تقرير.. المحتوى الرقمي على الإنترنت يواجه تراجع الإنفاق بسبب الاقبال على تطبيقات الإنترنت
"المسلة"…. يواجه المحتوى الرقمي مخاطر تقلص الإنفاق، نتيجة لزيادة إقبال المستهلك على استخدام تطبيقات الإنترنت، وفقاً لتقرير جديد يثير الكثير من الشكوك حول آمال قطاع الإعلام في انتعاش عدد المشتركين في تطبيقات المحتوى الرقمي من فيديو وموسيقى وغيرها.
ويتوقع التقرير الذي نشرته مؤسسة بي دبليو سي، نمو القطاع إلى 2,15 تريليون دولار بحلول 2018، رغم اختلاف ثروات فئات القطاع الثلاثة ليستحوذ الإنترنت على نسبة النمو الأسرع، بالمقارنة مع إنفاق المستهلك والإعلان.
ويعني ذلك، فوز شركات تزويد الإنترنت مثل تايم وورنر كيبل وأيه تي آند تي، بالنصيب الأكبر من عائدات القطاع. ومن المنتظر أيضاً أن تلعب شركات وسائط الإعلام مثل نيتفليكس وسبوتفاي، دوراً مهماً في نمو إنفاق المستهلك، حيث تستحوذ على المشتركين الذين لديهم الرغبة في دفع الأموال مقابل الوصول إلى الأفلام وبرامج التلفزيون والموسيقى.
وفي حين يشكل إنفاق المستهلك الجزء الأكبر من عائدات القطاع، بدأ الميزان في التحول في وقت تهدد فيه تكلفة استخدام الإنترنت، بإضعاف الإنفاق على المحتوى الرقمي. وتتوقع مؤسسة بي دبليو سي، تراجع حصة إنفاق المستهلك من 54% إلى 41% من إجمالي عائدات القطاع والإعلان من 30 إلى 29%، في حين ارتفع للإنترنت من 25 إلى 30%، مدفوعاً بنسبة كبيرة من استخدامات الهاتف النقال.
وجاء في التقرير: “تكمن مخاوف الشركات العاملة في مجال تزويد المحتوى، في استحواذ استخدام الإنترنت على حصة من معدل الإنفاق على المحتوى والخدمات”. كما يرى التقرير، أنه من المرجح أن يساهم استخدام الإنترنت في إنعاش إنفاق المستهلك بنسبة تفوق أي منتج أو خدمة أخرى على مدى نصف العقد المقبل، ليحقق نمواً يصل إلى 636 مليار دولار بحلول 2018. ويعتبر هذا التوجه أحد العوامل التي تقف وراء إبرام موجة من الاتفاقيات في الآونة الأخيرة في حقلي التلفزيون والاتصالات السلكية واللاسلكية من أوروبا إلى أميركا. ومن المنتظر بلوغ عائدات المستهلك نحو 875 مليار دولار وأن يناهز نمو قطاع الإعلان نحو 640 مليار دولار، في الفترة نفسها.
وعلى الجانب الآخر، من المتوقع نمو المحتوى الرقمي بنحو 17% من إنفاق المستهلك باستثناء استخدام الإنترنت في 2018، من واقع 10% في 2013. ويتناقض ذلك، مع الهجرة السريعة صوب الإعلان الرقمي، حيث من المتوقع الحصول على ثلث عائدات الإعلان من القطاع الرقمي، بالمقارنة مع 14% في 2009 ونحو 25% في 2013، في الوقت الذي حول فيه القطاع تركيزه إلى السوق الرقمي لبلوغ العملاء المستهدفين.
ويسلط هذا التناقض الضوء على ما أطلقت عليه بي دبليو سي، التحدي الأكبر لتلك الشركات التي تسعى لجني الأرباح من موجة إقبال المستهلك على الخدمات الرقمية، في حين يشير إلى استمرار اعتماد القطاع بشدة على الإعلان والإنفاق على عقد الصفقات التجارية المباشرة.
وفي العموم، يتوقع التقرير تحقيق قطاع الموسيقى والترفيه العالمي، لنمو سنوي مركب قدره 5%، من واقع 1,69 تريليون دولار خلال 2013، إلى 2,15 تريليون دولار في 2018، مقارنة مع نمو 5,6% لخمس سنوات توقعته المؤسسة خلال السنة الماضية. كما من المتوقع أن يحقق الإعلان الرقمي نمواً بنحو 12,2% خلال الفترة نفسها، ليشكل 65% من نمو العائدات.
ويعضد نجاح النماذج التي تعتمد على الاشتراكات مثل نيتفليكس وسبوتفاي، توقعات بي دبليو سي في أن وسائط الفيديو والموسيقى، ستكون اثنين من بين الفئات الأسرع نمواً في قطاع المستهلك خلال فترة نصف العقد المقبلة، بنمو مركب يقدر بنحو 28,1 و13,4% على التوالي. وفي المقابل، من المرجح نمو قطاع تحميل الموسيقى الرقمية بنسبة لا تتجاوز سوى 3,3% فقط.
ويرى بعض خبراء القطاع، أنه يترتب على الشركات التي ترغب في زيادة حصتها من الإنفاق الرقمي، تبني نماذج عمل أكثر مرونة. ويسعى الناس عند دفع أموالهم للحصول على تجربة مختلفة وليس المحتوى الأساسي الذي يمكن الحصول عليه مجاناً. وربما يفضل البعض، دفع مبالغ شهرية ثابتة، بينما البعض الآخر مقابل كل خدمة على حدة، لذا ينبغي على الشركات توفير خيارات أكثر وتجارب أفضل.
ومن المتوقع مساهمة المستهلك في الأسواق الناشئة بأسرع نمو خلال الخمس سنوات المقبلة، حيث من المتوقع أن تشكل الصين والبرازيل وروسيا والأرجنتين والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا وتركيا وإندونيسيا مجتمعة، نحو 21,7% من العائدات العالمية في 2018، بزيادة عن 12,4% في 2009. ومن المرجح تفوق الصين على اليابان كثاني أكبر سوق للإعلام والترفيه في العالم بعد أميركا، بعائدات قدرها 213 مليار دولار في 2018.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»