فى ختام الجمعية العمومية
تأييد قوي للخطة العالمية خلال انجاز تاريخي للجمعية العمومية للإيكاو في دورتها 38
مونتريال "المسلة" …. اختتمت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) الدورة الثامنة والثلاثين للجمعية العمومية والتي تُعد دورة تاريخية، إذْ تلقت تأييداً من دولها الأعضاء بشأن تخطيط استراتيجي يغطي كامل قطاع الطيران ويتجاوز الكثير من التوقعات عندما وافقت على وضع تدبير عالمي قائم على آليات الأسواق (MBM) من أجل الطيران الدولي.
ووافقت الدول الأعضاء بالإيكاو على أن تعود في عام 2016 باقتراح لمخطط عالمي للتدابير القائمة على آليات السوق يُمكن تنفيذه بحلول عام 2020. وسيتعين الاضطلاع بجهود كبيرة من أجل التصدّي للتحدّيات وتناول شواغل معينة للبلدان النامية من أجل المُضي قدُماً.
الأدوات الاستراتيجية الجديدة لإدارة تزايد الحركة الجوية إلى الضعف
أيدّت الجمعية العمومية للإيكاو في دورتها الثامنة والثلاثين تأييداً شديداً خطتين هامتين من الخطط العالمية للإيكاو. وحيث أن وثائق الإيكاو الاستراتيجية الجديدة تحظى الآن بدعم من منهجية تعاونية تكميلية وأهداف أداء تشغيلي واضحة في مجال السلامة والملاحة الجوية، فستكون هذه الوثائق وثائق أساسية لكيفية توحيد الدول وقطاع الطيران في جهودها خلال العقود المقبلة من أجل توسيع نطاق قدرات الحركة الجوية والتعامل الفعّال المرتقب إلى الضعف للحركة الجوية بحلول عام 2030.
وإجمالاً، فإن 1,845 مُشاركاً ينتمون إلى 184 دولة عضو وفداً مراقباً ساعدوا في جعل الدورة الثامنة والثلاثين للجمعية العمومية أكبر دورة في تاريخ الإيكاو. وسيصدر فيما بعد موجز لنتائج الاجتماع فيما يتعلق بمجالات الإيكاو التالية: السلامة وقدرات الملاحة الجوية وفعالياتها والأمن والتيسير والتنمية الاقتصادية للنقل الجوي وأهداف حماية البيئة.
سمو السلامة
وفي مجال السلامة، أكدت الجمعية العمومية للإيكاو في دورتها الثامنة والثلاثين على أن الالتزام الأول للطيران العالمي يتمثل في تخفيض معدّل الحوادث وعددها في جميع أنحاء العالم. وأكّدت كذلك أن هذه الأعمال ستسترشد الآن بالأهداف المتزايدة المنصوص عليها في النسخة المنقحة لخصة الإيكاو العالمية للسلامة الجوية (GASP) والتي أيدتها الجمعية العمومية تأييداً قوياً.
وتمنح النسخة المنقحة لخطة الإيكاو العالمية للملاحة الجوية الإيكاو تفويضاً واضحاً لمواصلة إعمال المزيد من الشفافية والتعاون في مجال تحسين السلامة من خلال دورات الإبلاغ والتحليل في الوقت المناسب ومزيد من المسائلة على الصعيد الإقليمي. وهي تقدم رسالة قوية تبين أن التعاون والشراكة بشأن التحديات الخاصة بالسلامة بالنسبة لكامل قطاع النقل الجوي تظل من الأمور الأساسية لتقديم نتائج إيجابية.
وبناءً على زيادة الدعم الذي تلقته الإيكاو من الجمعية العمومية، فهي ستمضي في تنفيذ هذه الجهود في السنوات المقبلة من خلال زيادة التعامل المُكثف مع جميع الجهات الإقليمية، وتعزيز حماية وتبادل معلومات السلامة الحاسمة، عند الاقتضاء.
قدرات الملاحة الجوية وفعاليتها
يمكن الآن تعزيز التقدم المتواصل في مجال السلامة بواسطة دورات تكميلية للإبلاغ والتحليل في مجال الملاحة الجوية، وذلك حسب ما أكدته الجمعية العمومية عندما أيّدت تأييداً قوياً ومماثلاً للنسخة المنقحة لخطة الإيكاو العالمية للملاحة الجوية (GANP).
وستتُيح هذه الخطة للإيكاو أن تحقق بصورة عملية ومرنة الهدف الذي طالما سعت إليه والمتمثل في استحداث نظام ملاحة جوية متّسق على الصعيد العالمي. وإلى جانب وحداتها المفصلة تفصيلاً مسهباً لوحدات حزم التحسينات في منظومة الطيران، فإن الخطة المنقحة توّفر مستويات لم يسبق لها مثيل من اليقين في مجال الشفافية والتخطيط للدول ولمجموعات التنفيذ الاقليمية ولمقدمي الخدمات وللمنتفعين بالمجال الجوي ولأصحاب المصلحة بقطاع الطيران. وهي توفر إرشاداً واضحاً بشأن الأهداف التشغيلية اللازمة وقواعد الدعم الضرورية خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، ناهيك عن التكنولوجيات المحددة والإجراءات ولوائح الموافقة التي ستقوم عليها.
الأمن والتيسير
وإذْ أقرت الجمعية العمومية قرارات المجلس بشأن الأمن والتيسير، فقد أكدت الجمعية تشديد الايكاو على تحقيق مزيد من التوازن بين تدابير السيطرة الفعالة والوصل والفعالية في كامل المنظومة. وأن اضفاء الأولوية بناءً على إدارة المخاطر والاعتراف المتبادل بتدابير الأمن المتكافئة وغيرها من المبادئ الرئيسية سيُمثل الآن عناصر أساسية لمناقشات الإيكاو المقبلة بشأن الأمن والتيسير.
واعترفت الدول الأعضاء بالإيكاو بالتقدم المُحرز منذ انعقاد الجمعية العمومية في دورتها السابعة والثلاثين لتعزيز أمن الطيران المدني، سيما من خلال تعزيز القواعد والتوصيات الدولية الواردة بالمحلق السابع عشر والتي تتناول الشحن الجوي، وتقديم المساعدة الفنية والتعاون في جميع الأقاليم، وإكمال الدورة الثانية من برنامج المنظمة العالمي لتدقيق أمن الطيران.
وأيّدت الجمعية العمومية أيضاً توجهات جديدة في مجال الأمن والتيسير، مثل نهج الرصد إزاء عمليات تدقيق الأمن واستراتيجية الإيكاو الجديدة لبرنامج تحديد هويّة الركاب. والأهم من كل ذلك، إن نتائج الجمعية العمومية تعيد التأكيد على أن نجاح أمن وتيسير الطيران يجب أن يقوم على تعاون دولي محسن.
التنمية الإقتصادية للنقل الجوي
أيدت الجمعية العمومية الهدف الاستراتيجي الجديد للإيكاو الذي يهدف غلى التنمية الاقتصادية للنقل الجوي. كما أيدت التوصيات التي قدمها المؤتمر العالمي السادس للنقل الجوي وخطة عمل المنظمة في المستقبل في مجالات التنبؤ التحليل الاقتصادي والإحصاءات.
وبالتالي مُنحت الإيكاو تفويضاً أقوى لفترة الثلاث سنوات القادمة لقيادة عملية وضع رؤية طويلة الأجل للتحرير وإطار تنظيمي عالميّ وتوجيهات في مجال السياسات ذات الصلة. ويكمن مفتاح هذه الجهود في إعداد اتفاقات دولية بغية تسهيل تحرير دخول الأسواق، وملكية الناقلين الجويين والسيطرة عليهم، وخدمة الشحن الجوي، فضلا ً عن استمرار الإيكاو في توفير وتعزيز تسهيلات اللجنة الدولية للملاحة الجوية من أجل دعم الجهود التي تبذلها الدول في مجال تحرير النقل الجوي الدولي.
واعترفي الجمعية العمومية بأنه يتعين على الإيكاو أن تضفي أولوية أكبر على تطوير المبادئ الأساسية لحماية المستهلك، كما هو الحال بالنسبة لوضع توجيهات بشأن تأثير فرض الضرائب والرسوم الأخرى على النقل الجوي. وطلب من المنظمة أيضاً توفير الإرشاد بشأن ما يلي: تمويل تطوير البنى التحتية للطيران، ووظائف الرقابة في مجالات السلامة والأمن والاقتصاد، فضلا ً عن آليات التحفير لدعم التنفيذ في الوقت المناسب لوحدات حزمة التحسينات في منظومة الطيران.
حماية البيئة
وأقرت الجمعية العمومية، في مجال البيئة، بالتقدم الهائل الذي أحرزته الإيكاو خلال السنوات الثلاث الماضية، وأكدت أهدافها الجماعية الطموحة واتفقت على استراتيجية شاملة للتقدم بجميع عناصر سلة التدابير ألا وهي التكنولوجيا والعمليات وأنواع الوقود البديلة ونصت على برنامج عمل طموح للغاية لبناء القدرات ومساعدة الدول في وضع وتنفيذ خطط عملها لخفض الانبعاثات.
ورحبت الجمعية العمومية ترحيباً صريحاً بمسألة وضع قاعدة قياسية جديدة لضجيج الطائرات، وتم التشجيع بالكامل على مواصلة العمل نحو سنّ الجمعية العمومية في دورتها التاسعة والثلاثين في عام 2016 لقواعد قياسية قوية بشأن الجسيمات الدقيقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما تم دعم انجازات الإيكاو في مجال الأدوات البيئية، سيما فيما يتعلق بأداتها لتقدير الوفورات في الوقود مما يسهل تقييم ما تعود به التدابير التنفيذية من فوائد على البيئة. كما حظي بالتأييد القوي عمل الإيكاو المتواصل من أجل توسيع نطاق استعمال أنواع الوقود البديلة والمستدامة.
واعترفت الجمعية العمومية للإيكاو بتقديم خطط عمل الدول، مما يمثل أكثر من 80 في المائة من الحركة الجوية الدولية خلال السنوات الثلاث الماضية، على أنه إنجاز كبير. وتلقت الإيكاو أيضاً إشارات منفصلة وقوية على تأييد هذه العمل من خلال الإعلان عن المساعدة المالية ذات الصلة من جانب مرفق البيئة العالمية والاتحاد الأوروبي.
وبالإضافة إلى الكثير من إنجازات الإيكاو الحديثة والأعمال المقبلة بشأن استخدام التكنولوجيات الجديدة، والتدابير التنفيذية، وأنواع الوقود البديلة المستدامة لتحسين الأداء البيئي للطيران، فقد كان موضوع الحل العالمي للتدابير القائمة على آليات السوق من اجل تعزيز هذه الجهود الفنية والتشغيلية مجالا أكثر تعقيداً حيث كان بحاجة إلى توافق آراء الجمعية العمومية بالكامل.
وفي النهاية أبرمت الإيكاو اتفاقاً تاريخياً في مجال القائمة على آليات السوق فيما بين دولها، محققة بذلك خطوة تاريخية وهامة أخرى للنقل الجوي إذ أنه اصبح الآن قطاع الصناعة الرئيسي الوحيد الذي يحظى باتفاق عالمي ومتعدد الأطراف في مجال التدابير القائمة على آليات السوق للمساعدة في تنظيم انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل.
التطورات القانونية
وفي المجال القانوني، اعتمدت الجمعية العمومية قراراً لتشجيع التصديق على اتفاقية بيجين وبروتوكول لعام 2010 وهاتان المعاهدتان الجديدتان اسفرتا عن توسيع نطاق النظام العالمي لأمن الطيران وتعزيزه من أجل التصدي للتهديدات الجديدة والناشئة.
واعتمدت الجمعية العمومية أيضاً قراراً آخر لتشجيع التصديق على اتفاقية مونتريال لعام 1999 والحث على اعتماده على الصعيد العالمي، من اجل تحقيق الاستفادة التامة من تنفيذه. ويقوم هذا الصك بتحديث النظام القانوني فيما يتعلق بمسؤولية الناقل الجوي ويُيسر استخدام الوثائق الالكترونية في مجال النقل الجوي.