Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

ريحان: آثار شمال سيناء مهددة بفعل المياه الجوفية و تحتاج للحماية

ريحان: آثار شمال سيناء  مهددة بفعل المياه الجوفية و تحتاج للحماية

 

القاهرة "المسلة"… أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن آثار شمال سيناء خاصة المواقع القريبة من ساحل البحر المتوسط مهددة بالتلاشى تماما بفعل المياه الجوفية وتحتاج لمشروع عاجل لخفض منسوب المياه لا يمكن لوزراة الآثار تحمل تكلفته فى ظروف نقص الموارد حاليا ، مطالبا بالتنسيق والتعاون بين وزارات الآثار والبيئة والسياحة ، والمحليات وتخصيص جزء من الموارد المخصصة لتنمية سيناء لهذا المشروع.

 

وقال ريحان  في تصريح له اليوم السبت  إن أحدث دراسة أثرية هندسية بيئية للمهندس سعد الله سليمان أبو المجد المهندس بقطاع المشروعات بوزارة الدولة لشئون الآثار أكدت أن المباني الأثرية بشمال سيناء تعرضت وتتعرض لعوامل وقوى تلف مختلفة ومنها ارتفاع مناسيب المياه الأرضية بالمنطقة الساحلية بشمال سيناء لوقوع هذه المنطقة فى نهاية أحواض الصرف السطحي لمناطق الهضاب الوسطى والقباب الشمالية والتي تستقبل كميات كبيرة سنوية من المياه.

 

وأضاف أن المباني الأثرية تتعرض كذلك إلى تداخلات المياه البحرية لقربها من البحر المتوسط وارتفاع منسوب المياه فى البحر المتوسط للتغيرات المناخية التى تسود العالم نتيجة لظاهرة الاحتباس الحرارى وزيادة معدل درجات الحرارة وما تسببه من إذابة ثلوج القطب الجنوبى و ارتفاع مستوى سطح البحر .

 

ولفت إلى أن ذلك أدى لارتفاع منسوب المياه في الجيوب السطحية المنخفضة المتاخمة للمناطق الساحلية وتسرب مياه البحر المالحة لتختلط بالخزان الجوفى العذب ، ما يزيد من مناسيب المياه الجوفية تحت أساسات المنشآت خاصة الأثرية حيث رصد زيادة في منسوب البحر بارتفاع متر خلال هذا القرن.

 

وأشار ريحان إلى أن هناك ارتفاعا فى مناسيب المياه الأرضية والتي يبدأ منسوبها من 5ر0 متر فى المواقع الأثرية بمدينة الفرما التاريخية وقلعة الطينة ومنطقة الزرانيق وتصل إلى 1ر9 متر من سطح الأرض في منطقة الميدان بالقرب من العريش بما تحمله من أملاح ذائبة تصل إلى الجدران من التربة مرورا بأساسات المبانى الأثرية بالخاصية الشعرية أو ما يعرف بالارتفاع الشعري للمياه الأرضية التى تعمل على تفتت مكونات الأحجار وما عليها من نقوش أو رسومات.

 

وأوضح أن تذبذب منسوب المياه الأرضية أسفل أساسات المباني الأثرية يسبب خللا إنشائيا وشروخا أو انهيارات فى بعض الجدران أو الأعتاب أو الأعمدة حيث إن معظم أساسات المبانى الأثرية غير عميقة ، بالإضافة إلى الحمل الكبير الواقع عليها خاصة بمنطقة الفرما.

 

وبين أن "التربة من النوع الطفلي الذي يتأثر بالمياه لاحتوائه على معادن "المونتوريلوينت" وبحدوث "الانتفاش" والانكماش تتولد إجهادات عالية وضغوط تؤدى إلى رفع وخفض الأجزاء الإنشائية فى المبنى الأثري ; ما يسبب انهيارات للعناصر الإنشائية سواء كانت انهيارات جزئية أو كلية.

 

وأكد ريحان أن الدراسة تطرح مشروعا مبنى على أسس علمية لتخفيض و تثبيت المياه الأرضية ، وذلك من خلال حفر خندق حول المواقع الأثرية لتخفيض منسوب المياه الأرضية وتجميعها خلال مواسير مثقبة بالميول اللازمة ورفعها بعيدا أو عمل مجموعة من الآبار حول الأثر طبقا لطبيعة التربة بالمنطقة لسحب تدريجى للمياه من التربة حتى يتم تثبيت منسوب المياه الأرضية أسفل الأساسات ويتم توصيلها بنظام صرف خارج المنطقة أو عمل مجموعة مصارف مكشوفة أو مغطاة حول المواقع الأثرية.

 

وذكر أن منطقة شمال سيناء تحوى آثارا مصرية قديمة ورومانية ومسيحية وإسلامية حيث تضم آثار الطريق الحربى الشهير (طريق حورس) الممتد من ثارو (القنطرة) حتى مدينة رفح واستخدم هذا الطريق منذ أيام الدولة الوسطى (2133-1786ق.م.) ولقد قام سيتى الأول (1318-1304ق.م.) بإنشاء وتجديد نقاط الحراسة لحماية الطريق.

 

وأضاف أن المنطقة تضم آثار طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء منذ القرن السادس الميلادي والأديرة والكنائس التي تقع فى طريق العائلة المقدسة بسيناء من رفح إلى القنطرة شرق ومنها كنائس الفلوسيات وكنائس تل مخزن وعدة كنائس بطرز معمارية مختلفة بمنطقة الفرما.

 

وبين أن شمال سيناء تضم أيضا آثارا إسلامية مهمة مثل حصن الطينة ومسجد قاطية وقلعة العريش ، كما تعتبر مدينة الفرما من أهم المدن التاريخية بسيناء فهى المدينة التى ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبى الله يعقوب عليه السلام من أبنائه ألا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرقة وهى أبواب مدينة الفرما ، وهى عامرة بالآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية وتقع على طريق رحلة العائلة المقدسة بسيناء.

 

وقد سارت العائلة المقدسة قادمة من فلسطين إلى غزة ثم (رافيا) رفح ، رينوكورورا (العريش) ، أوستراكين (الفلوسيات) ، القلس (تل المحمدية) ويلوزيوم (الفرما) ومر بها عمرو بن العاص رضي الله عنه فى طريق فتحه لمصر قادما من العريش.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله