Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

تقارير الرقابة .. المحاباه ..وصراعه مع الدبلوماسية المصرية.. والفساد المالى الاسباب الحقيقة لإقالة هشام زعزوع

تقارير الرقابة .. المحاباه ..وصراعه مع الدبلوماسية المصرية.. والفساد المالى الاسباب الحقيقة لإقالة هشام زعزوع

 

 

تقرير يكتبه : سعيد جمال الدين

 

 

"المسلة" …. لم تكن إقالة هشام زعزوع من منصبه  كوزير للسياحة خبر مفاجىء كما يصوره البعض .. فقد هشام زعزوع بريقه كوزير منذ الإستغناء عنه فى التعديل الأخير لوزارة إبراهيم محلب والتى كانت مرشحة لتولى منصب وزير السياحة السيدة أمانى الترجمان منذ ما يقرب من تسعة شهور .. وحينما جلس " زعزوع " ببيته لمدة يومين بعدما لملم أوراقه من مكتبه وبعدما علم بأن رئيس الوزراء قد وجه له الشكر عما قدمه خلال فترة توليه المنصب .. ولولا ما اثاره البعض ممن كانوا يشغلون مناصب فى الإتحاد المصرى للغرف السياحية ، وكذلك بعض المسئولين بالغرف السياحية الذين وجدوا أن مصالحهم ستتعارض مع الأسماء التى تم ترشيحها للمنصب وخاصة وأن " زعزوع " كان مجيباً لكل طلباتهم .. فاستعانوا باصدقائهم من الإعلاميين سواء الصحفيين والمذيعين وأحسنوا توجيه حملة إعلامية منظمة هدفها المعلن هو إصلاح السياحة المصرية وفى باطنها الإبقاء على زعزوع كوزير للسياحة خلال الفترة المقبلة لإستكمال ما تم رسمه من خطط للترويج والتنشيط السياحى لمصر فى الخارج .. وكأن زعزوع لو ترك منصب  وزير السياحة لإنهارت الأخيرة إلى غير رجعة .. وأمام هذه الحملة الشعواء ضد كل من تم ترشيحه لمنصب وزير السياحة ونتيجة للضغط من قبل أحد المحافظين الذى يرتبط بعلاقة " نسب " مع أحد أهم كبار الدولة والسعى لإيقاء زعزوع .. وهو ما تحقق بالفعل .. ليعود  زعزوع  إلى منصبه مره أخرى .. وهو يعلم أن مده بقاءه لن تكون طويلة !!

 

ولعدة أسباب كانت ومازالت هى وراء الإطاحة به من منصبه كوزير للسياحة فى مقدمتها " الجليطة " وليس الدبلوماسية مع السفير ناصر حمدى رئيس هيئة تنشيط  السياحة السابق وخروجه للإعلام أكثر من مرة معلنا عدم رغبته فى بقائه فى موقعه كرئيساً للهيئة دون أن يجرى حواراً معه لإخباره بهذه الرغبة قبل إعلانه فى الصحف ، وهو ما أثار العديد من المسئولين بوزارة الخارجية معلنين إستياؤهم مما يرتكبه وزير السياحة فى حق دبلوماسى مصرى أثبت جدارته فى كل المواقع التى تولاها .. وأمام هذه الغضب تراجع زعزوع فى كلامه إلا إنه وعبر علاقاته بعدد ممن يطلقون على أنفسهم " خبراء " وهم فى الحقيقة " خرباء " منحهم الضوء الأخضر لمهاجمة " ناصر حمدى " مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت عبر الفضائيات ولم يكلف نفسه بالدفاع عنه أمام هذه الحملة الشرسة المستهدفه للإطاحة بالسفير ناصر حمدى والذى أرتأت وزارة الخارجية أنه من الأفضل أن يعود إلى بيته " الدبلوماسية " وتركه لمنصبه وعدم التجديد له، وهو ما سبباً فى خلافات بين الخارجية والسياحة حتى أن هناك دبلوماسين سابقين ومنهم السفير محمد شاكر سفير مصرسابقً فى لندن ، والسفير عبد الرؤوف الريدى السفير المصرى الأسبق بالولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم طلبوا إنهاء عمل السفبر " ناصر حمدى " إحتجاجاً " على جليطة " زعزوع " وعدم الرد على الإتهامات التى وجهت الى هذا الدبلوماسى المحترم ووقف " زعزوع " موقف المتفرج خاصة وأن من وجهه الإتهامات المغلوطة للسفير هو أحد لاصدقاء المقربين من " زعزوع " والذى قام بتعيينه عضواً فى المجلس الإستشارى للسياحة!!!

 

ولم تكن هذه الخطيئة الأولى لوزير السياحة السابق " زعزوع " ولكن كانت له العديد من  الأخطاء التى كانت سبباً فى إقالته فى المرة السابقة للتعديلات الوزارية وتستوجب لرحيله أنه كان يحابى الإخوان المسلمين خلال فترة تولى الرئيس المعزول محمد مرسى وقام بفتح الباب أمام السياحة الإيرانية لدخولها مصر بعد فترة إنقطاع وهى الأفواج التى لم تعد تدخل مصر بعد قيام ثورة 30 يونيو و4 يوليو 2013 ، وإنه لعب دوراً محورياً فى هذا الملف الإيرانى وكان رسول من قبل الحكومة لدى الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد،والتأكيد على أهمية هذه السياحة الإيرانية لمصر رغم الإنتقادات التى وجهت له وقتها من قبل الجماعات السنية وخبراء السياحة من المخاطر التى تعود لمصر من جراء إنتشار المد الشيعى فى مصر.

 


وسعيه  من خلال منصبه إلى توفيق الأوضاع لشلة خيرت الشاطر فى السيطرة على العديد من الفنادق ذات الشهرة ومنها فندق السلاملك  بالمنتزة الذى رفض إستمرار وسيم محيى الدين فى إستكمال إدارته وطرده منه فى الوقت الذى رفض أيضاُ  قيام الشركة المصرية للسياحة والفنادق "إيجوث " فى تولى مهام إدارته خلال فصل الصيف إتاحة الفرصة أمام زبانية خيرت الشاطر لوضع أيديهم على الفندق وإدارته بينما ظل الفندق حتى الأن خاوياً على عروشه.

 

 

 

كما أن هشام زعزوع كان حلقة الوصل أيضاً بين رجل الأعمال الإخوانى حسن مالك وبين حسام الشاعر صاحب شركة بلوسكاى للسياحة  وإنه سعى للضغط على رجل الأعمال السعودى إبراهيم البراهيم صاحب فندق ميريديان القاهرة وصاحب فندق شيراتون الغردقة  من أجل أن يخضع لإبتزازات رجال الشاطر والتنازل عن فندق شيراتون الغردقة.
 

ومن  الأسباب الأخرى للإطاحة بهشام زعزوع من منصبه بأن الوزير وهيئة تنشيط السياحة لم يكن لهما موقفاً وطنياً ضد الإدعاءات والمؤامرات التى تقودها تركيا ضد مصر ووقوفها بجانب جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية .. وبدلاً من عدم المشاركة فى معرض تركيا الدولى للسياحة ( الإيميت ) فى إعلان واضح بعدم المشاركة لأسباب سياسية ونتيجة لموقف  رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ..قامت الوزارة بالمشاركة فى هذا المعرض للعام الثانى على التوالى  فى الوقت الذى جمد فيه إتحاد الغرف السياحية التعاون الذى تم توقيعه مع الجانب التركى ودخوله "للفريزر "إحتجاجاً على التدخل السافر من قبل رئيس تركيا و على الموقف التركى من الثورة المصرية فى 30 يونيو 2013 والتى أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين وكأن وزارة السياحة فى وادى .. والحكومة المصرية ومواقفها المعلنة من تركيا وطرد سفيرها من مصر فى واد أخر.

 

 

أما كانت القشة التى فصمت ظهر البعير فهو التسريب للتسجيل الصوتى لوزير السياحةهشام زعزوع والذى أكد فيه إنه سيتقدم بإستقالته إلى الرئيس السيسى  حيث سيتولى منصباً مرموقاً فى الجامعة العربية"وهو رئاسة لجنة الإشراف على تنفيذ إستراتيجية السياحة العربية التابعة للمجلس، لمدة 3 سنوات بصفته "خبيرا سياحيا" وبالتالى فهو ليس فى إحتياج للوزارة .. وهو ما لم يصرح به لرئيس مجلس الوزراء الذى فوجىء بهذه التصريحات منشورة على الصحف وأدار "زعزوع " حرباً شعواء على هذه الصحف لكونها وضعته فى مأزق أمام الرئيس ورئيس مجلس الوزراء .

 


ناهيك عن التقارير الرقابة الإدارية الأخيرة – والتى سيتم الكشف عنها عبر قضايا سيتم تحويلها إلى الجهات القضائية لفحصها وإصدار أحكام بها – أشارت إلى أن الوزيرالسابق " زعزوع " قد أغمض عينيه عن الكثير من قضايا الفساد الإدارى والمالى خاصة فى صندوق السياحة ، وأن الرقابة الإدارية إستندت فى تقاريرها أن الجهازالمركزى للمحاسبات قد وجه نظر المسئولين عن الصندوق وخاصة الوزير بصفته رئيس مجلس الإدارة للمناقضات المحاسبية فى المصروفات التى يتم إنفاقها دون سندات مالية محققة ، وأن الوزير أيضاً قام بالإطاحة بمصطفى عبد اللطيف وكيل أول وزارة السياحة من منصبه كرئبساً لقطاع الشركات السياحية والمرشدين نتيجة للضغوط التى مورست على الوزير من أجل التستر على المخالفات التى قامت بها بعض شركات السياحة التى يمتلكها الأصدقاء المقربون من الوزير  وخاصة فى رحلة الحج الأخيرة ، وكذلك الفساد الذى شهده القطاع القانونى مؤخراً والتى يقوم جهاز الكسب غيرالمشروع بالتحقيق فيه للمخالفات المالية الصارخة>  

 

 

ولم يستجب هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق لكافة النداءات التى وجهها له الخبراء المحبين لمصر بضرورة إعادة النظر فى تطبيق برنامج دعم وتحفيز الطيران العارض " الشارتر " والذى تحول عهده لــ " سبوبة " للشركات والوكالات الأجنبية والتى بسببها تم إنفاق أكثر من 400 مليون جنيه  خلال فترة توليه الوزارة وهو رقم لم يتم إنفاقه عبر بدء تطبيق هذا النظام فى عهد الدكتور ممدوح البلتاجى وزيرالسياحة الأسبق .

 


كما جاءت مخالفة القوانين والضوابط المنظمة للعمل بالاتحاد المصرى للغرف السياحية في الموافقة على إجراء انتخابات مجالس إدارتها الجديدة دون لائحة جديدة لتنظيم الانتخابات والعمل بالاتحاد، ليقضى على فرصة استمرار زعزوع في منصبة وخاصة بعدما تم رفع عدد كبير من الدعاوى القضائية ضده.

 

 

إن الكوارث والمشاكل التى تفجرت فى فترة تولى هشام زعزوع وزارة السياحة تعد مأساة بكل المقاييس.. ولكنه لم يسمع لصوت العقل مكتفياً بأن يفتح آذانه فقط للمقربين منه .. والذين كانوا أول المستفيدين .. وهم أيضاً أول المتهربين منه !!!!

 

لقد كنا نضع آمالاً كثيرة على نجاح هشام زعزوع كوزير للسياحة وأن يضع القطاع السياحى على الطريق الصحيح من خلال الخبرات  التى أكتسبها عبر تدرجه فى المناصب من مدير عام إتحاد الغرف السياحية، ثم معاوناً لوزير السياحة " زهير جرانه " ، ثم مساعداً أول لوزير السياحة " منير فخرى عبد النور " خاصة وأن المناصب الثلاثة السابقة لتوليه منصب الوزير كان يجمع فيها كل المشاكل التى تعترض القطاع ومعرفته بالحلول إلا إننا وللأسف الشديد دخل الوزارة .. وخرج منها بخفى حنين لم يضع أى بصة تذكره فى تاريخها .. وفقد تعاطف أصدقائه – ليس من طائفة المستفيدين منه – الذين باءت جميع محاولاتهم تقديم النصح  له إلا إنه الإستخفاف بآرائهم كان السبيل منه كلما بادروه بالنصح !!!

 

إنى أريد الإصلاح ما أستطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .. وعلى الله قصد السبيل

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله