دراسة تحدد المعايير العلمية لحماية التوابيت الحجرية المكتشفة بوزارة الآثار
القاهرة "المسلة" المحرر الآثرى….. قدم الدكتور ربيع راضى مدير عام ترميم قصور ومتاحف رئاسة الجمهورية دراسة علمية تحت عنوان "دراسة علاج وصيـــــانة التوابيـــت الحجرية الملونة تطبيقا على تابوت حجرى ملون بالمخزن المتحفى بأطفيح " فى الملتقى العلمى الأول لترميم وصيانة الآثار " الآثار الحجرية بين التلف والصيانة " فى الفترة من 1 إلى 2 فبراير بمدرسة ترميم الآثار بمدينة نصر تحت رعاية الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار.
وصرح الدكتور ربيع راضى بأن الدراسة ألقت الضوء على عوامل التلف التى تتعرض لها التوابيت الحجرية الملونة سواء فى بيئة الدفن أو بيئة التعريض ففى بيئة الدفن تتعرض هذه التوابيت الملونة لضغط رواسب التربة والذى يؤدى إلى تهشمها وتأثير الأملاح الناجمة عن وجود الماء الأرضى والتى تؤدى لنمو الكائنات الحية الدقيقة وأن الكشف الخاطئ لهذه التوابيت الحجرية الملونة وإنتقالها من حالة الإتزان فى بيئة الدفن إلى بيئة التعريض يؤدى إلى تعرضها لضغوط أخرى من اختلاف درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة النسبية تتسبب فى شروخ وفقدان للألوان وتكون أحماض تتفاعل مع مادة التوابيت الحجرية مما يؤدى إلى فقدان الأثر وتدهوره.
ومن جانبه يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن الدراسة حددت المعايير العلمية لمعالجة عوامل التلف بالتوابيت الحجرية تطبيقاً على أحدها بالمخزن المتحفى بأطفيح تتمثل فى التصوير الفوتوغرافى الدقيق الذى يكشف عن الاتساخات الطينية والأتربة وضعف الحجر والألوان يليها أخذ عينة من مادة التابوت الحجرى الملون للوقوف على مكوناتها ودراسة التلف عن طريق التحليل بواسطة حيود الأشعة السينية وفحصها بواسطة الميكروسكوب الإلكترونى الماسح وأخذ عينة من اللونين الأحمر والأسود بالتابوت الحجرى الملون للتعرف على مكوناتهما والفحص بواسطة الميكروسكوب الضوئى والفحص بواسطة الميكروسكوب المستقطب لدراسة النسيج الداخلى للعينة والتعرف على المكونات المعدنية داخلها.
ونوه د. ريحان إلى الخطوات التى تم بها ترميم أحد التوابيت بأطفيح طبقاً لما جاء فى دراسة الدكتور ربيع راضى بداية من التنظيف الميكانيكى للأتربة و الإتساخات الطينية بواسطة الفرش مختلفة النعومة وتنظيف المناطق غيرالملونة بالماء والطبقة الملونة بواسطة الكحول الإيثيلى يليها التقوية بالفرشاة بإستخدام الفاكر OH 100 المخفف بالكحول الإيثيلى بتركيز 3 % بواقع 4 دورات للتقوية ثم عملية التجميع لقطع الحجر الجيرى المكونة للتابوت بواسطة بارات من الحديد غير القابل للصدأ مع إستخدام خليط من الأرالديت وبودرة الحجر الجيرى لتثبيت هذه البارات الملونة.
ويتابع د. ريحان بأن استكمال الأجزاء المفقودة من التابوت تم بواسطة خليط من البريمال AC33 وبودرة الحجر الجيرى مع وجود تمايز وتجانس بين الجزء المستكمل والأجزاء الأصلية من التابوت وبذلك تم علاج وصيانة لأحد التوابيت التى عانت من الضعف الشديد وإحتوائه على نسبة كبيرة من أكاسيد الحديد مما يعنى ذوبان هذه الأكاسيد فى وجود رطوبة نسبية مرتفعة كادت أن تقضى تماماً على مادة التابوت وألوانه.
ويطالب الدكتور ربيع راضى بالفحص الدورى لكل التوابيت المكتشفة بمصر ومعالجتها طبقاً لأصول علمية مع بلوغ المدرسة المصرية فى الترميم وإخصائى الترميم بالوزارة لدرجة عالية من الكفاءة تؤهلهم لإنجاز هذه الأعمال .
