Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

قطر تسير بجدية نحو تحقيق سياحة مستدامة

قطر تسير بجدية نحو تحقيق سياحة مستدامة

أكد عدد من المختصين بقطاع السياحة المحلية، أن قطر تسير بجدية نحو تحقيق سياحة مستدامة، وهذا بفضل خططها الدائمة من أجل الحفاظ على التراث والاهتمام بالمرافق السياحية المختلفة، التي توفر للسائح كل ما يحتاج إليه، ضمن العادات والتقاليد القطرية، والحفاظ على البيئة، مشيرين إلى أن قطر فتحت ذراعيها لاحتضان مختلف الجنسيات والترحيب بهم، الأمر الذي أسهم في تعزيز العلاقات الإنسانية وفتح مجالات للتعاون المستقبلي مع عدد من الدول الصديقة، حيث إن البلاد حققت قفزات نوعية في القطاع الاقتصادي، بشكل لافت وفي وقت وجيز، كدلالة واضحة على الجهود الكبيرة التي تبذلها قطر في هذا الجانب، وهو ما دفع بالعديد من المستثمرين الأجانب للاستثمار بالدوحة، لثقتهم الكبيرة بمستقبل الدوحة، وسط التطور الكبير على جميع الأصعدة، وقد عرفت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، السياحة المستدامة بأنها السياحة التي تأخذ بعين الاعتبار آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبي احتياجات الزائرين والمجتمعات المضيفة وقطاعي الصناعة والبيئة، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه ورسم الخطط المستقبلية الطموحة لتوسيع هذا الاهتمام من أجل تطوير القطاع السياحي كأحد أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد، "الشرق" التقت عددا من المختصين حول هذا الموضوع فكانت آراؤهم كالآتي:

بداية قال صالح الطويل صاحب سفريات العالمية، إن قطر نموذج حقيقي في العديد من المجالات، كالاقتصاد والسياحة وكذلك الرياضة، حيث حافظت قطر على هويتها كبلد مسلم وعربي وفي الوقت نفسه انفتحت على جميع الثقافات والحضارات، واقتبست منها ما يتلاءم مع عاداتنا وثقافتنا، وهو ما جعل من الدوحة مميزة على خارطة السياحة العربية، ومنافسا للعديد من الدول الأخرى.

وأضاف: كما نشاهد التطورات الهائلة في البنى التحتية المحلية، والسعي الدءوب نحو تحقيق التنمية المستدامة في كل القطاعات، وهذا ما حدث فعلاً، فقطاع السياحة يشهد طفرة فريدة من نوعها في المنطقة، تستحق الثناء، فلدينا كل ما يحتاج إليه السائح، كالأماكن الترفيهية والتراثية والرياضية والثقافية والموسيقية وغيرها، وهذا ما دفع بالسياح الخليجيين على وجه التحديد، أن يجعلوا من قطر الأولى في أجندتهم السياحية، وهنالك العديد من المشروعات الضخمة التي ستدفع بالحركة السياحية أكثر، مثل الملاعب ومدينة لوسيل وكذلك قطار الدوحة، وغيرها، كلها مشروعات ستساهم في تحقيق سياحة مستدامة.

مسؤولية مجتمعية

هذا ويرى شافاك غوفنك مدير عام فندق دبليو الدوحة أن الرؤية القطرية في تحقيق التنمية المستدامة، دفعت بالعديد من الفنادق المحلية، للمشاركة في هذا التوجه، بتقديم أفضل الممارسات الفندقية السياحية، التي تحافظ على الهوية المحلية بلمسات عصرية، وهذا ما جعل السياحة القطرية تجد لها مكاناً مميزاً في السياحة المستدامة، مؤكداً أن تضافر الجهود جميعها ستعمل على تحقيق هذا الهدف، باعتباره جزءاً من المسؤولية الاجتماعية تجاه هذا البلد المعطاء الطموح، وقد شارك فندق دبليو بالعديد من المبادرات التي تسعى إلى تجسيد هذا الهدف على أرض الواقع، كالمبادرات الاجتماعية والتكافل الاجتماعي، إلى جانب المشاركة الفاعلة بإيجاد الروح المحلية في جنبات الفندق وفي كل ما يقدمه للجمهور القطري والزائر، مشيراً إلى أن السياحة المحلية حققت نجاحاً كبيراً في استقطاب العديد من الزوار، من أوروبا وأمريكا وأستراليا وآسيا وغيرها، من أجل مشاهدة المرافق السياحية المميزة التي أولتها الدولة اهتماما خاصا، كسوق واقف وكتارا والحدائق العامة والمجمعات التجارية ومدن الترفيه للأطفال، عدا الجهود الخلاقة التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة، بطرح النشاطات السياحية الثقافية والتعليمية، التي تسهم بشكل أو بآخر في جذب السياح من دول المنطقة وخارجها، ونحن سعيدون بأن نكون جزءا من قصة النجاح القطرية في قطاع السياحة والسياحة المستدامة.
علامة مميزة

