تحديات تواجه ترويج السياحة بفلسطين
غزة " المسلة " … انتهت دورة الإعلام السياحي العربية الثانية والتي عقدت بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وشاركت فيها وفود عربية ومحلية دون أن تُجيب على كثير من التساؤلات التي تدور في أذهان الصحفيين، ليس الفلسطينيين فحسب، وإنما العرب أيضا.
وعلى مدى يومين استعرض عشرات الصحفيين من الأردن والمغرب والكويت والإمارات، بحضور مستشار رئيس المنظمة العربية للسياحة التابعة لجامعة الدول العربية سعد الضامن، واقع الإعلام السياحي في وطن مستهدف من قبل الاحتلال في كافة مناحي الحياة التاريخية والجغرافية والثقافية، وما ينتج عن ذلك من مشكلات، فضلا عن عقبات داخلية تتعلق بإمكانيات السلطة الفلسطينية وقلة الكفاءات الصحفية المتخصصة.
ومن أبرز القضايا المثيرة وتركت دون إجابة هي السياحة الخارجية وتحديدا العربية منها، وهل تدخل في إطار التطبيع أم لا؟ خاصة مع تضارب الفتاوى الدينية والاجتهادات السياسية في هذه القضية، مما يشكل عقبة أمام الصحافي عند مخاطبته للآخر.
الصورة الذهنية
وهنا تساءل المحاضر بالجامعة الأميركية في جنين سعيد أبو معلا: كيف يقوم الإعلام بدوره في تشجيع السياحة الخارجية إلى فلسطين في ظل وجود تخوف من شيء اسمه "تطبيع"؟ مشيرا إلى قضية أخرى تبرز هنا وتتعلق بالصورة الذهنية وهي: هل جمهور الفلسطينيين في الخارج جزء من جمهور السياحة المستهدف أم لا؟
وضمن مجموعة تحديات، سماها أبو معلا ألغاما، تطل برأسها عند الحديث عن الإعلام السياحي، تطرق إلى المهمة الصعبة في التوفيق بين صورة صحافية تعكس الواقع المؤلم في ظل الاحتلال، وصورة أخرى تحكي جمالية فلسطين وتدعو لزيارتها.
وفي إشكالية أخرى تطرق إلى آلية التعامل مع فلسطينيي الداخل أثناء الرحلات السياحية وهل زيارتهم تشكل دعما لهم، أم سيستفيد منها الاحتلال الذي يمنح تصاريح الدخول لمن يشاء ويمنعها عن من يشاء؟
وفضلا عن كل ما سبق تساءل المحاضر الفلسطيني: من يضمن أمن وسلامة السياح والضيوف القادمين عند وصولهم إلى وطن محتل، الكلمة فيه للاحتلال؟
وفي ظل هذه التحديات شدد الإعلامي الفلسطيني على أن الحاجة ماسة لسياح مخلصين مثابرين قادرين على العطاء والمبيت في مدن الضفة وغزة، لكن النتيجة تكون عكسية في حال تشكلت صورة سلبية خاصة في ظل مجتمع محلي محافظ يحتاج إلى جهد كي يتقبل السائح الأجنبي كما هو.
وأضاف أن المطلوب -أيضا- صحافة خدماتية ترشد جمهور السياح إلى المرافق المناسبة لهم، وصحافة استقصائية خاصة في كشف مظاهر الخلل الداخلية كبيع هدايا تذكارية بعلم إسرائيل أو تولي مرشدين فلسطينيين ترويج الرواية الإسرائيلية كما في القدس أحيانا.
وشدد على أهمية الاستفادة من الإعلام الحديث في توسيع معنى فلسطين السياحي ليشمل كل الوطن وليس المواقع الدينية أو السياحية فحسب، لكن دون نسيان الاحتلال الجاثم وضرورة إنهائه والعمل للتخلص منه
حرب شرسة
ووفق وزارة السياحة والآثار الفلسطينية فإن الاحتلال الإسرائيلي يشن حملة متعددة الأوجه لطمس الهوية الفلسطينية، وخلق هوية وتراث يهوديين، مؤكدة استمرار تغيير أسماء القرى والمناطق والآثار الفلسطينية وسرقة الموروث الفلسطيني من طعام ورقصات وألعاب وحتى الملابس.
وأكد مدير الوزارة بمحافظات القدس وبيت لحم والخليل أحمد الرجوب أن الواقع الحقيقي هو احتلال يهيمن على كل شيء بدءا من المنافذ والمعابر وحتى المرافق السياحية والشوارع، مما يعوق أي جهد فلسطيني في مجال التنمية السياحية، فضلا عن حملات إعلامية وسياحية تدعمها مستويات سياسية في ظل ضعف وعجز فلسطينيين.
وأوضح أن 80% من السياحة إلى فلسطين هي سياحة دينية وتساهم بنحو 4% من الميزانية العامة للسلطة الفلسطينية، لكن السلطة لا تستطيع التصرف بأي آثار أو مواقع تاريخية في مناطق مصنفة (ج) وخاضعة بالكامل لسيطرة الاحتلال الذي يسعى جاهدا للاستحواذ عليها وترويجها في الخارج باسمه.
المصدر : الجزيرة