خطب الجمع في العراق تستنكر هدم الاثار العراقية من قبل داعش وتعتبر تشكيل مجلس الحكماء انقاذ للبلاد
انتفدت تخفيض رواتب الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج
علماء العراق ينددون فى خطب الجمعة بقرار أغلاق جميع المساجد والحسينيات الشيعية في السودان
العراق / بغداد / فراس الكرباسي
تناولت خطب الجمع في العراق باهتمام بالغ مقترح احد مراجع النجف بضرورة تشكيل مجلس الحكماء لإنقاذ للبلاد، منتقدة تخفيض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رواتب الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج، واصفة جريمة تهديم الاثار العراقية من قبل عناصر داعش بالجريمة البشعة، منددة بموقف حكومة السودان الرسمي بأغلاق جميع المساجد والحسينيات الشيعية.
فقد أنتقد ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في كربلاء السيد أحمد الصافي، اليوم الجمعة، تخفيض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رواتب الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج، وطالب بتخفيض مصروفاتها "غير المهمة"، وفيما دعا الحكومة إلى تفعيل القطاع الخاص لاستيعاب الخريجين، شدد على ضرورة غلق الحدود أمام المنتجات الزراعية التي تنافسه.
وقال الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة في الحضرة الحسينية، إن "الطاقات العملية في العراق كثيرة ولابد من توفير البيئة والدعم الحكومي لها وهناك طلبة عراقيين يطمحون لإكمال الدراسات العليا ويأتون للبلد بعلم وقد سعت الدولة لتوفير فرص الدراسات العليا في داخل البلاد وخارجه"، منتقدا "تخفيض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رواتب الطلبة المبتعثين للدراسة في مختلف الدول بشكل غير منصف ولا يكفي لتوفير نصف متطلبات دراستهم ".
وأكد الصافي أن "على الدولة التزامات تجاه هؤلاء الطلبة ولابد من مراعاتها ومراجعة القرارات التي تضعف من موقفهم ورعايتهم بشكل كامل"، مستدركا أننا "نعلم أن ذلك القرار هو بسبب العجز بالميزانية لكن تخفيض رواتب المبتعثين للخارج هو نقض للغرض الذي أرسلوا من أجله".
ودعا الصافي "وزارة التعليم العالي إلى مراعاة الأولويات وتقديم قضية الطلبة في الخارج على الأمور الأخرى من المصاريف التي تحظى بهذه الدرجة من الأهمية"، مشيرا إلى أن "السنوات الأخيرة شهدت تزايد أعداد الخريجين الذين يعانون من عدم توفر فرص العمل لهم بالمؤسسات الحكومية"، مؤكدا "عجز تلك المؤسسات عن استيعاب هذه الكم من الخريجين لا سيما وأن عدد الجامعات في ازدياد في البلاد خلال السنوات الأخيرة".
وطالب الصافي "الدولة العراقية وأصحاب القرار بالسعي لحل مشكلة الخريجين وإيجاد فرص عمل لهم"، مشددا على ضرورة "تفعيل وتنشيط القطاع الخاص والاهتمام به وتحويل بعض أنشطة الدولة عليه وبأنظمة محددة لاستيعاب الخريجين والاستفادة منهم في بناء البلد".
من جهته، حث السيد رسول الياسري إمام وخطيب جامع الرحمن ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي حكماء المجتمع وزعماء العشائر وأعيان البلد على التحرك والمشاركة في حل المشاكل ومعالجة القضايا المهمة، معتبرا دعوة المرجعية في النجف بتشكيل مجلس للاعيان او الحكماء هو الحل الواقعي والامثل للبلاد وانقاذ للعراق والعراقيين من المشاكل المستعصية.
وقال الياسري ان "المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي وخلال لقائه بجمع من شيوخ ووجوه العشائر من السنة والشيعة في مقره بالنجف الاشرف دعاهم الى تشكيل مجلس للاعيان او الحكماء ولا مانع من ان يكون ذلك وفق تقنين دستوري"، مضيفا ان "مجلس الاعيان سوف يقوم بمعالجة وحل عدد من القضايا المهمة كحل النزاعات والصراعات التي تحصل بين العشائر كالذي حصل مؤخرا في شمال البصرة وادى الى مقتل وجرح العديد من الاشخاص وترويع المدنيين والابرياء وانقطاع ارزاق المئات من الناس وفصل عدد كبير من الموظفين وطلبة الجامعات لعدم قدرتهم على الدوام وغير ذلك من التداعيات ".
وتابع الياسري "مجلس الاعيان سيقوم بالمشاركة في تعبئة المقاتلين لصد الارهاب ودحره وحماية النفوس والاعراض والممتلكات من الفساد والتخريب ومن ادوار المجلس ايضا هو بذل الجهود في اقناع الكثير من الشباب الذي تورطوا في الانضمام الى الجماعات الارهابية بسبب غسيل الدماغ الذي تعرضوا له والحرمان الذي يعيشونه فيقوم المجلس بترشيدهم وكفالتهم واعادة دمجهم في المجتمع والسعي لإيجاد حياة كريمة لهم ".
واشار الياسري ان "من مهام المجلس حسب نظرة المرجعية هو حفظ وحدة المجتمع وتماسكه وردم الفجوات التي يصنعها البعض لمصالح يراها، ولأن الكثير من العشائر تضم تنوعا طائفيا داخلها وعلاقات المصاهرة وروابط اجتماعية فيما بينها على تمام مساحة العراق فإنها أقدر من ألف مؤتمر للمصالحة الوطنية على حفظ هذه الوحدة وإعادة كلمة الاخوة لأبناء الوطن الواحد، ولدينا نموذج صالح على ذلك في التعاون الصادق بين اهالي بلد والضلوعية مما جعلهم قادرين على مقاومة كل هجمات الارهابيين الشرسة على الضلوعية طيلة ستة اشهر حتى قضوا عليها تمام بفضل الله تبارك وتعالى ".
وبين الياسري "يتحتم على المجلس بث الروح الوطنية ومقاومة مشاريع التقسيم والتفتيت التي ينادي بها البعض في داخل العراق وخارجه، وان انتشار العشائر على تمام محافظات العراق كفيل بحفظ وحدة العراق والشعور بالهوية الوطنية".
واكد الياسري ان "المرجعية تضع على عاتق مجلس الحكماء ممارسة الدور الرقابي على أداء السياسيين وسائر موظفي الدولة باعتبارهم سلطة خامسة يستطيعون من خلالها خلق رأي عام وموقف موحد لتصحيح الفساد والانحراف وفضح المسيئين، وحينئذ سنستطيع الحد من الفساد الذي خرب مؤسسات الدولة وأهدر المال العام وأضاع مصالح البلاد وكذلك إيصال صوت المحرومين والمظلومين واصحاب الحقوق من عامة الشعب الذين لا يستطيعون ايصال صوتهم ولا يصغي اليهم احد من المسؤولين ".
وعلى صعيد متصل، قال امام وخطيب جمعة مسجد الكوفة المعظم السيد علي الطالقاني ان دماء العراقيين الطاهرة التي تسيل يوميا على تراب هذا الوطن الجريح لن تذهب سدى عند الله، مؤكدا في خطبته في مسجد الكوفة المعظم امام اتباع التيار الصدري ان "دماء العراقيين الطاهرة التي تسيل يوميا على تراب هذا الوطن الجريح لن تذهب سدى عند الله وستدهش اسرائيل وامريكا بنصر الله ونصر لهذا الشعب والوطن وهو ايماننا وتنطق به ثوابتنا ".
وعن تهديم الاثار العراقية من قبل عناصر داعش، بين الطالقاني انه "لا يوجد وصف يتناسب مع بشاعة الجريمة التي قامت بها عصابات الاجرام والفوضى التكفيرية"، لافتا ان "ما فعلوه من طمس لمعالم الحضارة الانسانية والاثار العراقية لهو خير دليل على انها جاءت لتدمر كل مكتسب انساني ".
