Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

وحشتونا يا عرب..شعار مصر في ملتقي دبي بقلم : جلال دويدار

وحشتونا يا عرب..شعار مصر في ملتقي دبي

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

 

أن يتحقق الاستقرار الذي يعد ركيزة أساسية لمواصلة السياحة.. صناعة الأمل لمسيرتها فإنه ليس أمامنا سوي اعمال الفكر وبذل الجهود لضمان استمرارالنشاط السياحي حتي ولو كان محدودا. طبعا فإن هذا الاستقرار المنشود يعني في مضمونه أن الأمن أصبح متوافرا.

في الحالة المصرية فإن الأمل معقود حاليا لتحقيق هذا الهدف علي استكمال مراحل الاستحقاقات الدستورية باعتبارها الأساس الذي يقام عليه بنيان الدولة المصرية الحضارية الديمقراطية المدنية التي نتطلع إليها. وإلي أن نصل إلي هذه المحطة وحتي لا تتوقف عجلة السياحة عن الدوران فإن الجهود لابد أن تتواصل في كل اتجاه من جانب القطاع الرسمي المتمثل في وزارة السياحة وأجهزتها بالتعاون الفعال مع القطاع الخاص بكل تنظيماته وقواعده.

***

هذا التحرك الذي يجب أن يتسم بطابع مواجهة الأزمة.. يعني العمل بكل السبل لضخ الدماء في شرايين السياحة المصرية. ولا يمكن أن يخفي ان هذه الصناعة تعرضت لاطول محنة في تاريخها استمرت علي مدي السنوات الثلاث الماضية التي اعقبت ثورة 25 يناير 2011.. ان مسئولية هذا الوضع تقع علي عاتق جماعة الإرهاب الإخواني وأذنابها من الارهابيين والفوضويين والعملاء التي سعت إلي حرمان مصر الدولة من العائد الكبير للسياحة الذي كان قد أضاف للموازنة العامة عام 2010 قبل هذه الثورة 12.5 مليار دولار.

إلي جانب تبني الاتجاه للجهود العامة والخاصة لجذب السياح من الأسواق الآسيوية كالهند والصين واليابان لتعويض تراجع حركة السياحة التقليدية من أوروبا.. فقد حرص هشام زعزوع وزير السياحة علي أن يشمل هذا البرنامج بشكل أساسي خطة نشطة لاعادة السياحة العربية إلي مصر. استند لتعظيم هذا التحرك علي التخلي عن الأسلوب الخطأ الذي تبنيناه علي مدي سنوات والذي يعتمد علي ان السياح العرب قادمون قادمون. لم نضع في اعتبارنا ونحن نرفع هذا الشعار.. المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها الدول الخليجية المصدرة للسياح والتي كان لها تأثير علي توجهاتهم في قضاء الإجازات.

كان طبيعيا أن تضيف حالة عدم الاستقرار والانفلات الأمني بعدا جديدا إلي هذا التراجع. ساهم في ذلك أن النسبة الكبيرة من هؤلاء السياح العرب تتشكل من العائلات التي كانت تستهويها ليالي ومسارح القاهرة والاحساس بالأمن والأمان المفقودين حاليا في مصر.

***

علي ضوء استعادة مصر لجاذبيتها ورونقها بعد انهاء غمة جماعة الإرهاب الإخواني وما تبع ذلك من تهيئة المناخ العام لعودة السياحة العربية بشكل خاص والسياحة الاجنبية بشكل عام.. تم اعداد برنامج ترويجي يخاطب إخوة وعواطف السياح العرب استنادا إلي ذكرياتهم العزيزة عن مصر أم الدنيا.. محوره كلمة واحدة هي »وحشتونا«.

لم يقتصر هذا البرنامج علي مخاطبة العواطف فحسب وإنما شمل ايضا تقديم الاغراءات الاقتصادية والحوافز التي تتواءم ومتطلبات منافسة  الدول الأخري. تضمن هذا البرنامج عروضا لرحلات إلي مصر تشمل الاقامة والطيران. ولأول مرة قدمت الفنادق اسعارا خاصة للسياح العرب تنهي الشكوك المستمرة من جانبهم بالمغالاة في هذه الاسعار التي كانوا يرونها تتسم بالتفرقة  في المعاملة بينهم وبين السياح الأجانب، ورغم ان قضية الاسعار لا تحتل أهمية للسائح العربي في ظل ارتفاع مستوي المعيشة وازدياد قيمة عملاتهم الا ان احساسهم بالتفرقة في المعاملة أصابتهم بعقدة  نفسية محورها تعرضهم للاستغلال.

***

في إطار خطة الترويج للسياحة العربية كان طبيعيا أن يتم علي اوسع نطاق استثمار التواجد المصري في الملتقي السياحي العربي الذي ستبدأ فعالياته يوم الاثنين القادم في دبي. تعُد مشاركة هشام زعزوع وزير السياحة في هذه المناسبة علي رأس الوفد المصري ركيزة أساسية ومهمة تعكس  اهتمام مصر باستعادة مكانتها كمقصد سياحي رئيسي للسياح العرب. هذه المشاركة عالية المستوي تتيح لاجهزة الإعلام العربي عقد اللقاءات ومتابعة الأنشطة المصرية وهو ما يمكن اعتباره دعاية مجانية. يضاف إلي ذلك ما سوف يكتب في الصحف ويعرض في محطات التليفزيون العربية بعيدا عن الحملات المنظمة المدفوعة ، في هذا المجال تم اعداد برامج لدعوة العديد من رجال الصحافة والإعلام العرب للقيام بجولات سياحية داخل مصر للاطلاع علي المنتج السياحي.

***

ولان الطيران هو عصب أي حركة سياحية ايجابية فقد تمت عقود لتسيير رحلات جوية مباشرة إلي الغردقة ومرسي علم وشرم الشيخ من السعودية والامارات والكويت. لا جدال أن مثل هذه الرحلات المباشرة تعد عنصرا جاذبا لنسبة كبيرة من السياح سواء من ناحية الراحة أو التكلفة. تأثير هذا البرنامج الترويجي المصري مرهون بالبدء المبكر ليتناسب مع الإجازات الصيفية وشهر رمضان وعيد الفطر التي تعد مواسم رئيسية للسياحة العربية. لن يقتصر التحرك المصري علي هذه العناصر الترويجية وانما تم اعداد خطة لزيارات يقوم بها وزير السياحة هشام زعزوع لكل من السعودية والكويت وابوظبي.

من المؤكد ان تنشيط السياحة المصرية إلي مصر سوف يكون له مردود سياسي يتمحور في دعم العلاقات المصرية العربية علي المستوي الشعبي يضاف إلي ذلك العائد الاقتصادي المجزي الناتج عن ارتفاع معدلات انفاق السائح العربي.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله