استهداف الإماراتيين يهدد موسم السياحة الخليجي بلندن
لندن " المسلة " … فوجئ البريطانيون بثاني جريمة سرقة تستهدف سياحاً إماراتيين في لندن، عندما اقتحمت عصابة مسلحة منزلاً تسكنه عائلة إماراتية، وقامت بسرقة ما فيه من أموال ومجوهرات، لتوجه بذلك ضربة خطيرة للقطاع السياحي البريطاني الذي يلعب الخليجيون دوراً كبيراً فيه، ويستحوذ هو على جزء مهم من الاقتصاد المحلي البريطاني.
ويخشى وكلاء سياحة في بريطانيا أن تؤدي هذه الجرائم إلى انهيار الموسم السياحي، خاصة وأنها تأتي قبيل بدء موسم العطلات السنوية، وفي الوقت الذي يبدأ فيه الخليجيون بإجراء الحجوزات من أجل السفر إلى لندن صيفاً، وخلال العطلات الدراسية.
ورغم أن مدينة لندن تعتبر من الأماكن الآمنة في العالم، ليلاً ونهاراً، إلا أنها لا تخلو من بعض الجرائم بين الحين والآخر، خاصة السرقة والاحتيال، إلا أن وقوع جريمتين في وقت متقارب ضد ضحايا من نفس الجنسية، وكلا الجريمتين تتضمنان عنفاً مصاحباً للسرقة، هو ما يدفع إلى القلق ويعكس صورة سلبية غير صحيحة عن الوضع الأمني في لندن، بحسب ما قال وسيط سياحي لــ"العربية نت".
ويقول الوسيط السياحي العربي الذي يعمل في شارع "إجور رود" الشهير وسط لندن، إن "السياح الإماراتيين يستحوذون على أهمية كبيرة، حيث إن أعداداً كبيرة منهم تفضل قضاء إجازاتها الصيفية في لندن، كما أنهم يأتون إلى بريطانيا للتسوق بما يعني أنهم ينعشون قطاعي السياحة والتجزئة". ويبدي الوسيط تخوفه من إحجام الكثير من الإماراتيين عن زيارة بريطانيا بعد جريمتي السرقة اللتان استهدفتا سياحاً إماراتيين مؤخراً، مشيراً إلى أن "هذه الجرائم قد تنقل صورة خاطئة عن البلاد".
ويرى الوسيط السياحي أن تكرار استهداف الإماراتيين لا يبدو أمراً مدبراً بقدر ما أنه مصادفة، حيث إن السرقة هي الهدف في كلتا الحالتين، والسارق لا يعرف سوى النقود ولا يميز بين جنسية وأخرى، مشيراً إلى أن ملايين السياح يتدفقون على بريطانيا سنوياً، بمن فيهم الخليجيون، دون أن يواجهوا أية مشاكل باستثناء حالات نادرة.
وتبين من تقرير صادر عن وكالة السياحة البريطانية (VisitBritain)، اطلعت عليه "العربية نت"، أن أعداد السياح الخليجيين سجلت ارتفاعاً خلال الشهور التسعة الأولى من العام الماضي 2013 بنسبة 10%، كما تبين أيضاً أن إنفاق السياح الخليجيين في بريطانيا ارتفع بنسبة 11%، وهو ما يؤكد أنهم يستحوذون على أهمية كبيرة بالنسبة للقطاع السياحي برمته.
وأظهر التقرير أنه خلال الشهور التسعة المشار إليها زار بريطانيا أكثر من 452 ألف سائح خليجي، أنفقوا خلال زياراتهم أكثر من مليار جنيه استرليني (1.6 مليار دولار أميركي). وتقول وكالة السياحة البريطانية في تقرير آخر لها إن القطاع السياحي في البلاد يُشغل أكثر من ثلاثة ملايين موظف، موزعين على أكثر من 200 ألف شركة ومنشأة تجارية مختلفة، مشيرة إلى أن القطاع السياحي البريطاني يعتمد بصورة أساسية على الزوار الذين يأتون من الخارج، ويستفيد الاقتصاد البريطاني بصورة أساسية من تحويلات العملة الأجنبية التي تتم داخل المملكة المتحدة.
يذكر أن بريطانيا أقرت مؤخراً مجموعة من التسهيلات الخاصة للخليجيين والتي تتعلق بإصدار تأشيرات الدخول لهم، بما يخفف من الإجراءات المطلوبة من طرفهم لزيارة بريطانيا، فيما لا يتطلب الأمر بالنسبة لمواطني بعض الدول الخليجية سوى إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى السفارة قبل 24 ساعة فقط من تاريخ السفر للحصول على رد بريدي يمثل بديلاً عن الحصول على تأشيرة الدخول.