اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

دراسة جديدة تطرح حلولاً علمية لمعالجة التأثيرات البيئية على آثار شمال سيناء

دراسة جديدة تطرح حلولاً علمية لمعالجة التأثيرات البيئية على آثار شمال سيناء

كتب د. عبد الرحيم ريحان 
 

القاهرة "المسلة" … بنيت معظم المبانى الأثرية بشمال سيناء بالحجر الجيرى والرملى لتوفرهما بالمنطقة لطبيعة التركيب الجيولوجى بها وبمرور الوقت تعرضت هذه الاثار إلى عوامل تلف قوية كالعوامل البيئية والجيوبيئية وأصبحت قلعة الطينة بسهل الطينية بشمال سيناء أكثر المواقع تضررا بالعوامل البيئية مما يهدد بفقدانها ومن هذا المنطلق كانت الدراسة العلمية للمهندس سعد الله سليمان أبو المجد المهندس بقطاع المشروعات بوزارة الدولة لشئون الآثار لحماية هذه القلعة وبقية آثار شمال سيناء وعنوانها " التأثيرات البيئية على الآثار الإسلامية بمنطقة شمال سيناء " والذى حصل بها على درجة الماجستير من معهد البيئة بجامعةعين شمس بجدارة واستحقاق مقدماً خطة متكاملة لعلاج وترميم وصيانة القلعة .

 

وقد أشرف على الرسالة ا.د/ عادل يسً محــــرم أستاذ العمارة بمعهد الدراسات والبحوث البيئية جامعة عين شمس ، ا.م.د / محمد كمال خلاف أستاذ ترميم الآثارالمساعد وكيل كلية الآثار لتنمية المجتمع وشئون البيئة – جامعة الفيوم وتكونت لجنة المناقشة والحكم من أ.د محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ الآثار الإسلامية قسم الآثار – كلية الآداب جامعة عين شمس ، أ.د حسام فهمى إمام أستاذ وإستشارى هندسة الصخور والجيولوجيا الهندسية وترميم الآثار – كلية الهندسة – جامعة القاهرة أ.د/ عادل يسً محــــرم ، د / محمد كمال خلاف ونوقشت الرسالة بقاعة أ.د محمد عبد القادر الخفيف بمعهد البيئة بجامعة عين شمس الأحد 22 ديسمبر .

 

وحددت الدراسة نوعية الصخور بشمال سيناء والتى استخدمت فى المبانى الأثرية وهى الصخور الرسوبية التي تم ترسيبها فوق مساحات كبيرة منها خلال العصور والأزمنة المختلفة نتيجة لطغيان بحر التيش القديم وعمليات الترسيب التي تمت بفعل العوامل الخارجية الأخرى وهذا يوضح أسباب استخدام الأحجار الرملية والجيرية فى البناء وقد استخدمت الأحجار الرملية فى قلعة العريش وموقع الفلوسيات علاوة على استخدام ترسيبات الغرين في تصنيع الطوب كمادة بناء رئيسة في المناطق الساحلية وأماكن روافد الأودية وقد استخدم الطوب المحروق فى المناطق المتاخمة لفرع النيل البيلوزى المار بسيناء كما فى مسجد الظاهر بيبرس بقاطية وقلعة الفرما ومجموعة تل مخزن و حصن الطينة وقلعة أم مفرج واستخدامت مونة الجيركمادة أساسية كما فى قلعة نخل ومونة الجبس كما فى مبنى الخوينات والقصروميل كما فى قلعة الفرما والطينة ومسجد الظاهر بيبرس . أو الحمرة والتى أستخدمت في الخزانات والصهاريج .

 

واتضح أن العوامل البيئية التى أثرت على الآثار تمثلت فى ظاهرة الكثبان الرملية التى كونت تلال سببت ضغوطا رأسية وجانبية على الآثار علاوة على التربة الطينة في السهل الساحلى وما تحمله من أملاح مع وجود المستنقعات والبحيرات و قربها من البحر مما تسبب فى عدم اتزان للأثر كما أحدثت الرياح الشديدة الحاملة للرمال فى تآكل الأحجار كما أحدث ارتفاع درجة الحرارة شروخاً فى الآثار نتيجة عمليات التمدد والانكماش وكذلك الرطوبة النسبية وتأثيرها على الملاط والمون والأمطار وتسببها فى حدوث تقشر وظهور طبقات ملحية على أسطح الجدران كما مثلت السيول قوة ديناميكية عملت على انهيار بعض العناصر الإنشائية كالحوائط وتشرب وامتصاص التربة أسفل مبنى قلعة الطينة كمية من المياه شكلت قوة ضغط إلى أعلى فأحدثت اختلال فى المبنى .

 

وتشير الدراسة للعوامل الجيوبيئية التى أثرت على الآثار ومنها الزلازل والتى تعتبر من أخطر عوامل التلف الميكانيكى نظرا لتولد قوى أفقية مفاجئة تؤثر بشكل كبير على المبانى الأثرية مع عدم تصميم هذه المبانى لمقاومة الزلازل وتقع شمال سيناء ضمن التقسيم الزلزالى الضعيف 4.5درجة بمقياس ريختر أما ساحل البحر المتوسط فيقع فى المناطق النشطة زلزاليا أكثر من 5.5 درجة وكذلك تأثير نوعية التربة أسفل المبانى الأثرية سواءاً كانت تربة طينية كما فى منطقة الفرما الواقعة على ساحل البحر المتوسط على بعد 6كم من البحر ومع وجود معادن قابلة للانتفاخ مثل معدن الكاولينيت و المونتمورلونيت التى تغير من خواصها الميكانيكية وشكلها عند ملامستها المياه بشتى أنواعها مما يؤدي لحدوث إنتفاخ وتقلص لحجمها عند فقدها للمياه وبهاتين الحالتين تتولد فى التربة إجهادات عالية مما يعمل علي حدوث خلل للمبنى الأثرى فينتج الشروخ والتصدعات وكذلك التربة المتماسكة الجافة من من الطمى القابل للانتفاش عند التعرض للماء كالتربة أسفل قلعة نخل.

 

وقدمت الدراسة التشخيص الهندسى البيئى لعوامل التلف والرؤية للعلاج لرفع القدرة الإنشائية لقلعة الطينة من خلال تدعيم وحقن وعزل الأساسات وصلب السقف والأعتاب والعقود والقبوات وحل المشكلات الناجمة عن المياه الأرضية بعمل مشروع تخفيض و تثبيت المياه السطحية وذلك من خلال حفر خندق حول القلعة لتخفيض منسوب المياه الأرضية وتجميعها خلال مواسير مثقبة بالميول اللازمة ورفعها بعيدا عن القلعة أو عمل مجموعة من الآبار حول الأثر طبقا لطبيعة التربة بالمنطقة لسحب تدريجى للمياه من التربة حتى يتم تثبيت منسوب المياه الأرضية أسفل الأساسات ويتم توصيلها بنظام صرف خارج المنطقة واستبدال التربة السبخة بتربة رملية مع الدمك الجيد ولفترة طويلة حتى تستقر وتثبت ليتم إزالة التربة داخل القلعة بين الوحدات وداخل الغرف والحجرات وتثبيت التربة كيميائيًا.

 بإضافة الأسمنت أو الجير لها لغرض تحسين خواصها الجيوتكنيكية حيث يمكن الحقن للتربة للوصول إلى إجهاد مطلوب ولتحسين خواصها وترميم الأساسات وذلك من خلال تغيير الأحجار التالفة بأحجار أخرى سليمة لرفع القدرة الإنشائية للأحجار مع تدعيم الحوائط وتقويتها وذلك بتزرير الشروخ وتربيط الحوائط المتعامدة معا وزيادة قدرتها على تحمل أحمال الزلازل وذلك باستخدام الدبل الخشبية وحقن الأساسات بمونه مكونة بمواد مماثلة للمونه القديمة المستخدمة بإضافة بعض المحسنات مع حقن جميع الحوائط لملأ الفراغات والحشوات بينها لزيادة مقاومتها وتحسن أدائها.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled