Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

عاطف عبداللطيف : قطاع السياحة يحارب من كل الجهات الحكومية.. والأعباء تتضاعف رغم الأزمة

عاطف عبداللطيف : قطاع السياحة يحارب من كل الجهات الحكومية.. والأعباء تتضاعف رغم الأزمة

 

القاهرة " المسلة " … كل المؤشرات تشير إلى أن السياحة لن تتعافى إلا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية المقبلة على خير.. وللأسف الشديد الاجهزة الحكومية المعنية نسيت ان السياحة هى الدجاجة التى كانت تبيض ذهبا لفترات طويلة ورغم الظروف الصعبة فإنها ما زالت تحقق رقما لا بأس به من العملات الصعبة، وتساهم بنسبة كبيرة فى الدخل القومى، فمن الأولى عدم زيادة أى اسعار لأى سلعة تحتاجها صناعة السياحة فى الوقت الحالى حتى تسترد عافيتها من جديد ــ تبعا لعاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء.

 

عبداللطيف أكد أن المنشآت السياحية أصبحت فى حالة يرثى لها بدليل أن شركات السياحة غير قادرة على دفع التأمينات والكهرباء لعدم وجود إيراد او دخل يساعدها على تلبية احتياجاتها وتغطية المصاريف المكبلة بها فى الوقت الحالى خاصة انها مرت بثلاث سنوات عجاف.. الا ان الحكومة مازالت تتفرج عليها.

 

يضيف عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ورئيس لجنة الإعلام أن كل المؤشرات تشير إلى أن السياحة لن تتعافى إلا بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية.. مشيرا إلى ان أعمال العنف والحوادث الإرهابية والتفجيرات التى حدثت مؤخرا تسببت فى ضياع كل مجهودات الترويج للسياحة التى تبذل سواء من وزير السياحة هشام زعزوع الذى يجوب العالم شرقا وغربا بل ويواصل الليل بالنهار أو من العاملين بالقطاع السياحى العام والخاص تضيع هباء منثورا.. وكأننا مثل الذى يحرث فى الماء.. قائلا وزير السياحة يبذل جهودا كبيرة لعودة الحركة السياحية لطبيعتها لكن التحديات التى توجهها السياحة أكبر من مجهودات الوزارة.

 

ويرى أن السياحة هى الوجه الأخر للأمن.. فاذا كان هناك أمن سيكون هناك سياحة لأن السائح لا يذهب لأى مكان لا يشعر فيه بالأمان ولذا فإن أى حوادث أخرى ستدمر السياحة ولذا يجب الاسراع فى تحديث منظومة الأمن وتطويرها بامكانيات جديدة.. مشيرا إلى أن هناك محورين يجب أن تسير عليهما الدولة الممثلة فى كل الأجهزة الحكومية أولهما استمرار المشاركة فى الأحداث والمناسبات العالمية والتى تساعد فى عودة الحركة بنسبة كبيرة.. كما يضيف عبداللطيف أنه لكى تعود السياحة لوضعها الطبيعى لابد من مواجهة الدعاية المضادة فى الإعلام الغربى والعمل على توجيه وسائل الإعلام الغربية التوجيه السليم وخاصة أن هناك وسائل إعلام مقتنعة بوجهة نظر معينة وأخرى مأجورة وبدون ذلك تضيع الجهود وتذهب أدراج الرياح ونكون مثل الذى يحرث فى الماء.. لافتا إلى أن قطاع السياحة بذل ما فى وسعه من مجهودات من خلال كل وسائل الترويج الممكنة وغير التقليدية الا ان بعض السائحين مازالوا متخوفين من بعض مظاهر الانفلات الأمنى ومشاهد العنف التى يشاهدونها من خلال وسائل الإعلام الأجنبية التى يلجأ بعضها لتضخيم الموقف وعدم نقل الصورة الحقيقية لزيادة حجم الدعاية المضادة عن مصر فى مثل هذا التوقيت بالذات.

 

السياحة تحارب من كل الجهات

 

ويوضح عبداللطيف: أنه للأسف الشديد قطاع السياحة يُحارب من كل الجهات الحكومية رغم ادعائها مساندة قطاع السياحة حتى يتجاوز المحنة التى يمر بها منذ 3 سنوات فمثلا تقوم الضرائب بالحجز على العملاء المتعثرين كما ترفض التأمينات تجديد الرخصة للعملاء الذين لم يسددوا حصصهم.. قائلا كل الأجهزة الحكومية تحارب قطاع السياحة بما فيها مصر للطيران ويشير إلى أنه للأسف الشديد لايوجد اهتمام بالسياحة من قبل الأجهزة المعنية رغم انها الصناعة الوحيدة القادرة على الخروج بالاقتصاد المصرى من الكبوة التى يعيشها على مدار الثلاثة أعوام الماضية، يجب الاعتناء بها لتكون تحت رعاية واهتمام القيادة السياسية والحكومة بأكملها.

 

أما بالنسبة لدور البنوك فى دعم السياحة فيشير إلى ان دور البنوك فى دعم السياحة ظاهريا يعتبر ايجابيا لكنه يزيد الاعباء والديون على المنشآت السياحية خاصة أن الفوائد مستمرة، ويجب ان يتدخل البنك المركزى لدعم هذا القطاع من خلال سداد فرق الفائدة لحين تجاوز هذا القطاع هذه المحنة الصعبة التى مر بها على مدار أكثر من 3 سنوات متتالية.. لافتا إلى أن البنوك تقوم فقط بتأجيل الفوائد والتى تتراكم على الشركات والفنادق وجميع المنشآت السياحية.

 

«التأجيل ليس فى صالح هذه المنشآت خاصة ان الفائدة تصبح مركبة وتتضاعف وهو ما يزيد الأعباء والديون على هذه المنشآت» ــ قال عبداللطيف. ويوضح أن معظم البنوك ظاهريا موقفها ايجابى لأنها تؤجل عملية السداد حيث لا تطالب بالسداد فى الوقت الحالى لكن الفوائد محسوبة ومستمرة لأن البنك معذور لأن الأموال التى فى حوذته هى أموال المودعين ولذا اطالب البنوك بعدم محاسبة عملاء السياحة بالفوائد الطبيعية العادية وكأننى مازلت أعمل مثل الاوقات العادية.

 

واشار إلى ان دور البنك المركزى فى هذه المرحلة الراهنة هو تدعيم القطاع السياحى مع البنوك وحثها على ذلك من خلال اجراءات استثنائية «من المفروض رصد 3 مليارات جنيه من المركزى لدعم قطاع السياحة مع البنوك وحتى لا يتحمل البنك وحده الفائدة خاصة بعد مرور 3 سنوات صعبة على القطاع أدت إلى تراكم الديون مع الفوائد بخلاف أصل الدين» ــ قال عبداللطيف.

 

مؤكدا أهمية ان تتخذ البنوك قرارات بتخفيض سعر الفائدة بأقل نسبة ممكنة لقطاع السياحة على ان تساهم الدولة فى تدعيم القطاع بسداد هذه الفروق من خلال البنك المركزى.

 

صناديق على الورق فقط

 

ويؤكد عبداللطيف أننا نريد قرارات ثورية وليس دراسات لحل مشاكل الاستثمار السياحى فمثلا منذ 3 سنوات ندرس انشاء صناديق لدعم السياحة ومازالت هذه الصناديق حبرا على ورق ولا يوجد مسئول يعطى قرارا فوريا بدعم ومساندة هذا القطاع حتى يتجاوز المحنة التى يمر بها.. مشيرا إلى انه يجب إصدار قوانين حاسمة وقرارات سريعة أو مرسوم بقانون لحل مشاكل المستثمرين العرب وأيضا حل مشاكل المستثمرين المصريين ورفع المعاناة عنهم وذلك للمساهمة فى حل القنابل الموقوتة مثل مشاكل البطالة التى يعانى منها الشباب وايضا لحل المشاكل الاقتصادية.

 

ويشير إلى ان الشكوى ما زالت مستمرة من عدم ضخ استثمارات جديدة بالرغم من ان كل العرب والخليج يدعمون مصر بقوة لتجاوز هذه المرحلة، و يجب منحهم تسهيلات كثيرة فهذه أفضل فرصة لمنحهم مزيدا من فرصة للا ستثمار وضخ أموال جديدة فى مثل هذا التوقيت.. لافتا إلى أنه يجب حل مشاكل الأراضى التى تم سحبها بحجة ان النظام القديم منحها لهم بتسهيلات كبيرة.

 

وقال عبداللطيف إن وزارة البيئة أصبحت معوقا رئيسيا من معوقات الاستثمار السياحى.. متسائلا اين دورها فى خدمة المجتمع وحل المشاكل مثل التلوث البيئى وتلوث الهواء والتى تسببت فى زيادة نسبة الأمراض والوفيات كما تهمل الاشراف على اساليب الزراعة المضرة ولا تتخذ قرارات حاسمة فى الظواهر التى تضر افراد المجتمع كله والناتجة عن التلوث البيئى والهوائى وعوادم السيارات.. ويطالب بسرعة اعادة هيكلتها ليكون هدفها خدمة المجتمع وعدم التداخل فى شئون قطاعات اخرى تدر دخلا للدولة لتعوق عملها مثل قطاع السياحة.

المصدر : الشروق

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله