مع تلبية احتياجات سوق المسلمين فإنه أعطى أدنى ترجيح بين جميع المعايير ولهذا السبب نجد أن عدد النقاط التي حصدتها غالبية الدول في هذا المعيار قليلة بالمقارنة مع بقية المعايير في هذه الدراسة.
وعلى صعيد توفير احتياجات المسافر وتوعيته حصد الأردن 51 نقطة ضمن هذا المعيار الذي يحدده أسس معينة مثل النسبة المئوية للسكان المسلمين، وورش العمل والمؤتمرات والندوات وغيرها من الأنشطة التعليمية المرتبطة بمواضيع الطعام الحلال والسفر الحلال وتوفر الأسواق التي تجذب السياح.
وكشفت هذه الدراسة أنه في العام 2014 بلغ حجم الإيرادات التي حققها قطاع السياحة الحلال 145 مليار دولار بما يقارب 108 ملايين سائح مسلم، يمثلون نسبة 10 % من الاقتصاد الكلي لقطاع السياحة. وسرعان ما سترتفع هذه النسب بحسب التوقعات المرصودة للعام 2020 لتصل إلى 150 مليون سائح مسلم، ما يعني ارتفاع النسبة إلى 11 % لترتفع بذلك قيمة الإنفاق إلى 200 مليار دولار ويكون بهذا قطاع السياحة الحلال هو الأسرع نمواً في العالم.
بيد أنّ هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها فقد بدأت كريسنت ريتينغ بنشر دراساتها منذ عام 2001 تتمحور حول طرح موضوع قطاع السياحة الحلال لتعلن حينها للمرة الأولى عن الوجهات السياحية الحلال العشر الأولى ومع توالي السنوات تطوّرت الدراسات لتشمل في كل عام تفاصيل وبيانات أكثر وتصنيفات جديدة للوجهات السياحية اعتماداً على التسهيلات والخدمات التي توفرها تلك الدول للمسافرين المسلمين ومن ضمنها، الطعام الحلال والمساجد ومناطق الجذب السياحي الخاصة بالعائلات.
وتصدّرت ماليزيا المرتبة الأولى للسنة الخامسة على التوالي بعدد نقاط 83.8، وتلتها بعد ذلك تركيا في المرتبة الثانية، وجاءت الإمارات في المرتبة الثالثة، والسعودية في المرتبة الرابعة، وحلت بروناي في المرتبة العاشرة.
وتعتبر مؤسسة كريسنت ريتنيغ التي تأسست في العام 2008 أكثر المؤسسات التجارية ريادة في مجال السياحة الحلال عالمياً، كونها تستخدم أفضل الوسائل لدراسة الرؤى والتطلعات وأنماط الحياة والسلوكيات في احتياجات المسافر المسلم لتقدم له الإرشادات والتوجيهات على جميع جوانب السفر الحلال بناءً على مدى تناسب الوجهة السياحية مع متطلبات العطلات العائلية ومدى توافر التسهيلات والخدمات.
وتعد خدمات كريسنت ريتينغ معتمدة وتستخدم من قبل كل مستوى من مستويات صناعة السياحة حول العالم والهيئات الحكومية ووكلات السياحة العالمية ،والرحلة الحلال هي العلامة التجارية الشقيقة لمؤسسة كريسنت ريتينغ.
وتعد شركة ماستركارد شركة تكنولوجيا في مجال المدفوعات العالمية وتعمل في أكثر من 210 بلداً وإقليماً؛ حيث تعمل على شبكة معالجة المدفوعات وربط المستهلكين والمؤسسات المالية والحكومات والشركات على مستوى العالم.
وبحسب الدراسة فإن عدد السكان المسلمين في تزايد مستمر ويتوقع أن يصل إلى نسبة 26.5 % من سكان العالم مع حلول العام 2030. وتتمركز الغالبية العظمى من سكان العالم المسلمين في الدول الاقتصادية الأكثر نمواً مثل دول الخليج وماليزيا وتركيا واندونيسيا وهذا ما جعل المسلمين من أهم الأسواق الاستهلاكية في العالم بأسره لأن المستهلك الإسلامي هو مستهلك نموذجي باعتباره الأصغر سناً الآن ويتمتع بقدر عال من التعليم ويمتلك الدخل الأكبر وهذا ما جعله قادرا على السفر وزاد من رغبته في حب السفر والترحال وبهذا يصبح السائح المسلم الجزء الأكثر أهمية بالنسبة للشركات في جميع القطاعات.
نقلا عن الغد