حب لبنان في موسم السياحة… وكل المواسم! بالصور
بيروت "المسلة"….. مدن لبنان وقراه تترقب صيفاً حافلاً بعد طول انتظار. قبل التسوية "السحرية" التي أثمرت ولادة حكومة الرئيس تمام سلام، وتزامناً مع مواسم الانفجارات الامنية المتتالية، لم يكن في الامكان مجرد التفكير بموسم سياحي هذه السنة، حتى لم يكن في الامكان التعويل على زيارات المغتربين لوطنهم الأم. الاستقرار الامني النسبي أثمر مناخاً ايجابيا لم يعكره امكان عدم انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده. كل ما نشهده من حركة تحضير للموسم السياحي يشي بأن عدم وجود رئيس جديد للبنان لن يؤثر على قرار اللبنانيين استثمار هذا الصيف بشكل جيد. وحده الانفجار الامني قد يعوق الامر. هذه الحقيقة كانت مساء اليوم مدار الدردشات بين المدعوين الى حفل Live Love Lebanon في نادي اليخوت في "الزيتونة باي"، و الذي أطلق خلاله وزير السياحة ميشال فرعون حملة "حب لبنان" لدعم السياحة.
حفل الاستقبال بدا متواضعاً، انضم اليه جمع من الوزراء والنواب والشخصيات كانوا يتحدثون بثقة عن توقعاتهم للموسم السياحي، لاسيّما بعد "قرار" الخليجيين رفع الحظر عن سفر رعاياهم الى لبنان والذي عبّر عنه السفير السعودي علي عواض عسيري عبر اشادته بتحسن الوضع الامني .
وأعلن فرعون، خلال الاحتفال، عن اتخاذ قرار في وزارة السياحة بأن يكون يوم 18 أيار 2014 وكل ثالث أحد من شهر أيار من كل عام يوم السياحة اللبنانية، يُعلَن فيه عن اطلاق موسم السياحة والاصطياف ويُخصص للنشاطات السياحية المتفرقة ويُطلق فيه جوائز خاصة بالقطاع لتكريم المؤسسات التي تقوم بعمل نوعي على صعيد الفنادق والمطاعم ووكالات السفر أو المهرجانات أو غيرها، على ان تكون بداية هذه الجوائز السياحية في سنة 2015.
كما أعلن فرعون عن انشاء موقع الكتروني جديد للوزارة يحمل اسم Live love lebanon، "استغرق جهداً كبيراً في مهلة قياسية بالاضافة الى تطوير موقع خاص للسياحة المناطقية الذي يلقي الضوء على المعالم والمميزات السياحية للمناطق والقرى اللبنانية وسيتم تطويره أكثر في المستقبل القريب".
أكثر المتحمسين في الحفل كانوا مجموعة من الشباب من جمعية Live Love Lebanon الذين يعجبهم تقدير الوزارة لعملهم او ما يطلقون عليه تسمية مغامرة بدأت في العام 2012.
تقديراً لهؤلاء الشباب، طلب فرعون من ممثلي الجمعية يمنى شمشم وإدي بيطار أن يكونا سفيري السياحة لخدمة جمال لبنان "الذي نراه في الصور الموضوعة في موقع Live Love Beirut وتتعدى الثمانين ألف صورة جميلة عن لبنان".
وتمنى فرعون أن تكون روحية الشباب في الجمعية عنصر جذب للسائح "لكي نعيد الصورة التي يتمتع بها وطننا لناحية جمال لبنان".
زيارة موقع الجمعية على الانترنت تظهر جهداً كبيراً لناحية تقديم اكبر عدد من الخدمات للتعريف بلبنان في الخارج، ولعل مجموعات الصور الكبيرة هي اكثر ما تميّز به العمل المنجز. في الموقع، صور عن وجوه مختلفة من الشارع اللبناني، عن لحظات مغيب الشمس الخلابة، عن الجبال، الوديان، المطاعم، اماكن السهر، الاماكن الاثرية، ابرز المهرجانات ومتاجر التسوق… كما يتضمن الموقع عرضا لابرز النشاطات التي يمكن ممارستها في مناطق مختلفة من لبنان، وقد خصصت خانات للسياحة البيئية والثقافية وللمغامرات في الطبيعة.