وقالت سيدة الأعمال نترا سعيد، صاحبة شركة "آرتان" القابضة، إن السياحة المستدامة برزت للعديد من العوامل والأسباب، من بينها: النمو الهائل للسياحة الجماعية وتزايد الإقبال على سياحة المناطق والمواقع في البلدان، وزيادة الوعي البيئي والثقافي في بعض القطاعات.

وتابعت: لو نظرنا جيداً لواقع السياحة القطرية لوجدناها تتجه نحو سياحة مستدامة وهذا ما لم تحققه عدة دول، حيث ظل القطاع السياحي لديها قطاعا عاديا داعما للاقتصاد فقط، دون أن يساهم بفعالية في عكس هويتها، فالدوحة حفرت لاسمها اسما مميزا في عالم السياحة، بدءاً من الخطوط الجوية القطرية التي تقدم خدمات الخمس نجوم، ومطار حمد الدولي الذي لفت أنظار العالم، مروراً بعدد الفنادق التي تزايدت محلياً بشكل كبير، إلى جانب المجمعات التجارية، مع ارتفاع أعداد السياح الخليجيين إلى 400 ألف زائر خلال الفترة الماضية، كلها مؤشرات تصف لنا واقع السياحة القطرية، التي تطورت تطورا كبيرا، بفضل الجهود الحكومية والخاصة، في دفع عجلة هذا القطاع نحو الأمام واستيراد أفضل الآليات والأفكار التي يمكن أن تخدمنا بشكل يتلاءم مع ديننا وعاداتنا وبيئتنا وغيرها، والحقيقة نحن نلحظ أن السياحة المستدامة في الدوحة آخذة في التطور بشكل كبير بفضل التركيز على جوانب البيئة والحفاظ عليها، والمتابعة المستمرة للجهات الرسمية، إلى جانب الحفاظ على التراث والعناية به، ويمكننا القول إن قطر نجحت في تقديم سياحة مسؤولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وليس فقط على المستوى الحاضر القصير، بل هي خطط وجهود تستثمر على المدى الطويل أو البعيد.
 

السياحة المستدامة

الجدير ذكره فقد أشارت مجلة "ناتوروبا" عن الطبيعة التابعة لمجلس أوروبا، إلى أن السياحة المستدامة، أي شكل من الأنشطة السياحية التي تحافظ على المدى الطويل على الموارد الطبيعية والثقافية والاجتماعية، وهي بالتالي تتضمن المفهوم عينه الخاص بالسياحة المسؤولة، وهي لم تعد ترتبط بالنواحي البيئية فقط، بل أيضا ً بالنواحي الاجتماعية والثقافية، وبالاستناد إلى مفاهيم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، كل عنصر من العناصر التالية: المؤسسات المحلية، والمنظمات غير الحكومية، والشركات السياحية، ومنتجو الأغذية، وممثلو المتاحف، والفنانون، والجمعيات البيئية.. إلخ، يمكنها أن تكون لاعبا ً فاعلا ًيساهم في إنشاء "سياحة مستدامة" حقيقية في حال اعتُمدت مقاربة التشارك.

وهي تسعى إلى تنظيم السياحة ودفعها إلى تطبيق مبادئ التنمية المستدامة، كما حددتها الأمم المتحدة، تنمية تلبي الاحتياجات الحالية دون التسوية على حساب إمكانية الأجيال المستقبلية تلبية احتياجاتهم الخاصة.

إن السياحة المسؤولة هي سياحة مستدامة تحترم البشر والثقافات، وتتفادى أي شكل من أشكال العنف، مثل القرصنة الثقافية والبيوليوجية، والتمييز، الإضرار بأي طريقة بالهوية الثقافية.. إلخ، وتعزز العلاقات الإيجابية الإنسانية ما بين الثقافات ضمن السياحة وعبرها، ومؤخرا ًبات مفهوم "السياحة المستدامة" يشمل بالكامل مفهوم "السياحة المسؤولة".

الشرق

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله