تراجع السياحة الجزائرية بعد مقتل فرنسى
الجزائر "المسلة" …. قال عاملون بقطاع السياحة في جنوب الجزائر، إن القطاع يواجه أزمة، بعد مقتل المواطن الفرنس هيرفى غوردال، على يد جماعة متطرفة الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أنهم يتوقعون إلغاء ما لا يقل عن 2000 حجز، لزيارة مواقع سياحية في الجنوب الجزائري.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها "جند الخلافة في أرض الجزائر"، موالية لتنظيم داعش، في شريط فيديو نشر على مواقع جهادية الأربعاء الماضي إعدام الرهينة الفرنسي الذي اختطفته الأسبوع الماضي بمحافظة تيزي وزو، (شرق) وذلك بعد أيام قليلة فقط من نشر بيان تأسيسها على مواقع جهادية.
وطالب رؤساء شركات سياحية جزائرية، مساعدة عاجلة من الحكومة الجزائرية، لتجاوز أزمة قطاع السياحة، الذي أصيب بأضرار بالغة جراء عملية اختطاف الرهينة الفرنسى بحسب ارم.
وحسب تقرير للمنظمة العالمية للسياحة، صدر العام الماضي، فإن قطاع السياحة في الجزائر يمثل 4.5 % من الناتج المحلي و5.5% من إجمالي الوظائف بالبلاد.
وجاءت عملية اختطاف المواطن الفرنسى، وقتله في الجزائر، لتضيف المزيد من المتاعب لقطاع السياحة المتعثر أصلا بالبلاد.
وقال ملاك فنادق سياحية في مدينة تيميمون السياحية، التى تقع على بعد 1200 كلم جنوب العاصمة الجزائرية، إن شركات سياحية من فرنسا وألمانيا، ألغت حجز أكثر من 300 غرفة في فنادق المنطقة.
وقال بوقوفالة سعيد، مدير إحدى المنتجعات السياحية، في منطقة تاغيت السياحية، التابعة لولاية بشار الجزائرية (جنوب غرب)، إن 70 سائحا من ألمانيا، وهولندا، وفرنسا، طلبوا إلغاء الحجوزات، وهو ما سيدفعه لتقليص عدد العمال بمنتجعه السياحي الفاخر.
وقال، مقران محمد، مالك إحدى شركات تأجير السيارات للسياح، في محافظة تمنراست، جنوبي الجزائر إن سائحين كنديين، تراجعوا عن تأجير 4 سيارات، الجمعة الماضية، فور الإعلان عن عملية خطف الرهينة الفرنسى.
وقال بن عطري مصطفى، مدير شركة "تورز ألجيريا" السياحية، إن وكالات سياحية ألمانية أوقفت التفاوض مع شركته حول إرسال سائحين ألمان، بعد تداول الأنباء حول اختطاف الرعية الفرنسي.
وأضاف مصطفى، "كانت الشركات السياحية تتوقع استقبال ما بين 5 و10 آلاف سائح في الجنوب في الموسم السياحي، الذي يبدأ في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، وينتهي في مايو/ آيار، والآن لا يوجد سوى أقل من ألف سائح، أكدوا أنهم ينتظرون تحسن الوضع لكي يقرروا القدوم".
ويعمل بقطاع السياحة في جنوب الجزائر، ما بين 10 آلاف و15 ألف عامل، وذلك بالمنشآت السياحية، والأنشطة السياحية الأخرى، خلال الموسم السياحي الذى يشمل فصلي الشتاء والربيع، حيث يقصد السياح هذه المنطقة، نظرا لمناخها المناسب في هذه الفترة من العام.
وكان وزير السياحة الجزائري السابق، محمد حاج سعيد، أكد مطلع العام الجاري، أن 127 ألف سائح زاروا الجنوب الجزائري خلال الربع الأخير من عام 2013، منهم أكثر من 6 آلاف سائح أجنبي.
وتهدد حالة الركود التي دخلها القطاع مباشرة، بعد خطف المواطن الفرنسي، إلى جانب الوضع الأمني السيئ في الحدود الجنوبية والشرقية للجزائر مع كل من ليبيا ومالي والنيجر، بفقدان ما لا يقل عن 5 آلاف عامل بالسياحة لوظائفهم وفق مراقبون للقطاع.
وتستهدف الجزائر خفض معدل البطالة إلى 9% في عام 2015 مقارنة مع 9.4% فى عام 2014.
وكان محمد بن مرادي، وزير السياحة والصناعات التقليدية الجزائري، قال العام الماضى إن الجزائر تبذل جهودا حثيثة لتنفيذ استراتيجية للسياحة تمتد إلى 2025، بهدف استقطاب 4 ملايين سائح، من بين 24 مليون سائح في منطقة جنوب المتوسط مشيرا إلى أن إيرادات البلاد من السياحة لا تتجاوز 700 مليون دولار.