Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

المغطس.. بانتظار قدوم قداسة البابا ليوم الحج

المغطس.. بانتظار قدوم قداسة البابا ليوم الحج

البحر الميت "ادارة التحرير" ….. حينما تتقدم بعد ساعات الظهيرة باتجاه المغطس، موقع عماد السيد المسيح عليه السلام، تتوحد فيك الروحانيات، بان الله أرسل النبيين والرسل حتى يوصلوا رسالة الله الى الشعوب والأمم.

وكان ممثلو وسائل الاعلام والمراسلون العرب والأجانب المعتمدون في الاردن على موعد مع المغطس، حيث اطلعوا خلال جولة برفقة وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني ووزير السياحة والاثار الدكتور نضال القطامين وعضو هيئة المغطس الاب نبيل حداد، على سير حج قداسة البابا فرنسيس الاول الذي يزور المملكة في الرابع والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الحالي بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني.

والمرء يقطع المسافة بين سهول الاغوار وتهب عليه نسمات حارة، اول ما يخشاه ان تفسد هذه النفحات ترتيبات الزيارة ان هي استمرت على حرها يومي الزيارة البابوية حيث لا حر ولا برد في مناطق البابوية، لكن وما ان تدلف محمية المغطس وسط ظلال وارفة تختفي حرارة الطقس، لكأن هذه البقعة من الارض مختلفة عما سواها من الاراضي المحيطة بها. ولما العجب وهو مكان مقدس حباه الله بسيدنا عيسى عليه السلام حينما زار المنطقة قادما من ارض السلام ومولده في فلسطين الى الضفة الشرقية لنهر الاردن الخالد، حيث لا تجد فوارق بين الارض والارض، سوى الحدود والحواجز المصطنعة في الزمن الحديث.

فالهدوء واتساع المكان وحسن استقبال الزوار وريح الارض الطيبة تشي بان الزائر القادم الى المملكة يستحق التحضير لزيارته تماما كما هي خلية النحل العاملة الان في مكان المغطس وفي غيره من الامكنة التي سوف يرتادها البابا خلال زيارته المباركة، الامر الذي يعكس ارادة جلالة الملك باتمام الزيارة في أبهى صورها.

ما يميز الاردن هو هذا التنوع الانساني الجغرافي الواسع وجمال الطبيعة الأخاذ حيث تأسست المملكة في بقعة من أقدم بقاع الأرض، وسكنتها عشرات الحضارات عبر التاريخ وهي تقع في قلب طرق التجارة القديمة التي تربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا.

فمن البحر الميت، أخفض نقطة على سطح الأرض، إلى جرش حيث التاريخ والعراقة والاصالة والمدينة الرومانية القديمة إلى عاصمة الأنباط والمدينة الوردية البترا حيث كان الاباء الاوائل لتنطلق من هناك الرسالات التي تحمل كل بشائر الدنيا بان الاردن ضارب في عمق التاريخ والجغرافيا، من خلال عشرات المواقع ذات الأهمية التاريخية والدينية، ما يجعل الاردن يباهي العالم بما لديه من تراث غني يعد استكشافه متعة ما بعدها متعة.

ويوفر الأردن كمقصد سياحي حديث لزائريه مجموعة واسعة من الأنشطة، بدءا من المغامرة والسياحة البيئية إلى النقاهة والراحة والاستجمام، بالإضافة إلى فرصة للتعرف على ثقافة شعب نابض بالحياة ويشتهر بكرم الضيافة.

فقد أماط علماء الآثار اللثام عن 21 موقعا أثريا، منها خمسة أحواض معمودية من العصرين الروماني والبيزنطي، الى جانب دير بيزنطي وإحدى عشرة كنيسة بيزنطية، وكهوف كان يستخدمها الرهبان والنساك واتخذها الحجاج مساكن.

واستنتج كبار العلماء ورجال الدين أن هذا هو موقع بيت عنيا عبر الأردن المذكور في الكتاب المقدس، حيث تعمد يسوع المسيح عليه السلام على يد يوحنا المعمدان.

وفي كل عام يزور هذا الموقع عشرات الآلاف من الزوار من جميع الطوائف والأديان المختلفة حاجّين إلى بيت عنيا عبر الأردن حيث عاش يوحنا المعمدان لمدة 20 عاما.

وفي كانون الثاني عام 2000، بمناسبة عيد الغطاس اجتمع أكثر من 40 ألف شخص في بيت عنيا عبر الأردن، بينهم قادة 15 كنيسة عالمية في موسم حج هائل.

وبمناسبة الألفية الثانية لميلاد المسيح، عقد القديس البابا يوحنا بولص الثاني في الموقع قداسا حضره 25 ألفا من المصلين، وتم بث الحدث على الهواء مباشرة إلى جميع أنحاء العالم.

وتم الحفاظ على بيت عنيا عبر الأردن كما كانت قبل ألفي عام: محمية طبيعية تزخر بتنوع كبير من النباتات والحيوانات كما وصفها الكتاب المقدس. ولا تزال أعمال التنقيب الأثري قائمة.

وتبدأ الرحلة التي يختلط فيها هدوء المكان بعظم نسمات تخالطها دفقات دافئة تقول لزائرها انك في مكان مقدس مرت مئات السنين وهو يتجرع الاهمال الى ان امتدت اليه يد من يعشقون ارض الاردن ليكتشفوا من جديد ان المغطس بيننا واننا احق من غيرنا ان نقول للعالم تعالوا الى المكان الذي نال شرف ريادة استقبال السيد المسيح زائرا ومحفوفا بكل الاحترام الذي يليق به.

الاب نبيل حداد والوزيران يرافقهم الزميل فيصل الشبول كانوا هناك يتحدثون ببساطة واريحية الى الصحفيين وممثلي وسائل الاعلام وبدون تكلف.. هنا يبدأ البابا خطواته في المكان.. هنا سوف يقف وحيدا بين يدي الله يناجيه ويطلب منه الرحمة والامن والسلام لكل ابناء البشر.. ومن هنا سيكون بإمكان الصحافة العالمية ان تلتقط صورا للبابا.. المياه مختلطة بطين الارض وهي تجري الى مستقر لها كما يشاء واينما يشاء الله لها.. وبعدها ينطلق موكب البابا الى مكان عماد السيد المسيح.. وهنا سيسير الجميع راجلين الى حيث الاماكن المقدسة الاخرى.. وهنا سوف يكون للمكان قيمة مضافة اخرى كيف لا والضيف الكبير بيننا وهو ضيف جلالة الملك..
نقلا عن الدستور
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله