فنادق الشرق الأوسط تحارب تراجع الإشغال في الصيف برفع الأسعار
تستمر حرارة الصيف والأوضاع السياسية والاقتصادية بالضغط على قطاع السياحة في الشرق الأوسط، حيث استمر أداء الفنادق بالإنخفاض في شهر يونيو، بعد أن بدأ تراجعه مع نهاية أشهر الذروة في مايو. وفيما سجل عدد من الفنادق إرتفاع في الإيرادات بسبب زيادة متوسط أسعار الغرف، و تراجع نسب الإشغال على كافة دول الشرق الأوسط باستثناء الإمارات العربية المتحدة، وفق دراسة لإرنست ويونغ حول قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي تعليقه على الدراسة، يقول يوسف وهبة، رئيس قسم خدمات الاستشارات العقارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في إرنست ويونغ، "يعتبر شهر مايو بداية موسم الصيف في المنطقة، وهو ما يشكل نهاية موسم الذروة بالنسبة لسوق الضيافة، وبداية التباطؤ الموسمي في المنطقة. وفي حين أن هذه العوامل الموسمية، بما في ذلك زيادة درجات الحرارة وشهر رمضان المبارك، تؤثر على الغالبية العظمى من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تتأثر دول أخرى عبر المنطقة أيضاً بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
الإمارات الأقوى أداءً
على الرغم من تراجع معدلات الإشغال والإيرادات في الإمارات عن أشهر الذروة، غير أنها تمكنت من تسجيل ارتفاع طفيف في هذه الفترة بالمقارنة مع العام الماضي.
وفقاً للتقرير ارتفع معدل الإشغال العام في دبي بنحو 5.0 نقاط مئوية مقارنة بشهر مايو 2012، مع زيادة متوسط أسعار الغرف بنسبة 12.1% وارتفاع إيرادات الغرف الفندقية بنسبة 19.4%. ويمكن أن تعزى هذه الزيادات إلى الارتفاع الموسمي الكبير بواقع 8.0 نقاط مئوية في فنادق المدينة المطلة على البحر. وعلى الرغم من التباطؤ الهامشي للأداء الإجمالي لإمارة دبي خلال مايو 2013 مقارنةّ مع أبريل الماضي، إلا أن الأرقام تتماشى مع موسم الصيف النموذجي في المدينة. وقد شهدت أبوظبي خلال مايو ارتفاعاً في متوسط أسعار الغرف من 169 إلى 194 دولار أمريكي بزيادة سنوية قدرها 14.9%، مما أدى إلى نمو إيرادات الغرف الفندقية بمعدل 20.9% خلال الفترة ذاتها. كما شهدت الإمارة أيضاً زيادة في معدل الإشغال العام بواقع 4.0 نقاط مئوية. وكذلك سجلت العين أرقاماً إيجابية في شهر مايو بزيادة معدل الإشغال العام من 65% في مايو 2012 إلى 69% في مايو عام 2013، بالإضافة إلى ارتفاع متوسط أسعار الغرف بنسبة 2.7% وإيرادات الغرف بنسبة 9.5%.
السعودية نموٌ للإيرادات بفعل ارتفاع الأسعار
في السعودية، أدت بداية موسم الصيف وانتهاء الموسم المدرسي إلى تراجع السياحة الخارجية والداخلية، ومع ذلك تمكنت الفنادق في جدة والمدينة المنورة من تحقيق نمو ملحوظ في الإيرادات، يعود ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع متوسط الأسعار، في حين تراجعت أسعار الغرف في الفنادق في كل من مكة المكرمة والرياض ما عكس تراجعاً في إيرادات الفنادق، في حين حافظ مستوى الإشغال على استقراره.
كما جاء ضمن التقرير، "شهدت المملكة العربية السعودية في مايو، وتحديداً جدة والمدينة المنورة، نمواً إيجابياً في إيرادات الغرف بحوالي 22.5% و9.2% على التوالي بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. ويعزى ذلك بشكل كبير إلى زيادة متوسط أسعار الغرف في المدينتين. وبالمقابل، تراجعت إيرادات الغرف في مكة المكرمة والرياض بنسبة 5.4% و2.4% على التوالي خلال الفترة ذاتها. ويمكن أن يعزى الانخفاض في مكة المكرمة إلى تراجع في متوسط الإشغال من 81.0% إلى 74.0% على أساس سنوي. كما أدى التغيير الطفيف في إيرادات الغرف في الرياض إلى انخفاض متوسط أسعار الغرف بنسبة 6.1% في حين بقي متوسط الإشغال مستقراً دون تغيير".
فنادق القاهرة تدفع ثمن التوتر السياسي والمناطق السياحية تسجل أعلى ارتفاع في أسعار الغرف
وفي مصر، أثرت الأوضاع الأمنية في العاصمة على أداء الفنادق إلى جانب التراجع المتوقع بفعل موسم الصيف، في حين سجلت المناطق السياحية ارتفاعاً في الإيرادات بفعل ارتفاع الأسعار الذي سجل النسب الأعلى في منطقة الشرق الأوسط.
وفقاً للتقرير، "تستمر منتجعات البحر الأحمر في مصر بتحقيق معدلات أعلى في أسعار الغرف خلال عام 2013 مقارنة بالعام الماضي. وبشكل أكثر تحديداً، تشهد المنتجعات في الغردقة وشرم الشيخ اتجاهاً تصاعدياً منذ بداية عام 2013، حيث حققت نمواً في إيرادات الغرف بنسبة 66.7% و20.9% على التوالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويعود هذا النمو في المقام الأول إلى زيادة متوسط أسعار الغرف من 25 دولار أمريكي في مايو 2012 إلى 41 دولار في مايو 2013 في الغردقة (بنسبة زيادة 63.9%)، ومن 42 إلى 57 دولار في شرم الشيخ (بنسبة زيادة 37.6%) خلال نفس الفترة. وعلى الرغم من هذه الزيادة، لا يزال سوق الضيافة في القاهرة يشهد تراجعاً على خلفية زيادة التوتر السياسي في المدينة خلال الأشهر القليلة الماضية. كما انخفضت إيرادات الغرف عموماً في القاهرة بنسبة 12.2% مقارنةً بالعام الماضي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تراجع متوسط الإشغال من 48.1% إلى 34.9% بواقع 13.1 نقطة مئوية خلال نفس الفترة".
فنادق بيروت تسجّل التراجع الأكبر
سجلت بيروت التراجع الأكبر في معدلات الإشغال وأسعار الغرف، على الرغم من تطلع الفنادق لموسم الصيف لاستقطاب السياح. ولكن الأوضاع الأمنية في لبنان وسوريا أدت إلى تراجع السياحة. حيث أوضح التقرير "في شهر مايو 2013، انخفضت إيرادات الغرف الفندقية في بيروت بنسبة 27.0% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويرجع ذلك إلى انخفاض متوسط معدل الإشغال من 67.0% إلى 59.0% على أساس سنوي، بالإضافة إلى تراجع متوسط أسعار الغرف من 200 دولار إلى 165دولار مقارنة بشهر مايو 2012".
التراجع يتواصل في الأردن
كذلك يواصل متوسط الإشغال في الأردن تراجعه بانخفاض معدل الإشغال في عمّان بواقع 14 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى انخفاض متوسط أسعار الغرف من 172 إلى 155 دولار بنسبة 9.6%، وتراجع إيرادات الغرف بنسبة 26.1%.
وفي ظل التباين الكبير بين دول المنطقة، بقي سوق الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولا سيما في دولة الإمارات العربية المتحدة، قوياً في شهر مايو. وعلى اعتبار أن شهري يوليو وأغسطس الأكثر حرّاً في المنطقة، من المتوقع أن تشهد الفنادق معدلات أقل خلال الأشهر المقبلة.
المصدر : ame