جيجل "المسلة" ….. تشهد الكهوف العجيبة لزيامة منصورية الواقعة على بعد 35 كلم غرب ولاية جيجل على منحدرات صخرية إقبالا كبيرا للزوار والسائحين منذ بداية موسم الاصطياف .
وتتشكل منذ الساعات الأولى من كل يوم طوابير طويلة من المصطافين أمام مدخل الكهوف العجيبة التي أعيد تجديد الجسر الحديدي الموصل إليها عوضا عن الممر القديم الذي كان من مادة الاسمنت.
وتسمح المقاييس التي أنجزت بها هذه المنشأة الفنية الجديدة (الجسر الحديدي) بتنظيم العدد الكبير من الزوار الملزمين بالدخول في شكل أفواج بما يمكن من تخفيف الضغط وتجنب الاكتظاظ بالقاعة الكبيرة للمغارة والتي تمت إضاءتها بشكل فني جميل.
وتتميز هذه الكهوف التي تم اكتشافها سنة 1917 وذلك خلال أشغال شق الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين ولايتي جيجل وبجاية بجمالها الفريد من نوعه وروعتها النادرة التي تخفي في ثنايا هندستها الجميلة أسرارا تعجز العين المجردة عن اكتشافها خاصة مظهر تلك الصواعد والنوازل المنحوتة بأشكال غريبة .
وتكتسي تلك التشكيلات الحجرية الكلسية المعروفة بالصواعد والنوازل خصوصية تجعلها تتحول إلى أشبه ما يكون بآلات موسيقية يمكننا عند العزف عليها باليد أو باستعمال وسيلة ما أن نحصل على الايقاع الذي نريده حتى ولو كان السامبا البرازيلية كما أن المغارة الفسيحة تحافظ بداخلها على درجة حرارة ثابتة تقدر ب18 درجة مئوية ونسبة رطوبة تتراوح ما بين 60 إلى 80 درجة مئوية .
والأكثر غرابة وروعة هو أن الزائر لهذه الكهوف العجيبة يمكنه أن يرى أشكالا صنعتها الطبيعة تكاد تكون نسخا طبق الأصل لمعالم ذات سمعة دولية منها "برج بيزا" بإيطاليا و "تمثال بوذا" أو تمثال أم ترضع وليدها ولا تتعب أعين الزوار من مشاهدة الأشكال والصور الكثيرة للحيوانات التي أبدعتها أنامل الطبيعة بالمغارة.
وحسب أحد المرشدين السياحيين الذين سخرتهم بعين المكان مديرية حظيرة تازة التي تشرف على تسيير المغارة فإن الجريان المستمر للمياه على الواجهات الحجرية والكلسية ومع مرور الوقت هو ما يسمح بتشكل مختلف الأشكال الموجودة ومنها الصواعد والنوازل التي تتعرض أحيانا كثيرا للتضرر على يد بعض الزائرين الذين لا يدركون القيمة الحقيقية للموقع.
ويمكن لكل زائر من خلال احترامه للمكان بأن يساهم بشكل كبير في المحافظة على هذا الموروث الطبيعي الحساس والهش وتمكين الأجيال القادمة من الاستمتاع بجماله لعدة آلاف السنوات القادمة حسبما أكده مسؤولو الحظيرة .