تخصص ما بين 15 ألفاً إلى 100 ألف درهم ميزانية للإنفاق خلال الرحلة
الأسر المواطنة تستعد مبكراً لموسم السفر
أبوظبى …. تستعد الأسر المواطنة لموسم السفر مبكراً عبر التحضير المسبق للميزانية المالية المخصصة لتكاليف السفر، والتي غالبا ما تكون نحو دول أوروبا، حيث الجو المعتدل.
وتخصص الأسر الإماراتية ما بين15 ألفا إلى 100 ألف درهم لهذا الموسم الذي تعده من ضرورات الحياة، للترفيه عن النفس خلال فترة الإجازات السنوية بعد فترة عمل طويلة.
وتعتمد تكاليف السفر بحسب الدول المقرر السفر إليها، وعملات الصرف الدرهم مقابل عملات تلك الدول، وحسب قوة اقتصادها، وأسعار الإقامة بها.
تقول أم عبد الله وهي موظفة: ندخر أنا وزوجي مبلغاً من المال ونخصصه لسفرتنا، بصحبة أطفالنا وأمي التي ترافقنا في جميع رحلاتنا، منوهة بأن عدد أفراد العائلة يبلغ 7 أشخاص.
وأضافت لـ الاتحاد: عادة ما نبدأ بجمع المبلغ عبر جمعية مالية مع آخرين (مبالغ مالية يتم دفعها شهريا بين مجموعة من الأشخاص، وبنهاية كل شهر يتسلمها أحدهم بحسب دوره)، أو من خلال الاقتراض من العمل، حيث إن جهة عملي توفر ميزة الاستدانة بدون فائدة.
وتابعت «عادة نجهز لموسم السفر قبل 4 أشهر من حلوله، مشيرة إلى أن هناك أمورا مهمة يجب أن يضعها الشخص في اعتباره عند السفر منها اختيار الدولة التي ينوي زيارتها، والتكاليف المالية، والإجراءات الرسمية التي تلزمها تلك الدولة لزيارتها، مثل استخراج الفيزا، او الشنجن، وأسعار التذاكر والفنادق».
وأشارت إلى أنها تلجأ إلى الإنترنت لحجز الفنادق، مبينة أن الحجز عبر الموقع يوفر عليهما مادياً ومعنوياً الجهد والتعب، كما تقوم بحجز التذاكر السفر عن طريق موقع خطوط الطيران الإماراتية لثقتها بجودة الخدمة والأسعار المقبولة لشركات الطيران المحلية.
وترى أم عبدالله أن هبوط سعر صرف اليورو ساهم في تحفيز الاسر الإماراتية إلى التوجه لأوروبا.
وتستعد أم عبدالله هي وزوجها لوضع خطة مسبقة للأماكن السياحية التي ينويان زيارتها وذلك بعد اتفاقهما على الدولة، مشيرة إلى أن من ضمن برنامج الخطة تحديد المناطق بتلك الدولة، ووسائل النقل، وافضل الأماكن الترفيهية والتسويقية، وزيارة لأبرز معالمها.
وبينت أن عائلتها تنفق مبالغ مالية تتراوح ما بين80 ألفا- 100 ألف خلال فترة إقامتها التي تمتد لعشرين يوماً في احدى الدول الأوروبية وتقل تلك التكاليف للدول الآسيوية، إلا أن عائلتها تفضل أوروبا لاعتدال الجو، مقارنة بدول آسيا.
بدورها، قالت نجاة، التي تفضل أن نكنيها بأم أحمد أم عبدالله ان تكاليف السفر مرتفعة رغم تراجع سعر صرف اليورو مقابل الدرهم، مشيرة إلى أن الأسر الإماراتية تضع بالحسبان هذه النقطة عند زيارتها لأي دولة أوروبية، ولذلك فهي تفضل الحجز المبكر للدول التي تنوي زيارتها مع أولادها، مؤكدة أن جدول رحلتها لا يخلو من زيارة لبريطانيا، وتحديدا مدينة لندن التي ترى في زيارتها راحة واستمتاعا أكبر.
وأضافت أنها وبعد نهاية كل موسم سفر، تستعد لادخار مبالغ مالية بقيمة عشرة آلاف درهم من راتبها شهريا، وتخصصها لاستعدادات السفرة القادمة، موضحة أنها تفضل الإقامة في الدول التي تزورها من فترة شهر إلى شهرين، وهي فترة طويلة وتحتاج لميزانية ضخمة مالية ضخمة.
وبينت أم أحمد أنها تلجأ للبنوك للاقتراض إلى جانب المبلغ المدخر، مبينة أن السفر يكلف الكثير، منوهة بأنها تلجأ لاقتراض مبلغ بسيط، بحيث يمكنها تسديده بسهولة، ولا يعرقل سلبا على ميزانيتها المالية طوال العام.
وتحرص أم أحمد على أخذ الأدوات الصحية ومدخنها وعطورها، والعقاقير الطبية وحقيبة الإسعافات الأولية خلال سفرها، معللة ذلك بأهمية أخذ تلك الاحتياطات، والاستغناء عن معاناة البحث عن الأماكن والصيدليات التي تبيع تلك الأدوات، بالإضافة لاختلاف المنتجات التي تباع في تلك الدول عما نحن متعودون على استخدامه هنا، واختلاف مسميات والعلامات التجارية في بعض الدول.
وتختلف سفرات الشباب عن الأسر من حيث التكلفة، حيث إن سفر الأسر يكبدها مبالغ ضخمة مقارنة بسفر الشباب مع بعضهم البعض، كما يؤكد طارق سعيد (موظف) حيث بين أنه ينفق مع أصدقائه مبلغ يتراوح ما بين 15 ألفا إلى 20 ألف درهم فقط، مرجعا ذلك إلى أن الشباب يقومون بجمع مبالغ مالية من بعضهم البعض، لتغطية تكاليف الرحلة، وغالبا ما تقتصر فترة السفرة على أسبوع، وتخصص لدول ذات تكاليف مالية أقل.
وأشار طارق إلى أن التكاليف المالية لأي سفرة تختلف من شخص لآخر، وتختلف بحسب عدد أفراد الأسرة، وترتفع مبالغ الميزانية عند ارتفاع جدول الرحلة، وإنفاق الأفراد على التسوق، وشراء الهدايا، وبالنسب لرحلات الشباب فإن التكلفة تزيد بسبب تذاكر السفر، حيث يفضلون حجز مقاعد لبالغين.
من جهته، قال محمد عيد، مدير عام شركة ثراء كبيتال للاستثمار إن الفلاسفة والمنظرين اختلفوا بتحديد عدد الفوائد التي يحصل عليها المسافر، فأحدهم رصد سبع فوائد للسفر والآخر تيقن من وجود عشر فوائد للسفر وأكثر.
وأضاف «لا يمكن لأحد أن يجادل بفوائد السفر، ولكن ما يحصل اليوم في بين الاسر الإماراتية هو السفر بعد السفر، أو العودة الى الصفر».
