تقارير الرقابة .. المحاباه ..وصراعه مع الدبلوماسية المصرية.. والفساد المالى الاسباب الحقيقة لإقالة هشام زعزوع
"المسلة" …. لم تكن إقالة هشام زعزوع من منصبه كوزير للسياحة خبر مفاجىء كما يصوره البعض .. فقد هشام زعزوع بريقه كوزير منذ الإستغناء عنه فى التعديل الأخير لوزارة إبراهيم محلب والتى كانت مرشحة لتولى منصب وزير السياحة السيدة أمانى الترجمان منذ ما يقرب من تسعة شهور .. وحينما جلس " زعزوع " ببيته لمدة يومين بعدما لملم أوراقه من مكتبه وبعدما علم بأن رئيس الوزراء قد وجه له الشكر عما قدمه خلال فترة توليه المنصب .. ولولا ما اثاره البعض ممن كانوا يشغلون مناصب فى الإتحاد المصرى للغرف السياحية ، وكذلك بعض المسئولين بالغرف السياحية الذين وجدوا أن مصالحهم ستتعارض مع الأسماء التى تم ترشيحها للمنصب وخاصة وأن " زعزوع " كان مجيباً لكل طلباتهم .. فاستعانوا باصدقائهم من الإعلاميين سواء الصحفيين والمذيعين وأحسنوا توجيه حملة إعلامية منظمة هدفها المعلن هو إصلاح السياحة المصرية وفى باطنها الإبقاء على زعزوع كوزير للسياحة خلال الفترة المقبلة لإستكمال ما تم رسمه من خطط للترويج والتنشيط السياحى لمصر فى الخارج .. وكأن زعزوع لو ترك منصب وزير السياحة لإنهارت الأخيرة إلى غير رجعة .. وأمام هذه الحملة الشعواء ضد كل من تم ترشيحه لمنصب وزير السياحة ونتيجة للضغط من قبل أحد المحافظين الذى يرتبط بعلاقة " نسب " مع أحد أهم كبار الدولة والسعى لإيقاء زعزوع .. وهو ما تحقق بالفعل .. ليعود زعزوع إلى منصبه مره أخرى .. وهو يعلم أن مده بقاءه لن تكون طويلة !!
ولعدة أسباب كانت ومازالت هى وراء الإطاحة به من منصبه كوزير للسياحة فى مقدمتها " الجليطة " وليس الدبلوماسية مع السفير ناصر حمدى رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق وخروجه للإعلام أكثر من مرة معلنا عدم رغبته فى بقائه فى موقعه كرئيساً للهيئة دون أن يجرى حواراً معه لإخباره بهذه الرغبة قبل إعلانه فى الصحف ، وهو ما أثار العديد من المسئولين بوزارة الخارجية معلنين إستياؤهم مما يرتكبه وزير السياحة فى حق دبلوماسى مصرى أثبت جدارته فى كل المواقع التى تولاها .. وأمام هذه الغضب تراجع زعزوع فى كلامه إلا إنه وعبر علاقاته بعدد ممن يطلقون على أنفسهم " خبراء " وهم فى الحقيقة " خرباء " منحهم الضوء الأخضر لمهاجمة " ناصر حمدى " مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت عبر الفضائيات ولم يكلف نفسه بالدفاع عنه أمام هذه الحملة الشرسة المستهدفه للإطاحة بالسفير ناصر حمدى والذى أرتأت وزارة الخارجية أنه من الأفضل أن يعود إلى بيته " الدبلوماسية " وتركه لمنصبه وعدم التجديد له، وهو ما سبباً فى خلافات بين الخارجية والسياحة حتى أن هناك دبلوماسين سابقين ومنهم السفير محمد شاكر سفير مصرسابقً فى لندن ، والسفير عبد الرؤوف الريدى السفير المصرى الأسبق بالولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم طلبوا إنهاء عمل السفبر " ناصر حمدى " إحتجاجاً " على جليطة " زعزوع " وعدم الرد على الإتهامات التى وجهت الى هذا الدبلوماسى المحترم ووقف " زعزوع " موقف المتفرج خاصة وأن من وجهه الإتهامات المغلوطة للسفير هو أحد لاصدقاء المقربين من " زعزوع " والذى قام بتعيينه عضواً فى المجلس الإستشارى للسياحة!!!
ولم تكن هذه الخطيئة الأولى لوزير السياحة السابق " زعزوع " ولكن كانت له العديد من الأخطاء التى كانت سبباً فى إقالته فى المرة السابقة للتعديلات الوزارية وتستوجب لرحيله أنه كان يحابى الإخوان المسلمين خلال فترة تولى الرئيس المعزول محمد مرسى وقام بفتح الباب أمام السياحة الإيرانية لدخولها مصر بعد فترة إنقطاع وهى الأفواج التى لم تعد تدخل مصر بعد قيام ثورة 30 يونيو و4 يوليو 2013 ، وإنه لعب دوراً محورياً فى هذا الملف الإيرانى وكان رسول من قبل الحكومة لدى الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد،والتأكيد على أهمية هذه السياحة الإيرانية لمصر رغم الإنتقادات التى وجهت له وقتها من قبل الجماعات السنية وخبراء السياحة من المخاطر التى تعود لمصر من جراء إنتشار المد الشيعى فى مصر.
أما كانت القشة التى فصمت ظهر البعير فهو التسريب للتسجيل الصوتى لوزير السياحةهشام زعزوع والذى أكد فيه إنه سيتقدم بإستقالته إلى الرئيس السيسى حيث سيتولى منصباً مرموقاً فى الجامعة العربية"وهو رئاسة لجنة الإشراف على تنفيذ إستراتيجية السياحة العربية التابعة للمجلس، لمدة 3 سنوات بصفته "خبيرا سياحيا" وبالتالى فهو ليس فى إحتياج للوزارة .. وهو ما لم يصرح به لرئيس مجلس الوزراء الذى فوجىء بهذه التصريحات منشورة على الصحف وأدار "زعزوع " حرباً شعواء على هذه الصحف لكونها وضعته فى مأزق أمام الرئيس ورئيس مجلس الوزراء .
ولم يستجب هشام زعزوع وزير السياحة الأسبق لكافة النداءات التى وجهها له الخبراء المحبين لمصر بضرورة إعادة النظر فى تطبيق برنامج دعم وتحفيز الطيران العارض " الشارتر " والذى تحول عهده لــ " سبوبة " للشركات والوكالات الأجنبية والتى بسببها تم إنفاق أكثر من 400 مليون جنيه خلال فترة توليه الوزارة وهو رقم لم يتم إنفاقه عبر بدء تطبيق هذا النظام فى عهد الدكتور ممدوح البلتاجى وزيرالسياحة الأسبق .
إن الكوارث والمشاكل التى تفجرت فى فترة تولى هشام زعزوع وزارة السياحة تعد مأساة بكل المقاييس.. ولكنه لم يسمع لصوت العقل مكتفياً بأن يفتح آذانه فقط للمقربين منه .. والذين كانوا أول المستفيدين .. وهم أيضاً أول المتهربين منه !!!!
لقد كنا نضع آمالاً كثيرة على نجاح هشام زعزوع كوزير للسياحة وأن يضع القطاع السياحى على الطريق الصحيح من خلال الخبرات التى أكتسبها عبر تدرجه فى المناصب من مدير عام إتحاد الغرف السياحية، ثم معاوناً لوزير السياحة " زهير جرانه " ، ثم مساعداً أول لوزير السياحة " منير فخرى عبد النور " خاصة وأن المناصب الثلاثة السابقة لتوليه منصب الوزير كان يجمع فيها كل المشاكل التى تعترض القطاع ومعرفته بالحلول إلا إننا وللأسف الشديد دخل الوزارة .. وخرج منها بخفى حنين لم يضع أى بصة تذكره فى تاريخها .. وفقد تعاطف أصدقائه – ليس من طائفة المستفيدين منه – الذين باءت جميع محاولاتهم تقديم النصح له إلا إنه الإستخفاف بآرائهم كان السبيل منه كلما بادروه بالنصح !!!
إنى أريد الإصلاح ما أستطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .. وعلى الله قصد السبيل