نجحت الجمعية من خلال منهجية عمل تعتمد على معرفة اذواق الناس المختلفة عبر التواصل معهم، ولا مفاجأة ان انطلاقة النجاح بالنسبة للجمعية كانت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ترغب الوزارة ان تكسر الطريقة التقليدية في الترويج للسياحة اللبنانية، لذلك تحاول استثمار نجاح الشباب المتحمس لوطنه في الحملة السياحية.
وكان وزير السياحة قال لـ"النهار" أن "الحملة السياحية Live Love Lebanon، تندرج في إطار تعزيز الموقع السياحي للبنان بعد الأزمة الكبيرة التي ضربت كل القطاعات السياحية من فنادق ومطاعم ومنتجعات، بدليل انخفاض عدد الزوار من مليونين و300 ألف عام 2010 إلى مليون و300 ألف عام 2013".
وأوضح أن الوزارة تتجه إلى تقديم ديناميكية جديدة للسياحة عبر الإضاءة على المعالم السياحية لكل قرية، خصوصا في المناطق النائية، وهو ما يسمى ECO-TOURISM، فضلاً عن استحداث موقع إلكتروني جديد لوزارة السياحية يعمل على الترويج للمناطق السياحية، كاشفاً عن التحضير لخدمة عبر الهاتف يتم إطلاقها في أيلول المقبل تسمح للسائح بالإطلاع على المواقع السياحية في لبنان وأبرز المنتجعات المتوافرة في كل منطقة.
وأضاف ان وزارة السياحة تعمل على تفعيل التنسيق مع شركة طيران الشرق الأوسط لتقديم عروض كاملة بالتنسيق مع وكالات السفر لا تتعدى كلفتها 1000 دولار للشخص الواحد، وتتضمن سعر بطاقة السفر والاقامة في الفندق لمدة 6 أيام، منها ليلة في بيروت وخمس في إحدى القرى اللبنانية.
و أعرب فرعون عن تفاؤله بعودة السياح الخليجيين مقدّراً ان ذلك سيتطلب وقتاً، موضحا أنه "رغم المحاولات الحثيثة لضرب الثقة بسبب الخيارات السياسية، بدأنا نلمس تدفق السياح من الدول الخليجية والاردن وتركيا ومصر، بمجرد تحسن الوضع الامني".
كما كشف فرعون عن تحسن في أداء القطاع الفندقي بشكل كبير "إذ أن نسبة الحجوز في بعض فنادق العاصمة بلغت 100%، بينما تراوح الإشغال في المناطق خارج بيروت بين 60 و70%".
توقعات
في محيط احتفال الزيتونة باي،كان جمعٌ من الناس يراقبون الحدث وقد بدا اغلبهم متفائلا بهذا الصيف. منهم السيدة حنان الخمسينية التي كانت تجلس في مقهى مقابل للاحتفال، وقد قالت ان اقاربها آتون من استراليا الى لبنان في شهر تموز، لكنها شككت في الوضع الامني مرددة : "لا ضمانات في السياسة هنا".
ورأت ان الفراغ الرئاسي سيؤدي الى شلل في المؤسسات لأن كثيرين لن يرضوا بأن تسير الامور على ما يرام في حال بقيت سدة الرئاسة فارغة. اما زوجها السيد لبيب فرأى ان "كل ما يحتاجه اللبنانيون هو "حبة" استقرار حتى ينتعش البلد". وتوجه الى السياسيين قائلاً: "دعونا نعيش فنحن شعب يحب الحياة عن حق".
السيد مخول كان يجلس في الجوار وقد قال لنا انه "لا يثق بمرور الصيف على ما يرام طالما ان الوضع في سوريا لم يحسم بعد وطالما بقينا بلا رئيس". لكن في رأيه، هذا لن يؤثر على استثمار اللبنانيين لاي ثغرة تتيح لهم الفرح و"التصييف" كما يجب.
نقلا عن النهار