واوضح الطالقاني "مخطئ كل من تصور ان عصابات التكفير قد جاءت لتستهدف طائفة او مكون بعينه لذلك من الافضل ان يكون خيار الجميع اليوم هو عراق واحد موحد وما عدوه فلن يكون سوى مشروعا ناقصا وخاليا من النضوج او خادما لهذا التنظيم ومساعدا على اتساع رقعة اجرامية.
ومن جانبه فقد اكد امام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي ان مشروع المصالحة الوطنية هو مشروع دستوري مطروح على الارض وهو ليس مشروعا هامشيا ويجب على الجميع المشاركة في تحقيقه مؤكدا ان تفعيله وتجسيده على الارض يتطلب الامور عدة امور منها اعطاء الاستحقاقات الدستورية للجميع والكل يطالب بما كفله له الدستور من حقوق والايمان بالعراق وعملية البناء السياسي الجديد والمشاركة بالبناء على اساس دستوري وانتخابي وادانة الارهاب والاصطفاف ضده وان يشترك الجميع في تحرير العراق من دنس الارهاب وتجريم البعث وادانته وحظر مشاركته سياسيا ".
كما رحب القبانجي في خطبة صلاة الجمعة بالنجف "بمشاركة العراق في مؤتمر القمة العربية المزمع انعقادها في شرم الشيخ وتلبية الدعوة للمشاركة"، داعيا "الزعامات العربية الی الخروج من البروتوكولات وان يكونوا اكثر فاعلية في توفير المناخات والادوات لتحقيق الامن القومي العربي"
واضاف القبانجي "يجب تناول التهديدات الداخلية والخارجية التي تمس وتهدد الامن في البلدان العربية ويقف على راس التهديدات الداخلية التنظيمات الارهابية و داعش والقاعدة والنصرة والسياسات التكفيرية والمناخات الفكرية الطائفية"، مؤكدا ان "اسرائيل والسياسات الاستكبارية العالمية لا تريد الاستقرار للامه العربية الإسلامية وهنا يجب ادانه جميع التصرفات التي تقوم بها اسرائيل وغيرها في احتضان الارهابيين ومعالجه جرحاهم وتقديم الدعم المالي والعسكري وتسهيل دخول المقاتلين الى العراق وسوريا ".
منددا "بوجود سياسات تؤدي الى فرقه الامن القومي وهي سياسات داعشية مثل التي يمارسها النظام البحريني في قمع ومصادره الحريات والحبس والتهميش الطائفي"، منددا "بموقف حكومة السودان بالأمس حيث اتخذت قرارا رسميا بأغلاق جميع المساجد والحسينيات الشيعية التابعة الى شيعه اهل البيت بحجه تهديد الوحدة الوطنية "، وقال القبانجي" هنا نحن نستغرب من هذا الموقف وعلى الدول العربية محاربه الفكر المتطرف والسياسات القمعية مع الشعوب ونحن نستهجن وندين الاعمال الوحشية التي تقوم بها منظمه بوكو حرام في نيجيريا ضد المسلمين ".
وفي شان اخر رحب القبانجي "باحتضان النجف الاشرف بما تمثله العاصمة الدينية مؤتمرا تكريميا لعلماء الدين المبلغين الحشد الشعبي المجاهدين في ساحات القتال التابعين للحوزة الدينية وقد وجهت عدة رسائل من هذا المؤتمر منها ان الحوزة العلمية معكم وان مشروعكم صحيح وعملكم صالح ومن يقتل في هذا الطريق يموت شهيدا والتصميم على حسم المعركة بإرادة عراقية وليست خارجية كما يريد لها البعض، والالتزام بتوجيهات المرجعية التي تمثل شريعة الله تعالى وتوصياته عجلت بالنصر على اعداء الدين والانسانية، وان المقاتلين من ابناء الحشد الشعبي وبالخصوص من الشيعة لا يريدون ان يمنوا على مناطق يحررونها بل هم من يسارعوا الى اعطائها الى اهلها ".