فاينانشيال تايمز: صعود دبي على سلم الطيران بلا حدود
أكدت صحيفة فاينانشيال تايمز أن صعود دبي على سلم الطيران لا حدود له، مشيرة إلى أن أخبار تفوق مطار دبي الدولي على مطار هيثرو لندن، كأكثر المطارات ازدحاماً في العالم من حيث حركة المسافرين الدوليين، جاءت بمثابة تذكرة في أوانها، بأن الشرق الأوسط لا يعتمد بأسره على الطاقة كمصدر رئيسي للنمو وخلق الوظائف.
وفي ظل انخفاض أسعار النفط بمعدل 60%، فإن الاهتمام انصب – له مبرراته- على اعتماد الشرق الأوسط التقليدي على الطاقة الهيدروكربونية. لكن ليس من السهولة بمكان التغاضي عن بعض واحات من الأنشطة الاقتصادية التي لا تعتمد على النفط ، والتي بدأت في تحقيق زخم اقتصادي مشهود.
ريادة وتنوع
ومضت الصحيفة اللندنية قائلة: إن الإمارات ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، كانت صاحبة الريادة من بين الدول المنتجة للنفط، في التنوع الاقتصادي إذ إن قرابة ثلث ناتجها الاقتصادي يـأتي الآن من مصادر لا علاقة لها بالنفط، ويأتي معظمه من إمارة دبي.
المنطقة الحرة
وجاء تفوق مطار دبي على هيثرو، الذي احتفظ المركز الأول لسنوات طوال ليثير الاشجان في بريطانيا. ووفقا لمجلس المطارات العالمي، فإن 70.5 مليون مسافر عبروا مطار دبي الدولي في 2014، مقابل 68.1 مليون في مطار هيثرو.
وكانت أعداد مسافري مطار دبي تضاعفت منذ دخوله قائمة أفضل 30 مطارا عالميا قبل سبع سنوات خلت، فيما ازدادت عددا بمعدل سبعة أضعاف منذ العام 2000. كما أضحت سوق مطار دبي الحرة الأكبر في العالم، بعائدات ناهزت مليار دولار سنوياً.
وأكدت الصحيفة أن صعود دبي في سلم الطيران العالمي لا يقف عند هذه الحدود.
فالخطط ماضية لبناء ستة مدارج أخرى في مطار آل مكتوم الدولي على مقربة من ميناء جبل علي البحري العميق، لاستقبال 160 مليون مسافر في نهاية المطاف.
إلى جانب ممر منطقة حرة ستربط الميناء والمطار، ويخلق وجهة لوجستية متكاملة الأرجاء.
وافتتح مرفق الشحن في المطار، مع وجود حركة مسافرين محدودة، ووعد بتحفيز خلق للوظائف في دبي. مشيرة إلى أن هذا الزخم من المشاريع يعني أن نشاط الطيران مرشح ليشكل قرابة ربع حركة التوظيف في الإمارة في 2019.
جبل علي
من جانبه، يعتبر ميناء جبل علي الواقع جغرافيا في طرق التجارة العالمية، أكبر ميناء اصطناعي في الشرق الأوسط، والأكبر بين آسيا واوروبا. والتوسعات الحالية ستجعل منه الميناء الأكبر في العالم.
وتشكل إيرادات الميناء زهاء ربع ناتج دبي المحلي الإجمالي غير أن الرقم الحقيقي وفق تقديرات الصحيفة، بما فيه الإيرادات المباشرة من الأنشطة المكملة يداني 40 %.
وأردفت الصحيفة قائلة إن اقتصاد دبي، الذي لايزال يعتمد على ثروة المنطقة النفطية من خلال تأثيرات ثانوية، هو الآن أكثر ارتباطا بالتجارة العالمية، وإن انخفاض أسعار النفط سيترجم فعليا إلى نمو تجاري، سيعود لا محالة بالنفع على دبي.
وجهة محكمة
خلصت صحيفة فاينانشيال تايمز إلى القول إن بناء دبي لوجهة نقل محكمة الترابط كهذا الميناء، سيكون قطباً جاذباً لشركات عازمة على العمل على المستويين الإقليمي والعالمي.
فقد أوجدت دبي لنفسها من خلال بناء قطاعات اقتصادية مولدة للمداخيل، عوامل خارجية إيجابية تشجع قطاعات أخرى على الازدهار، متمثلة في الخدمات المالية، والسياحة، التي تعتمد على التجارة والمؤتمرات والترفيه، والأخرى المرتبطة بالأنشطة اللوجستية. وعلى المدى البعيد فإن الإمارات رسخت لنفسها حصانة ضد النفط.
البيان