باريس.. مدينة السحر والجمال الممزوجة بالرومانسية
باريس " المسلة " … تعد باريس واحدة من أشهر الأماكن السياحية في العالم؛ حيث يزورها ملايين كل عام ويرجع السر في ذلك إلى أنه يوجد بها معالم كثيرة متميزة ومناطق جذب مشهورة عالميا تتنوع بين برج إيفل وقوس النصر وجادة الشانزليزيه وبومبيدو وميدان الكونكورد ومتحف اللوفر الذي يعد من أهم المتاحف الفنية في العالم ويقع على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس.
قوس النصر :
بدأ العمل في قوس النصر في بداية القرن التاسع عشر، وأراده نابليون بونابرت رمزا يخلد انتصارات جيوش إمبراطورية فرنسا، إلا أن إنجازه الفعلي تم عام 1836 أيام لويس فيليب وقام بتصميم القوس الذي يبلغ ارتفاعه 49.50 متر المهندس شالغران على هضبة (شايو) ويحمل القوس على واجهاته عددا من المنحوتات، أشهرها المرسيلية، وهي من أعمال النحّات رود، ويحيط بأعلاه نحت لمئات الجنود بارتفاع مترين. وازداد عمق الرمز معنى بسقوط جندي في المكان في (11 نوفمبر 1920)، وفي هذا التاريخ من كل عام تجدد مجموعة من المحاربين إشعال لهب الجندي المجهول في حفل رسمي.
الشانزليزيه :
لا يمكن أن تكون في باريس دون المرور علي أشهر شارع في فرنسا بأكملها، وهو شارع «الشانزليزيه» الأكثر استقبالا للسياح من جميع بلدان العالم، فالمحلات التجارية العالمية والمقاهي المنتشرة على جانبي الشارع أكسبته طبيعة خاصة تضج بالصخب والحياة لن تجدهما أو تشعر بهما إلا في ذلك الشارع.
ويتميز شارع الشانزلزيه بالصخب ليلا ونهارا فهو واحد من أشهر وأهم الشوارع جذبا للسياحة في العالم، فمحطات مترو الأنفاق تتواجد بشكل مكثف في الميدان بمنتصف الشارع، ما أكسب الشارع سهولة وسرعة في التنقل. أما على صعيد المتاجر في شارع الشانزليزيه فهي لا تعد ولا تحصى بالإضافة إلى المقاهي الكبيرة والمطاعم ودور العرض السينمائية والمسارح، والمصارف ومكاتب شركات الطيران ومعارض بيع السيارات، كما يوجد بالشانزليزيه محل أعرق العطور الفرنسية وأكبر محل للعطور في باريس فضلا عن بيوت الأزياء الكبرى.
بومبيدو :
يقع مركز جورج بومبيدو للفنون والثقافة في قلب باريس. وترجع قصة إنشاء المركز إلى أن الرئيس الفرنسي الراحل جورج بومبيدو قد قرر سنة 1969 إقامة مركز ثقافي هام في منطقة بوبور، فتم عرض المشروع على شكل عطاء عالمي شاركت فيه قرابة 45 دولة تقدمت بـ650 مشروعا معماريا، وبدأ العمل في شهر أبريل 1972 واستمر العمل قرابة الخمس سنوات، حيث انتهى في 31 يناير 1977 حيث تم افتتاح المركز رسميا. ويشغل المبنى مساحة تقارب الألف متر مربع.
برج إيفل :
البرج عبارة عن تركيبة هندسية معمارية من الحديد أطلق عليه اسم بانيه المهندس ألكسندر غوستاف إيفل الذي انتهى من العمل فيه عام 1889 بعد مضي أكثر من عامين، وقد أثار بناء البرج حينها كثيرا من اللغط والاحتجاجات؛ إذ اعتبره عدد من الكتاب والفنانين تشويها لتناسقية وجمال العاصمة. وهو حاليا من أكثر المعالم السياحية التي يزورها السياح من مختلف أنحاء العالم. ويتكون هيكل البرج الضخم من 15 ألف قطعة من الصلب، ويزن قرابة الـ7000 طن، بالإضافة إلى أنه يزن حوالي 50 طنا من الطلاء لدهنه.
ميدان الكونكورد :
يمتاز الميدان بموقعه الخاص في قلب العاصمة ولقد شهد الميدان أحداثا تاريخية هامة، لعل أهمها انتصاب المقصلة فيه، قرب بوابة حديقة التويلري، وسقوط رؤوس قرابة 1300 شخص. وفي الميدان نفذ حكم الإعدام بقطع الرأس في الملك لويس السادس عشر وفي الملكة ماري أنطوانيت، بالإضافة إلى عدد آخر من شخصيات البلاط الهامة، وبإزالة المقصلة عام 1795 بعد انتهاء تلك الحقبة الدموية، أطلق على الميدان اسمه الحالي (الكونكورد تعني: الألفة أو الود أو الوفاق). وتزين الميدان نافورتان جميلتان على طراز نافورات الفاتيكان، بالإضافة إلى ثمانية تماثيل ترمز إلى 8 مدن فرنسية.
متحف اللوفر :
من أهم المتاحف الفنية في العالم ويقع على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس. يعد متحف اللوفر أكبر صالة عرض للفن عالميا وبه العديد من الآثار المصرية سرقت أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وكان عبارة عن قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190، تحاشيا للمفاجآت المقلقة هجوما على المدينة أثناء فترات غيابه الطويلة في الحملات الصليبية، وأخذت القلعة اسم المكان الذي شُيدت عليه، لتتحول لاحقا إلى قصر ملكي عرف باسم قصر اللوفر، قطنه ملوك فرنسا وكان آخر من اتخذه مقرا رسميا لويس الرابع عشر الذي غادره إلى قصر فرساي العام 1672 ليكون مقر الحكم الجديد تاركا اللوفر ليكون مقرا يحوي مجموعة من التحف الملكية والمنحوتات على وجه الخصوص. في عام 1692 شغل المبنى أكاديميتان للتمثيل والنحت والرسم والتي افتتحت أولى صالوناتها العام 1699. وقد ظلت تشغل المبنى طوال 100 عام. وخلال الثورة الفرنسية أعلنت الجمعية الوطنية أن اللوفر ينبغي أن يكون متحفا قوميا، ليفتتح المتحف في 10 أغسطس 1793. ويعد اللوفر أكبر متحف وطني في فرنسا ومن أكثر المتاحف التي يرتادها الزوار في العالم. خضع في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتيران إلى عمليات إصلاح وتوسعة كبيرة.
قصر فرساي :
هناك متاحف وقصور أخرى شهيرة مثل قصر فرساي الذي يقع على حدود المدينة، حيث قام لويس الثالث عشر ببنائه، وقصر فونتينبلو الذي يقع خارج المدينة ويعد مقصد كل الباريسيين في أيام العطل، وهناك أيضا متحف الرسام الإسباني بيكاسو الذي يتوافد عليها محبو الفنون ومتحف مارموتان ومتحف أورسيه.
الحركة والتنقل :
من أفضل الوسائل التي تبدأ بها برنامجك السياحي في باريس استخدام واحدة من الرحلات الزورقية والتي تعبر في نهر السين ومن خلالها تمر من أمام العديد من أجمل المواقع والمعالم حتى تصل إلى أهم موقع سياحي برج إيفل والذي يمنحك مشهدا بانوراميا لا ينسى للعاصمة الفرنسية. وعندما تتجول فيه تجد على جانبيه أرقى بيوت الأزياء العالمية والتوكيلات للمحلات التجارية المختلفة، وأما عن أماكن الترفيه في الشارع فحدث ولا حرج، فيوجد عدد لا يحصى من المقاهي والمطاعم لتقديم أشهى وأشهر الأكلات لبلدان العالم، فيوجد بها كبريات محلات البيتزا والمأكولات البحرية بجانب مطاعم أخرى تتخصص في تقديم الأكلات الشرقية والغربية. وبعد الانتهاء من الطعام تستطيع الاستجمام بجمال الشارع على المقاهي والكافيهات التي يكثر عددها فيه وعند انتهاء جولتك في التسوق بالمحلات العالمية في شارع الشانزليزيه، اتجه مباشرة إلى ساحة الكونكورد، وشاهد المسلة المصرية وقوس النصر الذي أمر نابليون بونابرت ببنائه ليمجد من خلاله انتصارات جنوده البواسل. على بعد حوالي 40 دقيقة عن وسط باريس توجد «ديزني بارك» التي تعد «ديزني» أهم مجموعة حدائق ومدن ملاهٍ تابعة لشركة ديزني الشهيرة، لذلك تعد ركنا أساسيا في البرنامج السياحي لباريس خصوصاً إذا كنتم بصحبة أطفالكم.
وعند حلول الليل يمكن مشاهدة أحدث الأفلام العالمية التي تعرض على شاشاتها الضخمة أو تناول أشهى الأطباق الباريسية التي تقدمها المطاعم الفخمة أما إذا كنت من محبي الموسيقى والحفلات فيمكنكم زيارة العديد من المسارح التي تقدم الكثير من العروض، بينما إذا كنت من محبي الرياضة فيمكنك زيارة استاد باريس.