Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

“داعش” يدمر مدينة نمرود الأثرية في نينوى

"داعش" يدمر مدينة نمرود الأثرية في نينوى
 


التدمير المتعمد للتراث الثقافي العراقي جريمة حرب … يونسكو

حجم الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي العراقي هائل جدا … سعد إسكندر

"داعش" يريد أن يجعلنا أمة بلا ذاكرة، ويرسم لنا ذاكرة مشوهة … باحث إسلامي

على دول العالم مساعدة العراق لحماية ما تبقى من آثاره … وكيل وزارة السياحة والآثار




سميرة علي مندي


أدانت وزارة السياحة والآثار العراقية قيام مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بتدمير وتجريف مدينة نمرود الأثرية في الموصل، داعية المجتمع الدولي الى التحرك لوقف جرائم هذا التنظيم بحق آثار العراق وتاريخه وحضارته.


ويأتي تدمير نمرود بعد أسبوع من نشر تنظيم "داعش" شريط فيديو يظهر مسلحيه وهم يدمرون تماثيل ومنحوتات من الحقبة الآشورية في مدينة الموصل التي يسيطرون عليها منذ حزيران العام الماضي.


وأعلنت وزارة السياحة والآثار في بيان أن داعش قامت بالاعتداء على مدينة نمرود الاثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الاثرية التي تعود الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده.

وكيل وزارة السياحة والآثار قيس حسين رشيد أكد لإذاعة العراق الحر أن عمليات التدمير والتجريف بدأت بعد ظهر الخميس، وإستهدفت مساحات واسعة من مدينة نمرود الأثرية وهي العاصمة الثانية للآشوريين ومساحتها تصل الى ثلاثة كيلومترات مربعة، مضيفا انها خسارة كبيرة وجريمة جديدة تضاف الى جرائم داعش على حد تعبيره.


كما أنتقد رشيد طائرات التحالف الدولي لأنها لم تتحرك رغم أنها قادرة على رصد عمليات التجريف والتدمير الواسعة للآثار العراقية والتي يقوم بها تنظيم داعش في الموصل.


ووصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تدمير تنظيم "الدولة الإسلامية" لآثار نمرود ب "تطهير ثقافي" وجريمة حرب. وقالت مدير عام المنظمة ايرينا بوكوفا إن "التدمير المتعمد للتراث الثقافي يشكل جريمة حرب". ودعت "جميع المسؤولين السياسيين والدينيين في المنطقة إلى الوقوف في وجه هذه الهمجية الجديدة".


مدير عام دائرة العلاقات والإعلام في وزارة السياحة والآثار قاسم طاهر السوداني بين أن الوزارة تواصل التنسيق مع منظمة اليونسكو لوقف عمليات تهريب الآثار العراقية والتنديد بممارسات داعش في إستهداف الآثار والثقافة العراقية، مؤكدا لإذاعة العراق الحر أن أغلب القطع الأثرية التي قام عناصر داعش بتدميرها داخل متحف الموصل كانت قطع أصلية.

ويؤكد ممثل العراق في اللجنة الدولية لاستعادة الممتلكات الثقافية سعد بشير إسكندر أن حجم الأضرار التي لحقت بالتراث والموروث الثقافي العراقي هائل جدا ويصعب حصرها بسبب صعوبة الحصول على المعلومات الدقيقة من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الذي يواصل تدمير ونهب وتهريب الاثار والمخطوطات لتمويل عملياتها وذلك عبر تركيا والأردن ولبنان.

بهاء المياح رئيس منظمة إستبدال الممتلكات الثقافية النمساوية في فيينا قال لإذاعة العراق الحر إن ما يقوم به داعش من تدمير وتهريب للآثار متوقع، وعمليات التهريب تتم عبر دول معروفة، وتباع في مزادات عالمية معروفة. ويرى المياح أنه ليس هناك جدية حقيقة في الدولة الغربية لمحاربة تهريب الآثار، والإتفاقيات الدولية ناقصة في الحد من ظاهرة تهريب الآثار، فهي تقتصر على إتفاقية 1970 وإتفاقية 1954 وهي إتفاقيات غير كافية ولا تتلائم مع الظروف الراهنة، داعيا الى مراجعة هذه الإتفاقيات والمعاهدات، و إصدار قرار من مجلس الامن يلزم الدول الأعضاء بمحاربة تهريب وبيع الآثار العراقية.

ويشبه مختصون بالتراث و الدراسات الإسلامية هجمات تنظيم الدولة الإسلامية داعش على التاريخ الثقافي العراقي بتدمير طالبان الافغانية لتماثيل بوذا في باميان عام عام 2001.


ويقول الباحث في الفكر الإسلامي الشيخ غيث التميمي في حديث لإذاعة العراق الحر "إن التيارات الأصولية المتشددة، تستهدف المعالم الأثرية والحضارية كما فعلت طالبان عند تفجير تمثال بوذا في أفغانستان وهكذا فعلت تنظيمات القاعدة وبنتها داعش فهي تستهدف الآثار العراقية، وكأنها تريد إفراغ هذه البلدان والمجتمعات من عمقها التاريخي والحضاري، لكي تجعلنا أمة بلا ذاكرة ولترسم لنا ذاكرة مشوهة، ملبدة بالغيوم من العنف والتطرف والدم والإرهاب ".

 


قيس حسين رشيدوبحسب وكيل وزارة السياحة والآثار العراقية فأن تنظيم داعش ومنذ أن سيطر على الموصل قام بعمليات حفر وتنقيب غير شرعية وعشوائية لأكثر من 1700 موقع أثري، ودمر معظم الكنائس والمراقد الدينية أبرزها مرقد النبي يونس، ومقام السيدة زينب في سنجار، وتفجير قلعة تلعفر والان يقوم التنظيم بتفخيخ أسوار نينوى تمهيدا لتدميرها عند بدء عملية تحرير الموصل.

 

 

 


يذكر أن مدينة نمرود شيدت عام 1250 قبل الميلاد. وكانت العاصمة الثانية للإمبراطورية الآشورية الجديدة.


ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر عشائري في الموصل قوله: "جاء أعضاء الدولة الإسلامية الى مدينة نمرود الأثرية ونهبوا ما بها من أشياء قيمة ثم بدأوا يسوون الموقع بالأرض،" وأضاف "كانت هناك تماثيل وجدران وقلعة دمرتها الدولة الإسلامية تماما."


وبحسب رويترز فان علماء الآثار نقلوا معظم أشهر القطع المتبقية في نمرود، ومنها تماثيل ضخمة لثيران مجنحة تعرض الآن في المتحف البريطاني في لندن، كما نقلوا المئات من الأحجار الثمينة والقطع الذهبية إلى بغداد.

ويؤكد وكيل وزارة السياحة والآثار قيس حسين رشيد أن المدينة الأثرية شهدت أعمال تنقيب أثرية منذ القرن التاسع عشر. وكان عالم الآثار البريطاني ماكس مالاوان وزوجته الكاتبة الشهيرة أغاثا كريستي عملا في نمرود في خمسينات القرن الماضي، وعاشت الكاتبة فترة في المدينة وكتبت عددا من رواياتها. وقال رشيد في مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف من العاصمة بغداد، إن على دول التحالف الدولي والعالم مساعدة العراق لحماية ما تبقى من آثاره.


وفي رده على سؤال حول تشبيه عناصر تنظيم داعش تدميرهم للتماثيل والقطع الأثرية في متحف الموصل بما قام به المسلمون في بداية الإسلام، من تدمير للأصنام التي كانت تستخدم للعبادة، رفض المسؤول العراقي هذا التشبيه، مؤكدا ان داعش فئة ضالة لا علاقة لها بالإسلام ولا أحد في العراق يعبد التماثيل والآثار، وهي حجة يضحكون بها على أنفسهم وعلى العالم، بحسب تعبيره.


وكانت الحكومة العراقية أعادت الأسبوع الماضي بشكل رسمي، افتتاح المتحف الوطني في العاصمة بغداد، بعد نحو 12 عاما من تعرضه لنهب عقب أحداث عام 2003، وأكدت أن إفتتاح المتحف جاء ردا على قيام داعش بتدمير متحف الموصل.


ويؤكد المسؤول العراقي أن هناك إقبالا كبيرا من قبل المواطنين على زيارة المتحف، خاصة بعد المشاهد المحزنة التي شاهدوها على مواقع التواصل الإجتماعي من تدمير داعش لمتحف الموصل، مازاد من إرتباط العراقيين أكثر بآثار وحضارة بلدهم.

 

المصدر: موقع اذاعة العراق الحرة

بمشاركة مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد سعد كامل

 

سميرة علي مندي

سميرة علي مندي

[email protected]

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله