السياحة الشتوية على الكثبان الرملية
نعيش هذه الأيام موسم السياحة الشتوية الذي ارتبط دائماً بالكثبان الرملية وجمال الصحراء وتراثها الأصيل وأجوائها الشتوية الساحرة على رمالها الناعمة حيث يشجع الأفراد على تنظيم الرحلات إلى هذه الواحات والاستمتاع بالتجمع على نار السدر وتذوق الأكلات الشتوية وشاي الحطب بالهيل في أجواء حميمة بعيداً عن حياة المدن والروتين اليومي.خاصة أن السياحة الشتوية أصبحت صناعة تتسابق فيه الدول والشركات السياحية باستثماره بقدر المستطاع من أجل استقطاب أكبر شريحة من الزوار والمواطنين والمقيمين لتنشيط أسواقها وقطاعاتها.
وعلى المستوى المحلي يمثل الموسم الشتوي محرك هام لجذب أعداد متزايدة من المجموعات السياحية والسياحة الداخلية ونشاط الحجوزات الفندقية لزيارة الأماكن في كافة المحافظات التي تمتلك المقومات الطبيعية الداعمة لإقامات فعاليات وبرامج يكون لها الحضور على خارطة السياحة الشتوية. على امتداد شواطئها وكثبانها الرملية من محافظات مسندم والشرقية والوسطى إلى محافظة ظفار
خاصة أن الدولة تبذل جهوداً واضحةً لدعم البنية والمنتج السياحي وقدمت كثيراً من التسهيلات والتمويل للمشرعات السياحية التي يشرف عليها القطاع الخاص من أجل النهوض بهذا القطاع والذي نتأمل أن يستثمر هذا الدعم بشكل إيجابي ويساهم برفد القطاعات الاقتصادية بعوائد متصاعدة ويساهم في ابتكار برامج وفعاليات تدعم استمرار النشاط السياحي طوال العام وتهيئة كافة الخدمات والمرافق والتسهيلات لراحة الزوار والسياح للاستمتاع بهذه الطبيعة الجميلة والمحافظة عليها
ومن هذه المجالات سياحة الصحراء الشتوية وطبيعتها الخلابة التي تمثل منتج سياحي له خصوصية لجذب الزوار ووكالات السياحة الخارجية لاستكشاف روعة الكثبان الرملية والتراث الأصيل المرتبط بالبيئة الصحراوية الهادئة من ضجيج المدن وتجربة لمعرفة جمالها عن قرب. وهذا المجال يمثل منتجاً سياحياً واعداً يتطلب استثماره ليواكب نمو السياحة على مدار العام في المسار الملموس من خلال تنسيق العمل بين الجهات المعنية بالقطاع السياحي والشركات السياحية والفنادق في التسويق لهذا المنتج والمرافق والخدمات التي يحتاجها الزائر لهذه الأماكن في المحافظات من أجل استدامة النشاط السياحي بصورة مشرقة والذي سوف ينعكس إيجابيا على حركة الأسواق المحلية وقطاع الأعمال
وتوجد هناك نماذج طيبة على المستوى المحلي في مجال السياحة الشتوية في رمال الشرقية بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية من حيث مستوى المخيمات الصحراوية وتكاملها مع الوكلات السياحية والفنادق التي فرضت نفسها كوجهة رئيسية ضمن الوجهات الجذابة التي يحرص عليها الزائر أوالسائح ضمن جولته في السلطنة من داخل البلاد أوخارجها والذي شجع رؤوس الأموال بالاستثمار في مخيماتها وتقديم منتج سياحي فريد يعكس جمال الحياة على الكثبان الرملية وتجربة بالاستمتاع بصفاء السماء وغروب الشمس.
فنتأمل الاستفادة من هذا النموذج وتطبيقه في المحافظات الأخرى التي تمتلك مقومات السياحة الشتوية والتي بحاجة لإعادة النظر في مستوى المرافق والخدمات الداعمة واستحداث برامج سياحية بالتعاون مع الشركات السياحية والفنادق في تنظيم مجموعات سياحية لاستكشاف جمال هذه الأماكن والاستمتاع بأجواء الصحراء الجميلة واستثمار موروثها الأصيل بمكوناته المادية والمعنوية في الفعاليات والبرامج الداعمة لأبناء المجتمع.
والعمل على مواصلة الجهود بين القطاع الخاص والجهات المعنية بالسياحة لاستثمار الفرص المتاحة في هذا القطاع.
ونتمنى للجميع أوقاتا طيبة.
عمان