مصادر: الاتجاه الى بيع فنادق البحرين بعد منع تقديم الخمور داخلها
المنامة "المسلة"… قالت مصادر لجريدة "أخبار الخليج" أن موجة بيع تجتاح القطاع الفندقي حاليا، وخاصة من فئتي الثلاث والأربع نجوم، ويعرض أكثر من مستثمر بحريني وغير بحريني فنادقه للبيع وبأسعار أقل من أسعارها قبل شهر واحد فقط بنسبة 25% على أقل تقدير قابلة للزيادة حال وجود مشترٍ يدفع نقدا
وقال رجل أعمال شهير إن قرار عرض فندقه ذي الأربع نجوم للبيع والبحث عن مشترٍ مناسب، مشيرا إلى أنه ربما يتجه إلى الاستثمار في إحدى الدول الخليجية القريبة، وخاصة الإمارات أو قطر، أو توجيه استثماراته الى داخل البحرين في قطاعات أخرى. في حين ذكر مستثمر بحريني يملك مجموعة من الفنادق الثلاث والأربع نجوم أنه يعرضهم جميعا للبيع رغم علمه بأن الأسعار في انخفاض شديد، مشيرا إلى أن أي عرض «كاش» سيقدم له سيوافق عليه على الفور ولو بقيمة أقل 50% من السعر الذي عرض عليه في أوقات سابقة، وفقا للجريدة.
وقال المستثمر البحريني للجريدة إنه يبحث نقل استثماراته إلى المغرب أو مصر أو ربما الى إحدى الدول الخليجية أيضا.
وعلق الخبير والمثمن العقاري ناصر الأهلي رئيس جمعية العقاريين البحرينية بأن الأخبار صحيحة بدرجة كبيرة، وهناك هبوط قوي في أسعار الفنادق في البحرين خلال الأيام الأخيرة قدره بنحو يتراوح بين 30 و40% مؤكدا أن هذا أمر طبيعي في ظل القرار الأخير لوزارة الثقافة، لأن هذه الفنادق اعتمدت في مدخولها على دخل المرافق، وبالتالي كان ذلك يحسب في قيمة العقار الذي يعد مشروعا في هذا الوقت، أما الآن فالقيمة تختلف كليا لأن القيمة في هذه الحالة ستقتصر على سعر الأرض والمبنى فقط ومدخوله بناء على الوضع الجديد.
وكانت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قد أصدرت قررا بمنع تقديم الخمور واستقدام الفنانات والعمل في المناهل (البارات) والمراقص بالفنادق ذات الثلاث نجوم، والذي جاء منسجماً مع الدين الإسلامي الحنيف ومتوافقاً مع دستور البلاد الذي ينص على أن ”دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع”
وأضاف الأهلي أنه حال الإصرار على تنفيذ القرار بهذا الشكل ستنخفض القيمة السوقية لفنادق البحرين، وخاصة في هذه الفئة والفئات المهددة الأخرى ربما لأكثر من 50% في المستقبل القريب.
وأكد مستثمر بحريني يشرع في بناء فندق من فئة الأربع نجوم أنه يدرس الوضع جديا إثر القرارات الأخيرة إما لتغيير النشاط برمته وإما ربما للسعي لترقية الفندق إلى 5 نجوم الأضمن في المرحلة القادمة بعد أن بات مستقبل القطاع في المملكة على كف عفريت.
يذكر أن مستثمر هندي معروف في قطاع الضيافة وقطاعات أخرى يعرض أيضا مجموعة فنادقه للبيع، وإن كان ذلك من قبل القرار الأخير لوزارة السياحة بغلق مرافق الثلاث نجوم.. وجاري التفاوض بشأنها غير أن العروض التي تقدم له انخفضت بشكل كبير وبعض المستثمرين سحبوا عروضهم أيضا. في حين باع المستثمر نادر رجب قبل أشهر قلائل فندقين من فئة الثلاث نجوم لمستثمرين آخرين، أحدهما انخفض قيمته من 5.4 ملايين دينار إلى اقل من 3 ملايين دينار حاليا في هذه الأيام، ويؤكد مشتريه الجديد أن الفندق لا يأتي له الآن بمليوني و800 ألف دينار.
كما سبق أن صفى المستثمر المصري مصطفى سعد أعماله مع صدور قرارات غلق الفنادق النجمة والنجمتين في 2009، وباع فندقين من فئة ثلاث وأربع نجوم إلى مستثمرين آخرين وحول أعماله إلى دولة عربية أخرى.
وعمم الشيخ خالد بن حمود وكيل شئون السياحة رسالة على الفنادق تؤكد تنفيذ أحكام التشريعات السياحية وعدم مخالفة القرار وإلا سيتم وقف العمل بالترخيص السياحي للفندق أو إلغاؤه حسب الأحوال، ولا يخل ذلك بالعقوبات الجنائية طبقا للقانون، كما أشار في رسالته إلى أن أصحاب الترخيص والمديرين المسئولين مسئولية تضامنية.
وآثار القرار الأخير لوزارة السياحة ردود فعل متباينة في الشارع البحريني ففي الوقت الذي شجعت فيه الجماعات الدينية وأنصارها القرار وقالت إنه خطوة لمنع المشروبات والدعارة في البحرين – رغم أن المشروبات تقدم في أماكن أخرى عديدة-، فقد وجده المستثمرون وغرفة التجارة قرارا غير صائب ويضر بمصلحة البحرين وسمعتها الاستثمارية، وخاصة من حيث آلية إصدار وتطبيق القرار التي كانت فجائية ولم تعط أي مهلة للمستثمرين لترتيب أوضاعهم.
