حكومة الجزائر تطرح 115 مشروع سياحى جديد بـ 3.1 مليار دولار
الجزائر "المسلة"…. تُخطط الحكومة الجزائرية لإطلاق 115مشروعاً سياحياً جديداً بقيمة 3.1 مليار دولار خلال العام 2014، وفقاً لما صرحت به مصادر رسمية لـ"زاوية". وقال مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية الجزائر محمد الصالح بن عكموم "إن الحكومة تعتزم إطلاق مشروع تهيئة مزرعة الرياح الكبرى باستثمارات إماراتية، حيث ستبدأ أعماله مطلع شهر مارس المقبل بتكلفة 100 مليون دولار".
حسب المسئول الجزائري لـ زاوية "فأن عاصمة بلاده ستشهد إنشاء 15 فندقاً سياحياً جديداً خلال العام الجاري، تُضاف إلى 10 فنادق تم إنشاؤها العام الماضي 2013، ويتدرج تصنيف الفنادق الجديدة بين نجمة و 5 نجوم، بطاقة استيعاب تقدر بـ 1500 سرير، مما يوفر حوالي800 فرصة عمل جديدة، ويساهم في سد العجز على مستوى الفنادق بالعاصمة".
أضاف بن عكموم " أنه سيتم طرح مناقصات لتمكين الأجانب من إدارة الفنادق المتواجدة بالعاصمة مع شركاء محليين وفق قاعدة 51 بالمائة للجزائريين و49 بالمائة للأجانب، وستكون المناقصات متاحة أمام الفرنسيين والأتراك والتونسيين".
كما أعلن بن عكموم عن انطلاق الدراسات حول إعادة تهيئة الفنادق العمومية على مستوى منطقة التسيير السياحي بـ"زرالدة وسيدي فرج والوسط"، وسيتم البدء في هذه العملية خلال شهر يونيو المقبل، كخطوة لإعادة الاعتبار إلى المنتجعات السياحية والفنادق الجزائرية، وفيما يخص مشروع "الجزائر مدينة" الواقع شرق العاصمة الجزائرية أكد بن عكموم تواصل الأعمال به، قائلاً " إنه تم استكمال 70% منه، ومن المنتظر تسليمه بصفة نهائية قبل نهاية العام الجاري".
تطور ملحوظ
وفقاً للحصيلة السنوية لوزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية، فقد شهدت 3 مشاريع سياحية عربية في الجزائر تطورا ملحوظا تجاوز 50? خلال شهر يناير الجاري، وقال مدير الديوان الوطني للسياحة والأسفار الجزائري محمد سلاطنية
" أن من بين هذه المشاريع الثلاثة مشروع شركة "تراست" بمنطقة باب الزوار بالعاصمة الجزائرية، والذي يضم فندقاً 5 نجوم، وأخر 4 نجوم، وشققاً فندقية 4 نجوم وأخرى 3 نجوم، بالإضافة إلى مكاتب ومركز تجاري، ويتم تنفيذ المشروع باستثمارات أردنية قطرية بحرينية تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، حيث سيساهم في توفير 1000 فرصة عمل، بطاقة استيعاب تعادل 1650 سريراً".
أما المشروع الثاني فهو مشروع "فوروم الجزائر" بمنطقة التوسع السياحي "سيدي فرج" الذي يتضمن فندقاً 5 نجوم يحتوي على 271 غرفة، وشققاً فندقية بـ68 وحدة، وفيلات سياحية على الشاطئ، ومركزاً تجارياً ومارينا ومستشفى ومكاتب و496 وحدة سكنية خارج منطقة التوسع، ويتم تنفيذ هذا المشروع باستثمارات إماراتية تعادل 375 مليون دولار، وسيساهم المشروع في توفير 1500 فرصة عمل، وإضافة 1000 سرير" كما يُضيف سلاطنية.
يُذكر أن الصندوق الجزائري السعودي للاستثمار يقوم بتنفيذ المشروع الثالث، "أسيكوم"، وذلك باستثمارات تعادل 100 مليون دولار، في إطار مشروعات الاستثمار السياحي التي تتم بالشراكة مع القطاع الخاص بولايات "سكيكدة ، قسنطينة، بجاية"، ويتضمن المشروع إقامات ومنازل سياحية، ومركز للاستشفاء والمعالجة بمياه البحر، وحديقة ترفيهية، ويوفر المشروع 1500 فرصة عمل، ويضيف 1684 سريراً جديداً.
معدلات نمو جيدة
قطاع السياحة في الجزائر حقق معدلات نمو جيدة خلال العام الماضي،وفقاً لما صرح به محمد موزاي مستشار وزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية، مضيفاً " أن القطاع ساهم في توفير 930 ألف فرصة عمل جديدة، بمساهمة صافية قدرت بـ 2.5 مليار دولار، وقيمة مضافة قدرت بـ 1.8مليار دولار، و2.8 مليار دولار خاصة بقطاع الصناعة التقليدية بمساهمة صافية قدرت بـ 2 مليار دولار كقيمة مضافة مؤكدا مساهمة القطاع ب ـ4% في الناتج الوطني العام".
أشار " أن 2.5 مليون سائح زاروا الجزائر خلال 2013 من بينهم قرابة مليون سائح أجنبي، وأكثر من 1.5 مليون سائح جزائري مقيم بالخارج، بزيادة قدرت بـ3.75 بالمائة مقارنة بعام 2012، فيما صدرت الجزائر خلال عام 2013، حوالي 2 مليون و135 ألف سائح لدول أخرى بزيادة قدرت بـ 11.75 بالمائة مقارنة بعام2012".
فيما يتعلق بالاستثمارات السياحية خلال 2013 كشف مستشار وزارة السياحة أن إحصاءات الوزارة تشير إلى وجود 517 مشروعاً جاري العمل بها حالياً، و122 مشروع تم تجميد العمل بها، و115 مشروعاً لم يتم طرحها بعد تتجاوز قيمتها 3.1 مليار دولار، و48 مشروعاً تم الانتهاء منها، من مجموع 802 مشروعاً ذات طاقة استيعابية قدرت بـ 92 ألف و512 سريراً، وتوفر ما يقارب 43 ألف فرصة عمل جديدة.
جهود مطلوبة
فارس مسدور، الخبير الاقتصادي وأستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الجزائر، يقول "أن قطاع السياحة يلعب دوراً هاماً ورئيسياً في زيادة الناتج الوطني العام الجزائري، إلا أنه لا يزال غير قادر على منافسة قطاع المحروقات الذي يمثل 98% من صادرات الجزائر، وهو ما يتطلب من الحكومة التعجيل في تسليم المشاريع العالقة، لرفع طاقة استيعاب الفنادق، والتمكن من مضاعفة عدد السياح الوافدين إلى الجزائر خاصة السياح الأجانب".
فيما يؤكد مسعود مجيطنة، الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، أن قطاع السياحة قطاع استراتيجي وهام جدا في الجزائر، إلا أنه لا يزال يشهد تأخراً ملحوظاً، وهو ما يتطلب من الحكومة فتح المجال أكبر أمام المستثمرين في القطاع، سواء بالنسبة للشركات العربية، على غرار المجمعات الفندقية الخليجية واللبنانية والتونسية التي تتمتع بخبرة كبيرة جدا في هذا المجال، وسبق أن أبدت اهتماماً بالسوق الجزائرية، أو حتى الشركات الأجنبية وفي مقدمتها التركية والإسبانية والفرنسية.