خطب الجمعة في العراق تطالب الدبلوماسية العراقية ب "الفاعلية" وتحذر من الاساءة للحشد الشعبي بعد تحرير الانباروالتشكيك فى القوات المسلحة
العراق / بغداد / فراس الكرباسي
تنوعت مضامين خطب الجمعة في العراق، اليوم الجمعة، فمنها طالبت الدبلوماسية العراقية ب "الفاعلية" اكثر للتعريف بجرائم داعش ودور الشعب العراقي في محاربته، وبعض الخطب حذرت من الاساءة للحشد الشعبي بعد تحرير الانبار وعدم اتهامهم ببعض التهم الباطلة كما حصل بعد تحرير تكريت من ازلام داعش، فيما دعت خطبة كربلاء الى استبدال القادة الميدانيين المتأثرين بالإشاعات لكونهم ليسوا اهلا للمسؤولية، اما في النجف فطالب خطيب الجمعة لعدم التنكيل بقوة القوات المسلحة العراقية والتشكيك بقدراتها لانهم القوة الحقيقية والاساسية في حماية البلاد من الاخطار المحدقة به.
فقد دعا ممثل المرجع السيستاني في كربلاء أحمد الصافي، الجمعة، إلى استبدال القادة الميدانيين الذين يتأثرون بالإشاعات، وأكد على ضرورة أن تكون زمام المبادرة بالمعارك ضد "الإرهاب" بيد القوات الأمنية، فيما طالب بأن يضع الشخصيات المهنية الوطنية خطط إدارة المعركة.
وقال الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة في الحضرة الحسينية، إن "على القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين أن يكونوا أكثر انتباها لما يجري في البلد في الوقت الحالي، لأن هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى إجراءات سريعة من قبلهم".
وطالب الصافي ب "ضرورة أن تكون زمام المبادرة بيد قوات الجيش والحشد الشعبي والعشائر وفق خطة محكمة تضع ستراتيجياتها شخصيات مهنية ووطنية"، مؤكدا أن "ما حدث مؤخرا ليس أشد من المعارك التي سبقتها في مدن أخرى وكانت الغلبة لمقاتلينا فيها، لكن ما حصل هو تأثر بالإشاعة التي صورت الوضع أكثر من حاله الطبيعي ".
وحذر الصافي من "الحرب النفسية وتنامي الإشاعة وانكسار المقاتلين بسبب بعض الضباط الميدانيين ربما لبساطة تفكيرهم"، داعيا إلى "فرز القادة والضباط من خلال هذه المواقف واستبدالهم بآخرين ذوي بأس شديد وان يكون القادة في الميدان دائما لتفنيد الإشاعة".
وطالب الصافي "السياسيين بتوحيد مواقفهم وخطاباتهم تجاه المتطوعين ومساعدتهم بما يحتاجونه ماديا ومعنويا".
من جهته، طالب خطيب امام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، الجهد السياسي الخارجي للعراق أن يكون على قدر المسؤولية فالعراق بأمس الحاجة للموقف الدولي، متمنيا على السياسيين الشرفاء أن يكونوا مع من يسيء الى الحشد الشعبي أكثر جدية وأكثر حزما وصرامة، معلنا اعتراضه لأي تشكيل عسكري سواء باسم الحرس الوطني وغيره يقوم على أسس طائفية ومناطقية بغيضة، موجها خطابه للقوات الأمنية أن تكون الثقة المتبادلة بين القيادات والمراتب عالية ولا نريد بديلا عنكم في حفظ أرض العراق وشعبه.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في بغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي "شهد الأسبوع الماضي حدثا مهما على مستوى العراق خاصة وعلى المستوى الإقليمي والدولي عامة وهو التدهور الأمني الذي أصاب محافظة الأنبار وبالخصوص مدينة الرمادي وسيطرة داعش على مناطق كبيرة ونزوح العوائل من المدينة والتي بدأت تتحول تدريجيا الي أرض معركة خالية من السكان ".
واضاف "لقد تعالت أصوات الاستغاثة بالحشد الشعبي لدخول الأنبار وتحريرها وعودة أهلها وبالفعل انبرى الغيارى من القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي للجيش الرديف صوب الرمادي استعدادا لخوض المعركة وجسدت فصائل الحشد الشعبي الوحدة التي كانت سببا للإنتصار في تكريت، فهل ياترى ستبقى هذه الأصوات مساندة الى ما بعد التحرير أم أنها ستتهمه بسرقة الممتلكات التي لا قيمة لها علما أن بعض السياسيين وكممثلين لتلك المناطق المنكوبة ما زالت أصوات مطالباتهم خجولة الأمر الذي لا يؤمن معه انقلابهم اعلاميا مرة أخرى لصالح أجندات خارجية لا تريد بالعراق خيرا ".
وتابع الساعدي "لذا نتمنى على السياسيين الشرفاء أن يكونوا مع من يسيء للحشد الشعبي أكثر جدية وأكثر حزما وصرامة فالعراق وشعبه أهم مصلحة من هذه الأصوات النشاز التي تاجرت بالعراق لصالح انتفاعاتها الشخصية ولصالح الجهات الخارجية الداعمة لها".
واشار الساعدي "اننا نوجه خطابنا لقواتنا الأمنية البطلة التي قاتلت ومازالت على أرض الواقع مذ عام 2003 وإلى اليوم رغم قلة عدتها وضعف تسليحها ونخاطبهم أن تكون الثقة المتبادلة بين قياداتهم ومراتبهم عالية فأنتم حماة الوطن".
وبين الساعدي "لذا نوجه خطابنا للقوات الامنية قادة ومراتب ونقول أنتم حماة هذا الوطن ولتكن الثقة والدفاع المقدس هو ما يملأ صدوركم كما لا نريد بديلا عنكم في حفظ أرض العراق وشعبه ووحدته".
وتابع الساعدي "نعلن اعتراضنا وبشده لأي تشكيل عسكري سواء بإسم الحرس الوطني وغيره يقوم على أسس طائفية ومناطقية بغيضة إذ تعد هذه المطالبات مخالفة دستورية واضحة وهي تصب في صالح أجندات أجنبية يحقق لها على المستوى القريب بقاء التناحر والإقتتال في العراق بين أبناء شعبه مناطقيا وطائفيا والذي سيحقق مستقبلا تقسيم العراق وتجزئته إلى دويلات متناحرة لا يعلم أضرارها إلا الله وحده ".
وطالب الساعدي "الجهد السياسي الخارجي للعراق أن يكون على قدر المسؤولية فالعراق بأمس الحاجة للموقف الدولي ولربما يمكن أن نستذكر مثالا للموقف السياسي الصلب لتركيا وخارجيتها الفعالة والتي منعت العالم من أن يحملها مجازر الآرمن واعتبار ما حصل على أنها جرائم إبادة رغم ما سجله التاريخ من مآس في وثائق فاقت كل التصورات إذ أبادت شعبا من مليون ونصف مواطن وحولته إلى ستين ألف خلال مدة قصيرة لا تتجاوز سنة واحدة وشردتهم في كل أصقاع العالم وكانت تلاحق المنظمات الانسانية وتمنعها من التعاون معهم أو مساعدة الأيتام، وعجز العالم أن يدينها وهذا بفضل سياستها الموحدة داخليا وقوة خارجيتها النشطة لذا اليوم نحن بأمس الحاجة على أن نحافظ على هذا البلد من شر التقسيم الذي يتمناه القاصي والداني ".
وعلى صعيد متصل، عزا إمام وخطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي، سبب سقوط الأنبار إلى "الخيانات الداخلية" وليست قوة العدو، وأشار إلى ضرورة الابتعاد عن الانهيار والإحباط، وفيما دعا إلى عدم "التنكيل" بقوة القوات المسلحة، طالب بمشاركة جميع العراقيين في الحشد الشعبي.
وقال القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية بالنجف، إن "سقوط الانبار يحتاج لوقفة لمعرفة الاسباب والمعالجات، فالكل يقول، ان السبب هو الانهيارات والخيانات الداخلية وليست قوة العدو"، مؤكدا أن "هناك 12 الفا من شرطة الانبار تركوا كامل سلاحهم وانسحبوا، وعندما سقطت الموصل تم التخلي عن احدث الاسلحة في العراق بقيمة 23 مليارا فإذن الاسباب باتت معلومة ".
وأضاف القبانجي ان "المعالجات لهذه المشكلة تتمثل بالابتعاد عن الانهيارات والاحباطات وعدم السماح بتصعيد حالة الانهيار"، مشيرا الى ان "قواتنا المسلحة وقوات الحشد الشعبي بنفس القوة وهناك استعداد كبير للتضحية".
وطالب القبانجي ب "عدم التنكيل بقوة القوات المسلحة العراقية والتشكيك بقدراتها"، مؤكدا ان "سقوط الانبار نافع لمراجعة الاخطاء ومعالجة المواقف، والخلافات السياسية يجب ان تحل ويجب دراسة تلك المشاكل".
وأشار القبانجي الى ان "قوات الحشد الشعبي قادرة على ان تحسم المعركة" مشددا على ان "القيادات الدينية والسياسية تقول، ان الحشد الشعبي لكل العراق ويجب ان يشارك فيه جميع العراقيين من شماله الى جنوبه".
من جهته، قال امام وخطيب مسجد الكوفة المعظم علي الطالقاني ان "الجهاد فريضة اوجبها الله تعالى على كل انسان يؤمن بقضيته واحقية مبدأه وضرورة الدفاع عنه ضد اي عدو خارجي يتربص به ويحاول النيل منه او القضاء عليه"، مبينا ان "الهدف من الجهاد مشروع انساني يخدم الانسانية ومنفعته يجب ان تعود على الانسانية لان الله لاينتفع من الجهاد فهو غني عن العالمين ".
ووجه الطالقاني خطابه الى امريكا "لتعلم امريكا ان ديننا وجهادنا وانسانيتنا هي دفاعنا عن الوطن والمقدسات وان الجهاد فريضة اوجبها الله تعالى على كل انسان يؤمن بقضيته واحقية مبدأه وضرورة الدفاع عنه ضد اي عدو خارجي يتربص به ويحاول النيل منه او القضاء عليه".
وتابع الطالقاني "مع انتفاء الهدف الالهي بأن ينتفع الانسان من ذلك فلا يسمى القتال جهادا بل (عراك وعسكرة) وقد يكون (اجرام واستهلاك) ووقاحة وعدم انضباط فانتفاء الانسانية من الجهاد نسف للموضوع بأكمله كما هو الحال في شذاذ الافاق وقوى الارهاب والميليشيات الوقحة فعراكهم من اجل مصالح معينه واهداف محددة لا تمت بأية صلة الى الهدف الانساني المقدس.