اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

سياحة المأكولات‏..‏ عنصر جذب ووسيلة للترفيه والمتعة لا يوجــد ســــائح لا يأكـل‏..‏ بقلم : مصطفى النجار

سياحة المأكولات‏..‏ عنصر جذب ووسيلة للترفيه والمتعة لا يوجــد ســــائح لا يأكـل‏

 

بقلم : مصطفى النجار … ذات مرة لفت نظري أحد الأصدقاء الي عشقه للمطبخ واختراعه للأكلات فسألته عن سر هذه الهواية فقال إنني أحس أن الأكل يقرب الناس من بعضهم فضلا عن كونه متعة كبيرة‏..‏ ومحفزا للناس علي التعارف والصداقة‏..‏ تلك هي القضية‏..‏ أو هي الاجابة التي ذكرتني بدراسة مهمة قرأتها منذ فترة لخبراء منظمة السياحة العالمية‏..‏ حول الطعام‏..‏ وقررت نشرها اليوم‏.

 

وفي البداية تطرح الدراسة هذا السؤال:

هل يوجد سائح علي وجه الأرض لا يتناول المأكولات في أثناء سفره في رحلة إلي دولة أخري؟
بالتأكيد لا.

ولكن.. هل يمكن أن يكون هناك سائح يسافر إلي بلد أو مدينة ما خصيصا من أجل تناول الطعام؟ بمعني, هل يمكن أن يكون الطعام نفسه سببا من أسباب سفر السائح من دولة إلي أخري؟

 

الإجابة التي قد تدهش كثيرين علي السؤال الأخير هي نعم.

فقد أصبح هناك علي مستوي العالم بالفعل ما يمكن تسميته سياحة المأكولات’ أوfoodtourism, لدرجة أن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أصدرت كتبيا خاصا عن هذا الموضوع مؤخرا تناول موضوع الأكل أو المطبخ باعتباره الان واحدا من أهم الاتجاهات الحديثة للسفر في عصرنا الحديث.

وأشار هذا الكتيب أو التقرير إلي أن الكثير من الدول والحكومات والمنظمات السياحية ووكالات السفر والفنادق والمطاعم باتت تولي أهمية كبري بهذا الاتجاه من أجل جذب السائحين إليها, إما عن طريق اجتذابه بمطبخ متميز خاص بالدولة كلها يجعل السائح راغبا في التعرف علي مأكولات هذا البلد بوصفه جزءا من ثقافته وأسلوب حياته, أو عن طريق توفير أرضية كافية للسائح تشمل أكلات ووجبات ومطابخ متنوعة من كل أنحاء العالم بما فيها المطبخ الذي تشتهر به الدولة نفسها او المأكولات الأخري غير المعروفة, أو حتي المأكولات” المعولمة” والوجبات السريعة التي تقدمها مطاعم ذات أسماء عالمية مشهورة.

الإحصائيات تقول إن100% من سائحي العالم ينفقون أموالا علي الطعام خلال رحلاتهم, وهي إحصائية ساذجة, لأنها تتحدث عن شيء بديهي, فلا يوجد سائح لا يأكل, ولكنها إحصائية تمهيدية وردت في بداية التقرير الهدف منها إظهار عنصر الجذب السياحي الغائب عن أذهان الكثيرين, فطالما أن100% من سائحي العالم سينفقون بالتأكيد أموالهم علي المأكولات, فإنه من البديهي أن الدولة التي ستوفر أصنافا وفرصا متنوعة للطعام أمام السائح ستكون أكثر قدرة علي جذب عدد أكبر من السائحين.

كما أن الدولة التي يتوافر بها عدد لا بأس به من المطاعم والأكلات المميزة ستكون أكثر جذبا للسائح من الدولة التي توجد فيها مشكلات تعوق السائح مثلا, فهناك أنواع من السائحين يفضلون السفر إلي الدول التي تتوافر فها مطاعم الوجبات السريعة التي يعرفونها في بلدانهم الأصلية, بينما هناك سائحون آخرون يبحثون عن ثقافات غذاء ومأكولات محلية من باب التغيير والتعرف علي أنماط حياة عالمية جديدة.

وتناول الجزء الأول من التقرير الحديث عن أهمية تطوير صناعات الغذاء والمأكولات وأحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال, ونتائج الدراسات التي أجرتها منظمة السياحة العالمية في هذا الصدد.

وتناول الجزء الثاني الحديث عن بعض المبادرات الخاصة بالترويج لسياحة المأكولات مثل يوروتوكسeurotoques التي تعد منظمة تضم طهاة عالميين من3500 مطعم في18 دولة, كما استعرض هذا الجزء العديد من الدول التي تهتم بسياحة المأكولات لجذب السائحين, وكانت المفاجأة السارة أن مصر من بين هذه الدول التي اختارها تقرير منظمة السياحة العالمية للحديث عما تمثله سياحة المأكولات لديها من أهمية.

ومن أبرز الدراسات التي تضمنها الجزء الأول من التقرير تلك الدراسة التي أجراها جريج ريتشاردز الباحث والأستاذ في جامعة تيلبورج الهولندية بعنوان الغذاء والتجربة السياحية.

وتقول هذه الدراسة إن المأكولات تعد أساسا للتجارب السياحية الناجحة عن طريق عدة طرق:

أولها أنها وسيلة للربط بين الثقافة والسياحة, وثانيها أنها تساعد علي تطوير الخبرات في مجال تناول الأطعمة, وثالثها أنها تساعد علي إنتاج أصناف متميزة وجديدة من المأكولات, ورابعها أنها تساعد علي تطوير بنية أساسية مهمة لإنتاج الغذاء واستهلاكه في الدول المختلفة, وخامسا وأخيرا دعم الثقافة المحلية بشكل عام.

وتمضي الدراسة متحدثة عن عوامل تؤدي الي نجاح دولة ما في مجال سياحة المأكولات, فقالت إن هذه العوامل هي:

أولا: توفير وجبات وأكلات غذائية جيدة في الدولة من شأنها زيادة حالة التقدير والاحترام لثقافة الطعام لدي القادمين إليها, وكذلك دعم فنون الطهي التي تجتذب الزائرين بصفة عامة.

ثانيا: إنشاء شبكة في مختلف أنحاء العالم من المطاعم التي تحمل أسماء مميزة معروفة داخل الدولة, بحيث يستطيع السائح أن يجد ما يحفزه عند اختياره للذهاب إلي دولة أم لا, وهو ما نجحت فيه الولايات المتحدة مثلا بفضل مطاعم الوجبات السريعة ذات الشهرة العالمية, وكذلك فرنسا وإيطاليا, إضافة إلي اليابان والصين وكوريا التي نجحت خلال السنوات الماضية في إنشاء شبكة مطاعم مميزة لهذه الدول الثلاث وانتشرت في مختلف أنحاء العالم.

ثالثا: المشاركة بفاعلية أيضا في تصدير المنتجات الغذائية والمشروبات التي تميز كل دولة, مثل المشروبات العالمية التي تنتمي إلي دول بعينها أو أصناف العصائر أو القهوة والشاي وغير ذلك.

رابعا: تعليم وتدريب الأفراد الموهوبين في مجال الطهي والفندقة.

خامسا: نشر أسماء الطهاة المميزين من كل دولة في قوائم ومسابقات الطهي العالمية لكي يكونوا معروفين لدي الناس في دول العالم المختلفة, مثل الشيف العالمي فيران أدريا.

سادسا: الحرص دائما علي إيجاد رابط أو علاقة مستمرة وقوية بين الخبرات الغذائية وبين احتياجات السائحين الفعلية, بمعني أن يتم توفير الوجبات والمطاعم التي تناسب احتياجات السائحين بعيدا عن فرض مأكولات وأماكن لا تناسبهم, أو من الصعب عليهم التجاوب معها.

سابعا: الاهتمام بتقديم المطبخ المحلي الذي تتميز به كل دولة وتعريف مأكولاته للسائحين, مثلما هو الحال بالنسبة للكشري والفول والطعمية في مصر.

وفي الجزء الخاص بأشهر الوجهات السياحية العالمية, تناول التقرير دولا تعد ذات طابع متميز للغاية في طريقة التعامل مع السياحة الغذائية أو سياحة المأكولات, فسرد من بين هذه الدول كلا من مصر, إلي جانب كل من أذربيجان التي تمزج بين مذاق الشرق والمذاق الأوروبي, والبرازيل المميزة بالاهتمام الشديد بالرائحة الشهية لأطباقها, وجورجيا التي نجحت في تزويد السائحين بما يناسبهم من مأكولات ومشروبات, وقازاقستان التي تركز علي المأكولات الصحية المميزة القادرة علي جذب اهتمام السائحين, وكوريا الجنوبية التي بدأت مأكولات وأطباقها ذات القيمة الغذائية العالية تنتشر في مختلف أنحاء العالم ويطلق عليها بصفة عامة ثقافة الهانسيك الكورية, أي الطعام الكوري التقليدي, إضافة إلي روسيا وماليزيا وأوزبكستان.

أما بالنسبة لمصر, فقد أفرد التقرير صفحتين كاملتين عن سياحة المأكولات المصرية, وتناول اهتمام الفنادق والمطاعم المصرية بما يحتاجه السائح من مأكولات مصرية مميزة, فضلا عما تشتهر به مصر من انتشار جميع أنواع المطاعم العالمية التي تقدم المأكولات التي تناسب سائحين من مختلف الجنسيات, مثل المطاعم الأمريكية والإيطالية والغربية واليابانية والصينية, والمطبخ الشرقي بصفة عامة.

ولكن أكثر ما ركز فيه التقرير عند حديثه عن مصر هو أهمية سياحة المأكولات المصرية في جذب السائحين العرب, وبخاصة من منطقة الخليج, نظرا لأن السائحين القادمين من تلك المنطقة يتسمون بارتفاع نمط إنفاقهم الاستهلاكي بصفة عامة, واهتمامهم بسياحة المأكولات بصفة خاصة.
 

وذكرت الدراسة أن هذا النوع من السائحين يتعامل مع المأكولات وزيارة المطاعم والفنادق علي أنه ضرورة ووسيلة للترفيه والمتعه أيضا.

ونوهت الدراسة إلي انتشار ظاهرة القنوات الفضائية التي تقدم برامج الطهي لمختلف الوجبات, وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير بثقافة المأكولات في مصر, وقالت إن بعض هذه المحطات الفضائية المتخصصة في هذا المجال تعمل علي مدار24 ساعة متواصلة, موضحة أن بعض الطهاة تحولوا إلي نجوم بالفعل يبحث الكثير من المستهلكين عن الأماكن التي يعملون بها لتناول مأكولاتهم المميزة.

وأشارت الدراسة إلي أن مصر بها الوجبات والأكلات العالمية الشهيرة المتوافرة من خلال الفنادق والمطاعم ذات الأسماء المعروفة, إلي جانب الوجبات المحلية الأصلية التي تشتهر بها مصر ويحبها السائحون.

وتحدثت الدراسة عن أن السائح الخليجي يقبل علي المأكولات في مصر بشكل خاص في شهر رمضان المبارك, ولهذا فإن معظم شركات السياحة ومنظمي الرحلات السياحية للعرب والأجانب علي حد سواء تحرص علي إضافة فقرة ضمن الرحلات السياحية للوفود المختلفة تشمل زيارة منطقة خان الخليلي والحسين التي تشتهر بامتلائها بالمطاعم والمقاهي التي تقدم المأكولات والمشروبات المصرية المميزة.

بقي القول إن التقرير الخاص بمصر تصدره عنوان يقول خبرات سياحة المأكولات المصرية, ومعه صورة لطبق كشري لذيذ!.

المصدر : الاهرام

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled